مبدعونشخصيات أدبيه

أحمد شوقي أمير الشعراء

أحمد شوقي(أمير الشعراء)

أحمد شوقي .. أمير الشعراء هو شاعر غزير الانتاج، كتب العديد من القصائد والمسرحيات الشعرية، حتى بويع أميرا للشعراء، تغنى بقصائده كبار المطربين أمثال موسيقار الاجيال محمد عبد الوهاب وكوكب الشرق أم كلثوم.

ولد امير الشعراء أحمد شوقي عام 1868م في القاهرة لأب كردي وأم تركية و كانت جدته لأبيه شركسية وجدته لأمه يونانية من أسرة ميسورة متصلة بقصر الخديوي، وكفلته جدته لأمه منذ المهد، وحين بلغ الرابعة ألتحق بكتاب الشيخ صالح بالسيدة زينب، ثم مدرسة المبتديان الابتدائية، فالمدرسة التجهيزية (الثانوية) حيث حصل على المجانية كمكافأة له على تفوقه، وبعد ان أتم دراسته الثانوية ألتحق بمدرسة الحقوق، وبعد العام الثاني من الدراسة حصل على الشهادة النهائية في الترجمة.

أحمد شوقي أمير الشعراء
أحمد شوقي أمير الشعراء

يعد حصوله على الشهادة عينه الخديوي في خاصته، ثم أوفده بعد عام من العمل لديه إلى فرنسا لدراسة الحقوق، وأقام هناك ثلاث سنوات حصل بعدها على شهادته النهائية إلا أنه مكث هناك ستة أشهر أخرى بناء على أمر الخديوي للإطلاع على ثقافة وفنون باريس، وفي اوائل عام 1894م عاد احمد شوقي إلى مصر فضمه الخديوي توفيق إلى حاشيته ثم بعثه إلى جنيف ليمثل مصر في مؤتمر المستشرقين.

حياة أحمد شوقي أمير الشعراء

تزوج شوقي من السيدة خديجة شاهين ابنة حسين بك شاهين (من أصل تركي)، وكانت سيدة رقيقة طيبة القلب إلى حد بعيد حتى أن شوقي كان يشبهها بقطة من أنقرة لشدة رقتها وطيبة قلبها، وبعد وفاة الخديوي توفيق وتولى عباس مكانه، كان شوقي شاعره المقرب وأنيس مجلسه ورفيق رحلاته، وفى تلك الفترة أصدر الجزء الأول من شوقياته وكان ذلك في عام 1890م.

انتقاله في حياة أحمد شوقي (أمير الشعراء)

وفي عام 1914م حدث ما غير مجرى حياة شوقي بالكامل، حيث نفاه الإنجليز إلى أسبانيا عام 1914م بعد اشتعال الحرب العالمية الأولى وفرض الحماية البريطانية على مصر، وهنا تجلت مهارة شوقي، فأصدر العديد من الدواوين أغلبها عن مرارة الغربة وحب الوطن وحققت نجاحا كبيرا وشعبية منقطعة النظير في العالم العربي بأسر، وقد حاول شوقي أثناء وجوده في أسبانيا تعلم اللغة الإسبانية ونجح في ذلك إلى حد بعيد إلا أن نطقه لها لم يكن سليماً، كما ألف أثناء وجوده في إسبانيا كتاب “دول العرب وعظماء الإسلام” بالإضافة إلى رواية “أميرة الأندلس”.

وفى عام 1920م عاد شوقي من المنفى، ثم بويع أميرا للشعراء في عام 1927م وفى آخر سنوات حياته أنتج عدة مسرحيات أهمها مسرحية “مصرع كيلوباترا”، و”مجنون ليلى”، و”قمبيز”، و”على بك الكبير”.

نهاية أحمد شوقي أمير الشعراء

وفي عام 1932م  توفى امير الشعراء احمد شوقي وكان يهاب الموت بشدة فكان يخاف من ركوب الطائرات، ويرفض أن يضع ربطة عنق لأنها تذكره بحبل المشنقة، كما كان ينتظر كثيرا قبل أن يقرر عبور الطريق لأنه كان يشعر دائماً أن سيارة ستصدمه في يوم من الأيام، كما كان يخاف المرض فما كان يرى صيف أو شتاء إلا وهو مرتدي زيه الصوفي بالكامل، وشعر شوقي بدنو أجله حينما مات شاعر النيل حافظ إبراهيم وكان من اصدقاءه المقربين، فسافر إلى الإسكندرية ليقضى بها آخر أيام حياته.

اهم اعمال أحمد شوقي أمير الشعراء

ومن اهم الاعمال التي ابدعها امير الشعراء : “ديوان الشوقيات” الشعري وهو من أربعة أجزاء، و”مسرحية مصرع كيلوباترا” ومسرحية “مجنون ليلى”، ومسرحية “قمبيز”، و”مسرحية علي بك الكبير”، ومسرحية “عنترة” وملهاة “الست هدى” ورواية “عذراء الهند”، وقد تغنى موسيقار الاجيال محمد عبدالوهاب بالعديد من قصائده كما غنت له ام كلثوم عددا من القصائد اهمها قصيدة “سلو قلبي” و ” ولد الهدى”.

خصائص شعرة :

لشوقي الريادة في النهضة الأدبية والفنية والسياسية والاجتماعية والمسرحية التي مرت بها مصر، أما في مجال الشعر فهذا التجديد واضح في معظم قصائده التي قالها، ومن يراجع ذلك في ديوانه الشوقيات لا يفوته تلمس بروز هذه النهضة؛ فهذا الديوان الذي يقع في أربعة أجزاء يشتمل على منظوماته الشعرية في القرن التاسع عشر وفي مقدمته سيرة لحياة الشاعر وهذه القصائد التي احتواها الديوان تشتمل على المديح والرثاء، والأناشيد والحكايات والوطنية والدين والحكمة والتعليم والسياسة والمسرح والوصف والمدح والاجتماع وأغراض عامة.

لقد كان الشاعر يملك نصيباً كبيراً من الثقافتين العربية والغربية، كما أفادته سفراته إلى مدن الشرق والغرب. يتميز أسلوبه بالاعتناء بالإطار وبعض الصور وأفكاره التي يتناولها ويستوحيها من الأحداث السياسية والاجتماعية، وأهم ما جاء في المراثي وعرف عنه المغالاة في تصوير الفواجع مع قلة عاطفة وقلة حزن، كما عرف أسلوبه بتقليد الشعراء القدامى من العرب وخصوصاً في الغزل، كما ضمن مواضيعه الفخر والخمرة والوصف، وهو يملك خيالاً خصباً وروعة ابتكار ودقة في الطرح وبلاغة في الإيجاز وقوة إحساس وصدقا في العاطفة وعمقا في المشاعر.

منح شوقي موهبة شعرية فذة، وبديهة سيالة، لا يجد عناء في نظم القصيدة، فدائمًا كانت المعاني تنثال عليه انثيالاً وكأنها المطر الهطول، يغمغم بالشعر ماشيًا أو جالسًا بين أصحابه، حاضرًا بينهم بشخصه غائبًا عنهم بفكره؛ ولهذا كان من أخصب شعراء العربية؛ إذ بلغ نتاجه الشعري ما يتجاوز ثلاثة وعشرين ألفا وخمسمائة بيت، ولعل هذا الرقم لم يبلغه شاعر عربي قديم أو حديث.

أحمد شوقي أمير الشعراء
أحمد شوقي أمير الشعراء

كان شوقي مثقفًا ثقافة متنوعة الجوانب، فقد انكب على قراءة الشعر العربي في عصور ازدهاره، وصحب كبار شعرائه، وأدام النظر في مطالعة كتب اللغة والأدب، وكان ذا حافظة لاقطة لا تجد عناء في استظهار ما تقرأ؛ حتى قيل بأنه كان يحفظ أبوابًا كاملة من بعض المعاجم، وكان مغرمًا بالتاريخ يشهد على ذلك قصائده التي لا تخلو من إشارات تاريخية لا يعرفها إلا المتعمقون في دراسة التاريخ، وتدل رائعته الكبرى «كبار الحوادث في وادي النيل» التي نظمها وهو في شرخ الشباب على بصره بالتاريخ قديمه وحديثه.

كان ذا حس لغوي مرهف وفطرة موسيقية بارعة في اختيار الألفاظ التي تتألف مع بعضها لتحدث النغم الذي يثير الطرب ويجذب الأسماع، فجاء شعره لحنًا صافيًا ونغمًا رائعًا لم تعرفه العربية إلا لقلة قليلة من فحول الشعراء.

وإلى جانب ثقافته العربية كان متقنًا للفرنسية التي مكنته من الاطلاع على آدابها والنهل من فنونها والتأثر بشعرائها، وهذا ما ظهر في بعض نتاجه وما استحدثه في العربية من كتابة المسرحية الشعرية لأول مرة.

وقد نظم الشعر العربي في كل أغراضه من مديح ورثاء وغزل، ووصف وحكمة، وله في ذلك أيادٍ رائعة ترفعه إلى قمة الشعر العربي، وله آثار نثرية كتبها في مطلع حياته الأدبية، مثل: «عذراء الهند»، ورواية «لادياس»، و«ورقة الآس»، و«أسواق الذهب»، وقد حاكى فيه كتاب «أطواق الذهب» للزمخشري، وما يشيع فيه من وعظ في عبارات مسجوعة.

جمع شوقي شعره الغنائي في ديوان سماه «الشوقيات»، ثم قام الدكتور محمد السربوني بجمع الأشعار التي لم يضمها ديوانه، وصنع منها ديوانًا جديدًا في مجلدين أطلق عليه «الشوقيات المجهولة».

أحمد شوقي أمير الشعراء
أحمد شوقي أمير الشعراء

اشتهر شعر أحمد شوقي كشاعرٍ يكتب من الوجدان في كثير من المواضيع؛ فقد نظم في مديح النبي محمد صلى الله عليه وسلم، ونظم في السياسة ما كان سبباً لنفيه إلى الأندلس بإسبانيا وحب مصر، كما نظم في مشاكل عصره مثل مشاكل الطلاب، والجامعات، كما نظم شوقيات للأطفال وقصصا شعرية، ونظم في المديح وفي التاريخ. بمعنى أنه كان ينظم مما يجول في خاطره، تارة الرثاء وتارة الغزل وابتكر الشعر التمثيلي أو المسرحي في الأدب العربي. تأثر شوقي بكتاب الأدب الفرنسي ولا سيما موليير وراسين.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى