يستعد الكاتب الصحفي طايع الديب، عضو اتحاد كُتّاب مصر، لإصدار كتابه الثالث بعنوان “البحث عن دون كيشوت“. الكتاب الجديد الذي يصدر عن مؤسسة الوكالة العربية للصحافة “ناشرون، يتضمن قصصا ووقائع حقيقية ومقالات كتبها المؤلف خلال الأعوام القليلة الماضية، ونشرها في عدة صحف ومجلات عربية منها “الحياة، والأهرام، والدوحة، والقاهرة، والمشهد، والصباح، والوطن، واليمامة، والرافد”.
ومن هذه القصص، حكاية واقعية عن حكم قضائي صدر ضد المؤلف، بالحبس لمدة 6 شهور والغرامة، بتهمة تبديد كتاب كان قد استعاره من مكتبة حلوان العامة في الثمانينيات من القرن العشرين، وهو رواية الكاتب الإسباني الشهير ميجيل دي سرفانتس “سيرة العبقري النبيل دون كيخوتة وتابعه سانشو”، والمعروفة باسم “دون كيشوت”. حيث يحكي الكاتب كيف خرج من هذا المأزق، وماذا كان تعليق القاضي الذي أصدر الحكم عليه!
ويفتتح الديب كتابه الجديد بعبارة ذات مغزى للكاتب والسياسي البريطاني من العصر الفيكتوري هوراس وولبول، يقول فيها إن “الحياة تراجيديا لمن يشعر، كوميديا لمن يفكر”، ثم يعرج في مقال آخر إلى حياة الكاتب الساخر الراحل محمد عفيفي (1922- 1981)، صاحب تلك الشخصية الغريبة، والصديق المفضل لدى الأديب الكبير نجيب محفوظ، الذي وصفه رغم تلك الصداقة، في مذكراته التي سجلها رجاء النقاش، بأن “كان يهوى احتساء الخمور الرخيصة”!
ويقول الديب، في الكتاب، إن “عفيفي الأب الروحي لجيل كامل من الكُتّاب الساخرين، والمتساخرين، الجدد في مصر الآن، مع تفاوت القامات، من بلال فضل إلى عمر طاهر إلى أحمد العسيلي، وحتى أحمد خالد توفيق. هؤلاء جميعا تأثروا بعفيفي أو “انتحلوه” بشكل ما، فمنهم من تلّبس بروحه وتقمصه، ومنهم من أجرى عمليات “تمصير” لكتاباته على طريقة الكبيرين نجيب الريحاني وبديع خيري قديما، بل إن منهم من “اقتبس” منه جهارا نهارا، وسرقه عيني عينك، وكأن كتاباته وكالة من غير بواّب!”.
صدر لـ الديب من قبل كتابان، هما: “جمهورية الضحك الأولى: سيرة التنكيت السياسي في مصر” عن دار بتانة، يناير 2018، و”الكروان الممنوع: قصة القارئ الشيخ عنتر مسلّم” عن “ناشرون” يوليو 2020.