التنبؤ بالوقائع البديلة
نجح علماء وباحثون متخصصون في تحقيق اختراق علمي جديد بابتكارهم جهازاً قد يكون مقدمة لإيجاد طريقة علمية للتنبؤ بالمستقبل، حيث وضعوا جملة من المعادلات والخوارزميات التي يمكن من خلالها التنبؤ بما يمكن أن يحدث في المستقبل.
وأنشأ علماء في سنغافورة – وفقاً لجريدة القدس العربي – جهازاً لمعرفة المستقبل يمكنه التنبؤ بالوقائع البديلة والعقود المستقبلية المحتملة، حيث قاموا بتطوير كمبيوتر كمي يمكنه توقع المستقبل، في تطور هو الأول من نوعه في العالم، وهو أقرب إلى فرضيات الخيال العلمي، حسب ما نشرت جريدة “دايلي ميل”.
الجهاز الجديد يمكنه محاكاة 16 جدولاً زمنياً على الأكثر لما يُسمى “حزم الضوء” التي تشغل مواقع مختلفة.
وقال التقرير إن الجهاز يشكل تقليداً لما يحدث في فيلم “السفر عبر الزمن” أو “Back To The Future” وهو فيلم شهير ينتمي إلى الخيال العلمي ويُظهر أن المستقبل ليس ثابتاً وغير قابل للتنقل لكنه يمثل مجموعة من الاحتمالات.
وقال الدكتور مايل جو، أحد العلماء من جامعة نانيانغ التقنية في سنغافورة: “عندما نفكر في المستقبل، فإننا نواجه مجموعة واسعة من الاحتمالات، وهذه الاحتمالات تنمو بشكل كبير مع تقدمنا في المستقبل، على سبيل المثال، لو كان لدى كل شخص احتمالان فقط للاختيار من بينها كل دقيقة، ففي أقل من نصف ساعة هناك ما يزيد عن 14 مليون مستقبل ممكن، وفي أقل من يوم، يتجاوز العدد عدد الذرات في الكون”.
وأدركت مجموعته البحثية أنه على نطاق أصغر بكثير، يمكن للكمبيوتر الكمي فحص جميع العقود المستقبلية المحتملة لعملية اتخاذ القرار، ويقوم بذلك عن طريق وضع الاحتمالات في معادلة الكم.
كما أنَّ الدراسة، التي نشرت في مجلة “نيتشر كوميونيكيشنز” مستوحاة من الفيزيائي النظري الحائز على جائزة نوبل ريتشارد فاينمان، ولقد كان أول من أدرك أنه عندما ينتقل جسيم دون ذري من النقطة أ إلى النقطة ب، فإنه لا يختار بالضرورة مساراً واحداً، وبدلاً من ذلك، يتبع في الوقت نفسه جميع المسارات الممكنة التي تربط النقاط.
ويشكل علم المستقبليات أحد المجالات التي تشغل أذهان الكثير من العلماء الذين أجروا العديد من الدراسات حول هذا الموضوع.
وسبق أن أظهرت دراسة علمية صدرت عن جامعة كاليفورنيا أن دماغ الإنسان يحتوي على ساعتين داخليتين تتنبآن بالمستقبل القريب، وهو ما يؤكد أن أسلاكنا العصبية يمكنها أن تتنبأ بأجزاء من الثانية من المستقبل.
ووجد الباحثون أن أدمغتنا تحاول باستمرار التنبؤ بالمستقبل، ليس بمعنى ما سيحدث في غضون بضع سنوات من الآن، ولكن فقط لبضعة أجزاء بالألف من الثانية.
وتعتمد إحدى “الساعتين” على تجارب الماضي، بينما تعتمد الأخرى على الإيقاع، ولكن كلتاهما مهمة لكيفية تنقلنا في العالم.
وتسمح الساعة الداخلية للإنسان، على سبيل المثال، بمعرفة وقت الضغط على دواسة الوقود في السيارة قبل لحظات من أن يصبح الضوء أخضر، كما تتيح لنا خاصية ضبط الوقت المعرفي، أن نحدد بدقة متى نبدأ في الغناء، في المقطع التالي من الأغنية، ببساطة لأننا قمنا بهذه الأمور عدة مرات من قبل.
وتم اكتشاف الساعتين الداخليتين للإنسان بعد أن درس الخبراء دقة التوقيت الاستباقي لدى المصابين بمرض باركنسون.
ووفقا للبحث فإن الشبكات العصبية التي تدعم كلا الساعتين تنقسم إلى جزأين مختلفين في الدماغ، تبعا للمهمة المطلوبة.