حضارة إسلاميةالمجلة

الأقدم في مصر.. المشفى الذي ابتكر علاج العقم

«المورستان».. حكاية أقدم مستشفى للطب النفسي في العالم

بيمارستان السلطان قلاوون أو “المارستان المنصوري”
البيمارستان هى كلمة مكونة من مقطعين الأولى هى “بيمار” وتعني المريض، والثانية “ستان” وتعني المكان أو المحل، فتعني “مكان المريض” أو “محل المريض”، واللفظة واردة إلينا من بلاد التركمان، والتي كانت الموطن الأساسي لمماليك الملك الصالح نجم الدين أيوب، والذي يعد السلطان المنصور قلاوون أحدهم.

“أعلن أنا المنصور سيف الدين قلاوون أمام الملأ وأشهدوا علي أيها القضاة، أني قد شيدت هذا البيمارستان لعلاج جميع المسلمين من مختلف الأجناس والطبقات للملك والمملوك للجندي والأمير، الغني والفقير، الكبير والصغير الذكر والأنثى، ورتبت له من الأوقاف بمصر والشام ما لا يسام ابتغاءً للأجر والثواب “.. كان هذا الخطاب الذي افتتح به المنصور سيف الدين قلاوون أكبر صرح طبي في القرون الوسطي، والذي يكفي من ذكر رئيسه ما يدعو لبيان حالة التقدم فيه حيث كان يشرف عليه رئيس الأطباء مكتشف الدورة الدموية “ابن النفيس”.

صحن المدرسة ويظهر به إيوان القبلة
صحن المدرسة ويظهر به إيوان القبلة

المنصور سيف الدين قلاوون

ويعد السلطان المنصور سيف الدين قلاوون، من أشهر سلاطين عصر دولة المماليك البحرية، تولى السلطنة بعد أن عزل السلطان الطفل العادل بدر الدين سلامش بن السلطان الظاهر بيبرس، واستمر فى السلطنة ما بين عامى “678هـ/1279م ـ 689هـ/1290م)، وقد اشترك قبل توليه السلطنة في معركة المنصورة ضد الصليبيين سنة 647هـ، ثم معركة عين جالوت ضد التتار سن 658م، وواصل خلال سلطنته تحرير الشام من قبضة الصليبيين فحرر كلا من مدن بانياس وطرابلس بلبنان، واستعد لفتح عكا، لكنه توفى قبل ذلك، فتم افتتاحها على يد نجله الأكبر الأشرف خليل بن قلاوون سنة 691هـ.

البيمارستان لتهدئة المرضى

بدوره يوضح الخبير الأثري عماد عثمان مهران أن البيمارستان كان يضم فرقا موسيقية؛ لتهدئة المرضى حتي يضمن لهم أكبر وسائل الراحة، وأظهرت الحفريات وجود نافورة للمياه أمام عنابر المرضي النفسيين؛ لكي تعطي الهدوء والسكون، عبر صوت خرير المياه، وعندما كانت تئن أصوات المرضي من الألم ليلاً يؤذن للفجر قبل موعده بساعتين فتستكين له أرواح وعقول المرضي فينامون بعدها.

البيمارستان وقسم الأمراض النفسية

وأضاف أن البيمارستان عندما تم افتتاحه ضم أول قسم للأمراض النفسية في العالم، حيث كان لا يُعترف بالمرض النفسي ودوره في ذلك الوقت في باقي العالم، ومنه جاء تحريف اسم مستشفى الأمراض العقلية من البيمارستان إلى “المورستان”.
وأكد أن العلاج لم يكن بالمجان فقط ، لكن كان يتم منح كل مريض الغذاء والدواء والكساء، وكذلك نقود مقابل الأيام التي بقى فيها في البيمارستان.

وأوضح مهران أن المعلومة التي ربما تفاجئ الكثير، أن جزءا من هذا البيمارستان لا يزال يعمل ويقدم خدماته للمرضى، وأصبح يحمل الآن اسم “مستشفى رمد قلاوون” في شارع المعز لدين الله الفاطمي؛ مما يجعلها من أقدم المستشفيات التخصصية التي لا تزال تعمل في العالم.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى