مبدعوننقاط مضيئه

أمينة رزق .. راهبة الفن

أمينة رزق : ممثلة مسرحية سينمائية وتليفزيونية مصرية من الرعيل الأول، امتازت بالأداء الدرامي وأدائها لدور الأم والمرأة المثالية، وكانت رمزاً للتراجيديا في ضمير الشعوب العربية والشعب المصري على وجه الخصوص، أجادت تمثيل أدوارها ونقلت انفعالاتها من خلال تاريخها الفني الطويل.

ولدت أمينة محمد رزق في يوم 15 ابريل من عام 1910م في محافظة الغربية والتحقت بمدرسة طنطا في السادسة من عمرها، وشاركت في صغرها في العاب السيرك أثناء احتفالات مولد السيد البدوي ثم قدمت اسكتشات على خشبة المسرح.

وفي عام 1918م توفي والدها مما دفع والدتها للانتقال إلى القاهرة والتحقت بمدرسة ضياء الشرق، مع خالتها أمينة محمد التي عملت كراقصة وفنانة ومخرجة وصحافية وكانت تكبر أمينة رزق بعامين فقط، وفي عام 1922 وقفت مع خالتها لأول مرة كمنشدتين في كورس بفرقة علي الكسار المسرحية، وبعدها بعامين شاركت يوسف وهبي بطولة مسرحية “راسبوتين” على مسرح رمسيس.
وبدأت أمينة رزق مع خالتها في التردد على كازينوهات ساحل روض الفرج لمشاهدة العروض التمثيلية والفواصل الغنائية التي كانت تقدمها فرقة يوسف عز الدين، ثم انتقلت إلى شارع عماد الدين، وفي عام 1924م التحقت بفرقة يوسف وهبي، حيث اسند لها في عام 1925م أول دور رئيسي وهو “ليلى” في مسرحية الذبائح.

وفي عام 1930م أسند لها أدوار البطولة بالتبادل مع الفنانة فردوس حسن، وبعد خروج الأخيرة من الفرقة أصبحت أمينة رزق بطلة الفرقة بلا منازع، وظهرت أمام يوسف وهبي في العديد من المسرحيات منها: “أولاد الفقراء”، “بنات اليوم” في عام 1931م،  و”الطمع”، و”عطيل” عام 1932م ، و”فاجعة على المسرح”، و”حب عظيم”، و”رجل الساعة” في عام 1935م، و”الدنيا مسرح كبير”، و”الدم الملوث” عام 1937م وغيرها الكثير من المسرحيات.

وفى مايو من عام 1944م وبعد أن حل يوسف وهبي فرقة رمسيس انضمت الفنانة أمينة رزق إلى الفرقة المصرية للتمثيل والموسيقى  في عام 1958م والتحقت بالمسرح القومي مع سائر أفراد فرقة رمسيس وأمضت أكثر من ربع قرن كواحدة من بطلاتها المعدودات  حيث تألقت في عشرات العروض منها:  “النسر الصغير”، و”شهرزاد”، و”شهريار”، و”ايزيس”، و”مجنون ليلى”، و”بداية ونهاية”، و”طعام لكل فم” .. وغيرها.

وفى مجال السينما بزغ نجمها كممثلة قديرة هزت مشاعر الجمهور، وظهرت لأول مرة على الشاشة في فيلم “أولاد الذوات” في عام 1933م، ثم توالى ظهورها في أفلام عديدة منها: “المجد الخالد”، “الدكتور”، “قلب امرأة”، “أولاد الفقراء”، “عاصفة على بيت”، “كليوباترا”، “البؤساء”، “أريد حلاً”، “دعاء الكروان”، “قنديل أم هاشم”، “الشيماء”، “الشموع السوداء”، “نهر الحب”، “أين عمري” .. وغيرها.

وفي مجال التليفزيون قدمت العديد من المسلسلات الناجحة أشهرها مسلسل “الأيام” الذي تناول سيرة عميد الأدب العربي الدكتور طه حسين والتي جسدها الفنان احمد زكي، ومسلسل “البشاير” مع الفنان محمود عبدالعزيز، ومسلسل الأفعى مع الفنان الكبير محمود المليجي والفنانة مديحة كامل.

وكانت الفنانة أمينة رزق تحظى باحترام كل العاملين في المجال الفني بمصر ويعتبرونها مثالا يحتذى في الانضباط والتفاني، وبعيدا عن الفن يعتبرها العديد منهم بمثابة أم حقيقية، لما تتمتع به من طيبة قلب وحكمة وخبرة أعوام من الكفاح ما جعلهم يطلقون عليها “ماما أمينة”

حصلت أمينة رزق علي وسام الاستحقاق من الدرجة الأولي من الرئيس الراحل جمال عبد الناصر‏..‏ كما منحت أوسمة من المغرب وتونس وحازت عدة مرات علي الجوائز الأولي لاختيارها أحسن ممثلة عن أعمالها السينمائية والمسرحية،‏ وتقديراً للمكانة الرفيعة التي احتلتها في حياتها الفنية فقد تم تعينها عضواً بمجلس الشورى.

وفي الرابع والعشرين من شهر أغسطس من عام 2003م توفيت الفنانة القديرة أمينة رزق عن عمر يناهز 93 عاما بعد مسيرة حافلة بالانجازات الفنية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى