الحفر على الخشب من أقدم الفنون التي عرفها الإنسان، فمنذ العصور القديمة بدأ الإنسان في ممارسة الحفر على الخشب ولكن بأسلوب بسيط، وأخذ ذلك الفن يتطور شيئا فشيئا، حتى بات علامة من علامات الحضارة الإسلامية، والآن موجود في كل منزل، وديكور جميل.
أسماء الدسوقي علامة في مجال الحفر على الخشب من أقدم الفنون
وظهر لذلك الفن ألوان عديدة منها التطعيم بالصدف والعظم والقصدير والنحاس، ومن منتجاتها الخزائن – البيرو – المقاعد – المناضد – طاولات السكاير، وكان يصدر الكثير من هذه المنتجات إلى أمريكا وأوروبة وكانت تباع بأسعار باهظة.
وعلى الرغم من قصور الاهتمام بذلك الفن الآن، إلا أن هناك مبدعين فيه، ومن ضمنهم الدكتورة «أسماء الدسوقي» المدرس بقسم الجرافيك بكلية الفنون الجميلة جامعة حلوان التي تعتبر الفن هو الهواء الذي تتنفس به ومن أجل نقل موهبتها الفنية للأطفال شاركت في الورش الفنية بجميع قصور الثقافة في المحافظات لأنها المكان الرئيسي الذي يتواجد فيه الأطفال في كل مكان، وقامت بتعليمهم فن الحفر علي الخشب الذي يعتمد علي استخدام اللينو وهو نوع من الجلد جاهز للطباعة والحفر عليه باستخدام أشكال هندسية تقوم بتصنيعها عند الخراط أو شرائها جاهزة وفي البداية يتم احضار قطعة من الخشب بمقاس التصميم الذي تريد طباعته ثم تلصق عليه قطعة من اللينو بواسطة الغراء الأبيض ثم يتم الحفر عليه بواسطة مشرط التفريغ أو أزاميل الحفر وبعد ذلك تقوم بعملية الصنفرة وتنظيف الشكل المطبوع بعد انتهائها ليدوم لأطول فترة ممكنه ثم تقوم بطلائه.
الجدير بالذكر أن الأطفال هم أكثر الفئات إقبالا علي تعليم هذا الفن وبالتالي تحرص علي اصطحابهم إلي الحدائق المختلفة ليعبروا عما يشاهدونه في لوحاتهم.
وتشير الدكتورة أسماء إلي أنها كانت مهتمة أيضا طوال سنوات الدراسة بإعطاء دورات تدريبية للأطفال الذين كانوا يأتون إلي الكلية لتعلم هذا الفن بالتحديد وكما تعمل أيضا مصممة لخلفيات الرسوم المتحركة وتجيد الرسم بالحبر والريشة.
وتضيف أنها تعلمت أصول فن النحت علي أيدي أساتذتها الذين تعتز بهم مثل الدكتور حازم فتح الله وعبدالله جوهر وكما لعبت شقيقتها الكبري دورا مهما في تعليمها المبادئ الأساسية للرسم لأنها خريجة كلية التربية الفنية بالإضافة إلي أخواتها الثماني اللاتي يتمتعن بهواية الرسم أيضا ولكنهن لم يدرسنه.
وتقول بأنها تأثرت بأعمال الفنانين في القرنين الخامس عشر والسادس عشر ومن أمثلتهم «رمبرنت» ولكنها حزينة لأن التغطية الإعلامية لمعارض النحت علي الخشب لا تركز علي أعمال الفنانين.
أسماء قنديل