المجلةبنك المعلومات

ارنست همنجواي .. العجوز والبحر

من أهم الروائيين وكتاب القصة الأمريكيين، غلبت على اعماله النظرة السوداوية للعالم في البداية، إلا أنه عاد ليجدد أفكاره فعمل على تمجيد القوة النفسية لعقل للإنسان، وغالباً ما تصور أعماله هذه القوة، وهي تتحدى القوى الطبيعية الأخرى في صراع ثنائي، وفي جو من العزلة والانطوائية.

ولد الكاتب الأمريكي ارنست ميلر همنجواي في 21 يوليو عام 1899م وشارك في الحرب العالمية الأولى والثانية حيث خدم على سفينة حربية أمريكية كانت مهمتها إغراق الغواصات الألمانية وحصل في كل منهما على أوسمه وقد أثرت هذه الفترة على كتابات همنجواي ورواياته، حيث عكس أدب همنجواي تجاربه الشخصية في الحربين العالميتين الأولى والثانية بالاضافة الي الحرب الأهلية الاسبانية.

وتميز أسلوبه بالبساطة والجمل القصيرة، وترك بصمته على الأدب الأمريكي الذي صار همنجواي واحداً من أهم أعمدته، وشخصيات همنجواي دائماً أبطال يتحملون المصاعب دونما شكوى أو الم، و تعكس هذه الشخصيات طبيعة همنغواي الشخصية.

حصل إرنست همنجواي بفضل روايته الشهيرة “العجوز والبحر” على جائزة نوبل في الأدب و جائزة بوليتزر الأمريكية “لأستاذيته في فن الرواية الحديثة ولقوة أسلوبه كما يظهر ذلك بوضوح في الرواية.

تدور احداث روايته الأشهر “العجوز والبحر” حول الصياد العجوز”سانتياغو” الذي تحلى بالصبر والأناة طوال أكثر من ثمانين يوما ً، فشل فيها باصطياد سمكة ٍ واحدة، حتى تركه الصبي الذي رافقه لعدة أيام كارها ، نزولا ً عند رغبة الأهل وإصرارهم ، باعتبار هذا العجوز الذي لا يصطاد شيئا ً نذير شؤم  وهكذا كان الصبي الذي رافق صيادا ً آخر أوفر حظا ً، يراقب سانتياغو كل يوم وهو يلملم شراعه وخيبته المتلفعة بالإصرار على الاستمرار وتكرار التجربة كل يوم، وفي أحد الأيام اصطاد سانتياغو سمكة ً عملاقة ً، تفوق مركبه في حجمها ، وأخذ يصارعها عدة أيام وليال وهي تقاومه وتأخذه بعيدا عن الشاطئ .. وهكذا حتى تمكن منها وربطها في المركب تملأه نشوة الانتصار والظفر بعد عناء الانتظار الطويل.

وبينما هو في طريق العودة ، تقابله أسماك القرش المتوحشة التي جذبتها رائحة الدم النازف من السمكة ، ليبدأ التحدي مجددا وأخذ سانتياغو يصارع أسماك القرش بكل ما أوتي من قوة، لكن أسماك القرش تنتصر في النهاية فلا يبقى من سمكته (الحلم) سوى هيكل عظمي، يتركه على الشاطئ ، ليكون دليلا ً على ذلك النصر المبتور فهو وإن خسر لحمها فقد ظفر بمجد التغلب عليها وبرهانه ذلك الرأس الكبير الموصول بهيكل عظمي مسجى على شاطئ الحياة.

وبهذه الحكاية يرمز همنجواي لعلاقة الإنسان بقوى الطبيعة وتحديه لها، وهو في ذلك يؤكد ما آمن به من أن الإنسان يمكن هزيمته ولكن لا يمكن قهره .

وفي أخر حياته انتقل همنجواي للعيش في منزل بكوبا  حيث بدء يعانى من اضطرابات عقلية وحاول الانتحار في ربيع عام 1961م ، وتلقى العلاج بالصدمات الكهربية، وبعد حوالي ثلاثة أسابيع من إكماله الثانية والستين من العمر، وضع حد لحياته بإطلاق الرصاص على رأسه من بندقيته صباح يوم 2 يوليو من عام 1961م في منزله، وقد تحول منزله في كوبا فيما بعد إلى متحف يضم مقتنياته وصوره .

ومن أهم الأعمال التي ابدعها الكاتب الامريكي الكبير: ” ثم تشرق الشمس” عام 1926م، و”وداعا للسلاح” عام 1929م و”الذين يملكون والذين لا يملكون” عام 1937م، و”لمن تقرع الأجراس” عام 1940م، و”عبر النهر وخلال الأشجار” عام 1950 وفي نفس العام كتب روايته الاشهر “العجوز والبحر

طايع الديب

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى