نقاط مضيئهمبدعون

أكبر محتوى رقمي “مجاني” حول تاريخ الخرائط حول العالم

أكبر محتوى رقمي “مجاني” حول تاريخ الخرائط حول العالم

عندما يكون الشغف والهواية مصحوبان بدأب وإصرار ورغبة في التعمق فإنهما يقربانك من مصاف الأكاديميين المتخصصين، أما إذا صاحب ذلك تواضع ومعرفة حقيقية للذات دون تضخيم لها فهذا دليل على أنك أمام نفس سوية.
وهذان الأمران ينطبقان على هاو الخرائط التاريخية الأمريكي العجوز جيم سيبولد Jim Siebold الذي وصف نفسه على حسابه في موقع أكاديميا بقوله “مؤرخ خرائطي هاوٍ. 
 
الخرائط المفضلة
 
حاولت على مدار الـ 45 عاما الماضية تجميع المعلومات المتعلقة بخرائطي القديمة المفضلة، مما أدى إلى أكثر من 9000 صفحة وأكثر من 400 دراسة وموقع الويب الخاص بي منذ عام 1994″.
 
 
وفي مراسلة خاصة معه عرّف نفسه مرة أخرى بنبرة محترمة من معرفة الذات “يجب أن أشير إلى أنني لست باحثا معترفا به يتمتع بأوراق اعتماد مثيرة للإعجاب في مجال رسم الخرائط. أنا ببساطة هاوٍ قمت بتجميع معلومات عن خرائطي المفضلة”.
 

أكبر محتوى رقمي “مجاني” حول تاريخ الخرائط ؟

 
أما إذا ذهبت تبحث عنه على شبكة الإنترنت، فلن تجد ما يشبع نهمك المعرفي، فلا تقارير صحفية، ولا مقابلات تلفزيونية معه، ويبدو أنه من النوع الذي يعزف عن الظهور. 
 
لكنك ستجد بعض المعلومات على حسابه على لينكد إن، تعلم منها أنه قد حصل على بكالوريوس العلوم من جامعة نورث تكساس في الفترة ما بين عامي 1967 و1969، وأنه حصل على درجة الماجستير في القيادة والإدارة التعليمية من جامعة جورج واشنطن ما بين عامي 1979 و1980، وأنه قد تولى عدة مناصب في إدارة البرامج والعمليات وتطوير الأعمال في عدد من الشركات الأمريكية، وأنه قد بدأ تأسيس موقعه الخاص الذي يتيح فيه هذا الكنز الخرائطي، مصحوبا بالمعلومات حولها.
جيم سيبولد.. وأكبر محتوى رقمي "مجاني" حول تاريخ الخرائط حول العالم
جيم سيبولد.. وأكبر محتوى رقمي “مجاني” حول تاريخ الخرائط حول العالم

 

 خرائط مختارة

 
يقول جيم في تعريفه إن الموقع – وهو نسخة منقحة وموسعة لموقعه الإلكتروني الأصلي الذي تم إنشاؤه عام 1994 – يحتوي على دراسات لخرائط 4 فترات تاريخية، الأولى: خرائط مختارة من العصور القديمة (6200 قبل الميلاد إلى 400 بعد الميلاد)؛ والثانية، فترة العصور الوسطى المبكرة (400 م إلى 1300 م)؛ والثالثة، أواخر العصور الوسطى (1300 إلى 1500)؛ والرابعة عصر النهضة (1500 إلى 1800). كما يحتوي الموقع على دراسات إضافية أيضا تتناول موضوعات معينة خرائطيا، مثل المدن، والمخلوقات الحقيقية والمتخيلة، والسفن، والشعوب الأصلية، وغيرها من الموضوعات.
 
 
ويضيف في وصف الموقع أن كل رسم توضيحي لخريطة/ كرة أرضية يحتوي على دراسة مقابلة مكتوبة عنها توفر وصفا تفصيليا ومعلومات أساسية ذات صلة تتضمن، كحد أدنى، ما يلي: العنوان، المؤلف/ رسام الخرائط، الحجم، التاريخ، الموقع (أو المواقع)، المراجع، مصدر الرسم التوضيحي، والإسقاط/الشكل، والاتجاه، والنوع، والأسلوب، وأكبر قدر ممكن من المواد الوصفية التي يمكنني استخلاصها من الخريطة نفسها و/أو من الباحثين السابقين.
 

قواعد بيانات للخرائط 

 
ويوفر (الموقع) وسيلة للوصول لقواعد بيانات مثل هذه ولمجموعات الخرائط الموجودة في المكتبات والجامعات الكبرى في العالم لمشاركتها مع أي محب للخرائط في أي مكان لديه إمكانية الوصول إلى جهاز كمبيوتر شخصي واتصال بالإنترنت.
 
ويعود جيم للتأكيد في تعريف الموقع على أن عملية جمع هذه المعلومات وتوليفها وتنسيقها في هذه الدراسات لا تعني بأي حال من الأحوال أي تأليف حقيقي من جهته، وإنما كان هذا مسعى شخصي بحت لتجميع وتحرير نوع المعلومات المتعلقة بمجموعة معينة من الخرائط التي كان مهتما بها، من المصادر التي كان من الممكن الوصول إليها، والتي يحرص على ذكرها، وذكر غيرها من المصادر في كل موضوع أو حقبة زمنية.
 
جيم سيبولد.. وأكبر محتوى رقمي "مجاني" حول تاريخ الخرائط حول العالم
جيم سيبولد.. وأكبر محتوى رقمي “مجاني” حول تاريخ الخرائط حول العالم

 

 
وقد قام جيم بنشر جميع هذه الدراسات في خمسة مجلدات (14 كتابا)، والتي تتكون من إجمالي 9573 صفحة ومحرك أقراص USB مصاحب، مع “إضافات” مثل: قاعدة بيانات FileMaker Pro ذات الصلة (بتنسيق .pdf) التي تحتوي على جميع صور الفترة والبيانات ذات الصلة، بالإضافة إلى المقالات ذات الصلة وأحدث نسخة إلكترونية من كل دراسة في كل مجلد.
 
وكما يقول جيم على موقعه فإنه يسعى لمواصلة جهوده لاستكشاف كنوز خرائط إضافية ويأمل أن تفيد هذه الجهود بعض الباحثين المستقبليين، تاركا وراءه أداة بحثية يأمل أن تكون مفيدة.
 

شغف وتواضع 

يأسرني هذا النوع من البشر القادر على الاحتفاظ بشغفه والبلوغ فيه إلى الغاية في العمق، والاحتفاظ في نفس الوقت بالتواضع، والتواري عن الأضواء، وهو عكس ما نراه اليوم شائعا من البحث عن الألقاب والأضواء من أناس لم يستكملوا العلم بعد، ولله في خلقه شئون. 

د/ مجدي سعيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى