نقاط مضيئهمبدعون

“توتة توتة.. خلصت الحدوتة”.. وفاة الإذاعية القديرة فضيلة توفيق (أبلة فضيلة)

“ياولاد ياولاد توت توت تعالوا تعالوا علشان نسمع أبلة فضيلة

راح تحكيلنا حكاية جميلة وتسلينا وتهنينا وتذيع لينا كمان أسامينا

أبلة… أبلة فضيلة”

اسمها الحقيقي فضيلة توفيق وهي خريجة كلية الحقوق وهي أخت الممثلة محسنة توفيق.

تتلمذت علي يد بابا شارو وعملت في الاذاعة المصرية. تميزت بصوتها وأدائها الجميل والبسيط علي قلب وعقل الأطفال، خلال سردها الحكايات والقصص التعليمية لهم، لتجذب الملايين منهم، وتساعد الآباء بشكلٍ إيجابى، على ترسيخ القيم والمبادئ التربوية لدى أبنائهم.

ومنذ ذلك الوقت أصبحت “أبلة فضيلة” أشهر مقدمة برامج أطفال .

وانتقلت للعيش في كندا مع أسرتها منذ عام 2016.

توفيت الإذاعية الكبيرة فضيلة توفيق عبد العزيز، المعروفة بـ أبلة فضيلة، اليوم الخميس، عن عمر ناهز الـ 93 عاما. صاحبة البرنامج الذي تربينا عليه غنوة وحدوتة والذي كان يذاع بعد برنامج ربات البيوت صباح كل يوم ..

وأعلنت ريم إبراهيم على ابنة الإذاعية الراحلة أبلة فضيلة، وفاة والدتها صباح اليوم، عن عمر ناهز 93 عاما، حيث كتبت عبر حسابها على فيس بوك: ادعوا لأمى بالرحمة، البقاء لله، توفيت إلى رحمة الله الإذاعية الكبيرة فضيلة توفيق عبد العزيز، أبلة فضيلة.

وأضافت: ستقام صلاة الجنازة يوم الجمعة الموافق 24 مارس، عقب صلاة الجمعة فى مسجد عثمان فى مدينة بيكرينج فى كندا.

وأبلة فضيلة من مواليد 4 أبريل 1929، وتعتبر أشهر من قدم برامج الأطفال في الإذاعة المصرية، واسمها فضيلة توفيق، خريجة كلية الحقوق وتتلمذت على يد بابا شار..

أبلة فضيلة في سطور

تقول فضيلة توفيق عن نشأتها: نحن ثلاث بنات وولد ووالدتي سيدة تركية تجمع بين الطيبة والحزم وكانت تقوم بتفتيش حقيبتي المدرسية فإذا وجدت قلما لايخصني تسألني عن مصدره وأذكر في طفولتي أيضا أنى كنت أجمع جيراني الأطفال وأقص عليهم القصص والحكايات – كنا نسكن في شارع الملكة نازلي (رمسيس) وتعلمت في مدرسة الأميرة فريال وكانت في نفس المدرسة ناريمان التي تزوجها الملك فاروق فيما بعد وأيضا كانت فاتن حمامة زميلتي وكان والدها سكرتير المدرسة. التحقت بكلية الحقوق تحقيقا لرغبة الأسرة ومن دفعتي كل من: الدكتور أسامة الباز والدكتور عاطف صدقي والدكتور فتحي سرور.. كان الزميل عاطف صدقي يتوقع بعض الأسئلة ويطلب أن نهتم بها ومن العجيب أننا كنا نفاجأ بها في الامتحان.

أبلة فضيلة وعملها بالمحاماة

أستاذي حامد باشا زكى اختارني للعمل معه في مكتب المحاماة وفي ذلك الوقت كان يتولى وزارة المواصلات وفي إحدى القضايا التي جاءت للمكتب حاولت الصلح بين الخصوم وهذا الموقف نقله أحد الزملاء للأستاذ حامد فعاتبنى بشدة وقال: مهنتنا تعتمد على الخلافات ولذا فأنت لا تصلحين للعمل في المحاماة من الأفضل أن تعملى في الإذاعة. وتستكمل: كانت مدة عملي بالمحاماة 24 ساعة فقط.

عملها بالإذاعة

وعن عملها بالإذاعة قالت: كانت الإذاعة تتبع وزارة المواصلات وقتئذ وللتاريخ أذكر أنني كنت سعيدة للعمل في الإذاعة.. في عام 1953 قابلت الرائد الإذاعي بابا شارو وقلت له أتمنى أن أعمل مذيعة للأطفال فاخبرني أنه يتولى هذا العمل وحده. ثم تم تعييني بالإذاعة وكنت أقرا النشرة وتعلمت من حسنى الحديدي كيف أقف وراء الميكرفون ومن يوسف الحطاب التمثيل، في عام 1959 تحقق حلمي حيث أنتقل بابا شارو للعمل في التليفزيون ومن هنا عملت في برامج الأطفال.

"توتة توتة.. خلصت الحدوتة".. وفاة الإذاعية القديرة فضيلة توفيق (أبلة فضيلة)
“توتة توتة.. خلصت الحدوتة”.. وفاة الإذاعية القديرة فضيلة توفيق (أبلة فضيلة)

غنوة وحدوتة

وعن برنامجها غنوة وحدوتة:استضفت في برنامجى شخصيات كثيرة بارزة واذكر على سبيل المثال: نجيب محفوظ وأنيس منصور والدكتور فاروق الباز ومحمد عبد الوهاب وكامل الشناوى وسيد مكاوى وعبد الحليم حافظ والدكتور يحيى الرخاوى وزارتنا في الأستديو السيدة سوزان مبارك قرينة الرئيس محمد حسنى مبارك. وتستكمل فتقول: استضفت في برنامجي الموسيقار محمد عبد الوهاب وطلبت منه أن يغني (ست الحبايب) فقال: لقد غنتها فايزة أحمد بصورة رائعة.. وبعد إلحاح من الأطفال غنى على عوده (ست الحبايب) وكان يود ألا تُسجل بصوته. وأذكر أن زميلتي العزيزة سامية صادق استضافت ذات يوم في برنامجها فايزة أحمد وبعد أن استمعت للحلقة اتصلت بها وقلت: خبطة إذاعية هائلة يا سامية لأنني عندما استمعت إلى (ست الحبايب) لأول مرة من فايزة أحمد بكيت برغم أن والدتي على قيد الحياة.

ردود الأفعال:

يقول الكاتب الصحفي أحمد رفعت:

وداعا أبلة فضيلة !

هذه سيدة قدمت لنفسها.. وعملت لحياتها ولآخرتها علي السواء.. سبعة عقود تقدم الخير وتدعو له وتشجع عليه !

هذه الإعلامية الكبيرة لم يصدر عنها أو منها إلا ما يشرفها وأحفادها عشرات السنين القادمة !

هذه الإعلامية تحولت عند شعبنا وبالرضا التام مؤسسة مستقلة للتربية والتعليم وللأخلاق وللسلوك القويم ..

هذه الإعلامية ساهمت في تربية أجيال وأجيال من ولدوا ونشأوا وكبروا وعرفوا الحياة وخرجوا إليها في السبعينيات والثمانينيات مثلنا وامتد عطائها قبلنا وبعدنا لأجيال من بعد أجيال !

هذه الاعلامية تركت تراثا يصلح تماما تماما لتريية أجيال قادمة وبعضها لم يولد بعد مهما تبدلت قيم المجتمعات ومهما فعلت التكنولوجيا فعلتها… وهو تراث يصلح للتعامل معه وتحديثه والبناء عليه كما يصلح في مواد منه ليبقي كما هو خصوصا تلك الحواديت التي تعلم قيم نفتقدها او يفتقدها البعض اليوم من احترام الكبار والوفاء بالوعود والعهود والصدق والجد والاجتهاد والشجاعة والنبل وأهمية العمل والعلم والتحصيل والادخار في بناء الأمم !

