بقلم: رئيس التحرير المشرف العام على العالم للصحافة
البروفيسور محمد الطريقي
استاذ التأهيل ومستشار التنمية المستدامة
المدير الفني لمشروع برنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية في الإسكان التنموي
لم يعد جديدًا ولا مفاجئًا نجاح موسم الحج في السعودية، بفضل الله، ثم بالجهود الاستثنائية التي تبذل من جميع الجهات المعنية بشؤون الحج، بتوجيهات سديدة ودعم بلا حدود من لدن قيادتنا الحكيمة، الجديد هذا العام هو الظرف الصعب والمؤرق الذي يشهده العالم في ظل خطر جائحة فيروس كورونا المطبقة بأنيابها على العالم، ما يجعل من فكرة الحشود خطرًا في حد ذاته ينظر إليه العالم بترقب، ويجعل من إدارة الحشود في ظل هذا الظرف تحديًا كبيرًا لا يقدر على التصدي له إلا دولة في خبرة السعودية التي تراكت عبر عقود، وشهد لها العالم كله.
إلا أن مملكتناا العظيمة التي دأبت على إدهاش العالم، أضافت إلى خبرتها هذا العام قوة التقنية التي حققت على مضمارها وثبات كبيرة، استحقت عنها شهادات دولية، واحتلت مراكز متقدمة في مؤشرات تقنية عدة، فشاهدنا هذا الموسم كيف اتخذت المملكة من التقنية ذراعًا طويلة قوية آمنة، أدارت بها كثيرًا أنشطة الحج، فشاهدنا، بفخر واعتزاز بهذا الوطن العظيم، الروبوتات العاملة بالذكاء الصناعي، والتطبيقات والبرامج الإلكترونية الهادفة جميعها للتيسير على الحجاج أداء نسكهم عبر منظومة متكاملة، منها بطاقة شعائر الذكية ومشروع السوار الذكي للحاج، وتطبيقات للأجهزة الذكية لتوعية وإرشاد الحجاج، وإطلاق خدمة الواي فاي في مسجد نمرة، ومشروع الشاشات التفاعلية في مساجد المشاعر المقدسة، وخدمة الروبوت الإلكتروني الذي أطلق عليه “المرشد الآلي” الذي يقدم الفتوى عن بعد لتحقيق التباعد.
إن العالم كله مدين لبلادنا بهذه الجهود الهائلة التي، بفضل الله وتوفيقه، كانت ضمانة لموسم حج آمن، يضاف إلى قائمة نجاح بلادنا الطويلة في مواسم الحج السابقة، لكن نجاح هذا العام كان التحدي الأهم، وقد كانت بلادنا أهلا له كالعادة، فالحمد لله رب العالمين.