أسم هذه السيدة العظيمة.. إسم “أبله فضيلة ” وقد تحول الي” ماركة مسجلة ” و”علامة إعلامية” تعنيان “مخزنا للقيم ” .. لذا فقد حفر – اسمها – لنفسه مكانا بارزا وخالدا في تاريخ الإعلام المصري.. وفي تاريخ التربية والتنشئة في بلادنا.. هذه السيدة الجليلة تاريخها خلفها.. وقد تحققت بالكامل.. ورغم بروز الكثيرين في برامج الأطفال لكن لم يأت وربما لن يأتي مثلها لا بالأسم ولا بالرسم .. ورغم ذلك يحتاج إسمها الي التكريم .. من كل المعنيين بالأمر.. بيتها في “ماسبيرو” ومجالس المرأة والجمعيات النسائية وسفارتنا في كندا حيث رحلت.. وحيث عاشت سنواتها الأخيرة مع إبنتها المقيمة هناك.. تستحق التكريم من وزارات ومؤسسات وعلي أعلي مستوي !

رحم الله أبلة فضيلة ام المصريين المعاصرة.. وأسكنها فسيح جناته وألهم أسرتها وكل ابناء الإذاعة المصرية وكل محبيها كل الصبر”..

أبلة فضيلة وذكريات الطفولة

يقول أنس الفقي “أنا من الذي تربى علي صوت الإذاعية العظيمة أبلة فضيلة، أغنية برنامجها الشهير وصوتها وهي تقرأ علينا القصص والحكايات، حواديت تركت أثرها في وجداننا، وارتبطت بصوتها المميز، وتمر الأيام وأسكن الدور التاسع بماسبيرو، ويأتيني اتصال منها، يا إلهي إنه الصوت نفسه الذي ارتبطت به ذكريات الطفولة، لوهلة لم أركز فيما قالت وظللت أردد لها “كلنا تحت أمرك. اللي حضرتك عاوزاه هيتعمل” في الواقع أني كنت سابحاً بخيالي لذكريات سماع برنامجها في طفولتي، ولم أركز فيما تقول، بعد نهاية المكالمة طلبت من سكرتيري معاودة الاتصال بها ليعرف ماذا كانت تريد.. ويستجيب لطلبها فورا فاستفسر؛ “ألم تقل لحضرتك طلبها” قلت: “قالت ولكني كنت سرحان في ذكريات أغنية برنامجها.. بصراحة صوتها خطفني”!!

المجلس القومي للمرأة ينعى أبلة فضيلة

نعاها المجلس القومى للمرأة برئاسة الدكتورة مايا مرسي وجاء في النعي “ينعي المجلس القومي للمرأة وجميع عضواته وأعضائه ببالغ الحزن والأسى الإذاعية الكبيرة فضيلة توفيق عبد العزيز،”أبلة فضيلة” والتى وافتها المنية .

وأعربت الدكتورة مايا مرسي عن حزنها الشديد لفقد مصر صوت اذاعي مميز وصاحبة الأداء الجميل والبسيط ” أبله فضيلة” أشهر مقدمة برامج أطفال فى تاريخ الإذاعة المصرية، مشيرة إلى أن الفقيدة  استطاعت أن تترك بصمه وأثر كبير وعلق صوتها فى أذهان أطفال السبعينيات والثمانينيات والتسعينيات من القرن الماضى ممن  تربوا على حكاياتها وقصصها التعليمية في الإذاعة المصرية، حتى اصبحت جزء أصيل من العائلة المصرية .

وتقدم المجلس القومي للمرأة بخالص التعازي والمواساة لأسرة الفقيدة وأصدقاءها ومحبيها، سآلين الله عز وجل أن يتغمد الفقيدة برحمته ويسكنها فسيح جناته، ويلهم اهلها وذويها الصبر والسلوان .

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى