أكد بحث علمي قام به مجموعة من العلماء في جامعة “ميسوري” بالولايات المتحدة ، أن شعر الرأس غير النظيف يمتص غاز ” الأوزون ” من الجو على نحو لافت ، وأن هذه الخاصية المكتشفة حديثا قد تؤدي إلى إصابة الشخص صاحب الشعر غير النظيف بأمراض قد تصل إلى سرطان الجلد .
ونوه الباحثون الأميركيون إلى أن هذا الغاز، الذي يؤذي الصحة عندما تكون كمياته في الهواء مبالغ بها، يتفاعل مع الدهن الذي يتفرزه فروة الشعر ، وتشير معطيات الدراسة، التي نفذها الباحثون على مجموعة من المتطوعين، إلى أن الشعر غير النظيف يمتص غاز الأوزون بمعدل سبع مرات أكثر من النظيف ، مع مراعاة تقليل كمية الصابون، أو الشامبو، أثناء غسل الشعر، والانتباه الى عدم استنشاق رائحة الصابون لأنها تحمل معها نفايات عملية “تصفية” الشعر، وهي عبارة عن مادة تدعى (4-oxopentanal) وتلعب دوراً في إثارة القصبة الهوائية، وإحداث السعال. وينصح خبراء التجميل دائما قبل صبغ الشعر مباشرة؛ بعدم غسله لأنه في هذه الحالة يفرز زيتا يمنع نفاذ المواد الكيماوية التي في الصبغة إلى فروة الرأس.
وفي سياق آخر ، كانت بعض إدارات شركات أمريكية تلزم عمالها بغطاء الرأس وحلق اللحى لأن الشعر يمتص نسبة عالية من غازات الكبريتات؛ ومشتقاتها، مثل كبريتيد الهيدروجين H2s؛ لأنها تلتصق بالشعر وهي غازات سامة وبعضها يؤثر على المدى البعيد فيسبب العقم والسرطان.
ويحذر المختصون من تأثير الكريم و” الجل” على بصيلات الشعر في فروة الرأس حيث يعمل على سد مسام البصيلات مما يؤدي إلى عدم وصول الأوكسجين إلى الشعر و بالتالي تكسره وتقصفه؛ كما يعيق نمو الشعر الطبيعي..وعند وضعه في المناطق الغنية بالغدد الدهنية مثل منطقة مقدمة الرأس فإن ذلك يؤدي إلى انسداد الغدد وظهور حب شباب في تلك المناطق .
يذكر أن عدد بصيلات الشعر في الرجل البالغ يقدر بحوالي 5 ملايين ، منها مليون شعرة في الرأس .. وكثافة شعر الذقن تقدر بـ 800 شعرة في كل سنتيمتر مربع واحد، أما على الساقين والفخذ فتقدر بحوالي 50 شعر كل سنتيمتر مربع واحد، أما كثافة شعر الرأس فتقدر بـ615 شعرة لكل سنتيمتر مربع في سن ما بين العشرين والثلاثين وتنخفض إلى 485 شعرة لكل سنتيمتر مربع فيما بين الثلاثين والخمسين من العمر، وفي الثمانين والتسعين من العمر تصل إلى 435 شعرة فقط لكل سنتيمتر .
ومتوسط نمو شعر الرجل يبلغ حوالي 0.5 ملم يوميا في فروة الرأس، و 0.4 ملم يوميا في الصدر، و 0.27 ملم يوميا في الذقن، أما النساء فيبلغ متوسط نمو شعر الرأس 0,45 ملم يوميا .. وهناك عوامل طبيعية تؤثر على نمو الشعر، فهرمون الاستروجين يبطئ نمو الشعر بينما هرمون الثيروكسين يزيده نموا .
والشعر نوعان، إما ناعم يغطي معظم الجسم، وينمو بمعد 1,5 ملم بالأسبوع، وإما خشن ينمو أسرع بمعدل 2.2 ملم بالأسبوع..ويتساقط شعر رمش العين والإبط بعد 4 أشهر فقط، لكن شعرة الرأس تعيش حوالي 4 سنوات قبل أن تسقط .
ويقول علماء وظائف الأعضاء (الفسيولوجيا) إن الشعر يساعد في حماية الرأس من الشمس، ويمنع فقدان الحرارة من الجسم.. لكن له وظيفة أهم لدى الرجل والمرأة على السواء ، وهي إسباغه على الإنسان جمالا وجاذبية وسحرا.
تستمر الشعرة في النمو لثلاث سنوات على الأقل، يعقبها فترة استقرار تستمر عدة شهور، ومن ثم تبدأ عملية السقوط التي تستمر عدة أسابيع.. ويفقد الإنسان بصورة طبيعية ما بين 60 – 100 شعرة يوميا، فإذا زاد العدد عن ذلك، ينبغي استشارة الطبيب.. وسقوط الشعر المزمن شائع عند الجنسين، إلا أنه يزداد حدوثا عند النساء فوق سن الخامسة والعشرين ، فمن المعروف أن عدد بصيلات الشعر يتناقص بدءا من العقد الثالث من العمر .
وهناك أسباب عديدة لسقوط الشعر، منها سقوط الشعر الناجم عن زيادة هرمون ” الأندروجين” ، وهو ما يسمى بـ (الصلع الذكري)، وفيه يسقط الشعر في مقدمة الرأس وفي الصدغين . وهناك حالات عابرة تؤدي إلى سقوط الشعر لدى تعرض الإنسان لأنواع من الإجهاد والتوتر المختلفة، كالحمى والعمليات الجراحية والنزيف، أو بعد التعرض للضغوط النفسية والعاطفية، أو بعد 3 – 4 أشهر من الولادة للمرأة، أو عند التوقف عن استعمال حبوب منع الحمل بعد استعمالها لفترة طويلة .. وما لم يتعرض الإنسان لحالات الإجهاد السابقة مرة أخرى، فإن الشعر يعاود النمو، ويعود إلى طبيعته ثانية بعد حوالي ستة أشهر .. وهناك عدد من الأمراض الغدية التي تؤدي إلى سقوط الشعر كأمراض الغدة الدرقية ومرض السكري وغيره.
ولا يعني ما سبق أن نظافة الشعر شيئا سلبيا؛ بالعكس فهي أساس لرعايته طالما التزمت المعدل الطبيعي، الغسل مرة يوميا أوعلى الأقل ثلاث مرات أسبوعية؛ لأن الغسيل وقاية من أغلب أمراض الشعر المسببة عن فروة الرأس؛ مثل الإكزيما الدهنية وهي من أكثر الأمراض الدهنية التي تصيب فروة الرأس، وكذلك تزيل النظافة الفطريات والبكتريا المسببة للقشرة وحكة الرأس؛ والذئبة الحمراء وصدفية الرأس والثعلبة وهي بقعة صلع دائرية؛ كما أن النظافة شيء أساسي لمنع غزو حشرة القمل والصئبان لرؤس الأطفال؛ حيث تنتقل بينهم في المدارس.
في نهاية الستينيات شهد الغرب والاولايات المتحدة تحديدا منشأ ظاهرة الهيبز Hippies؛ المنبثقة من أفكار البوهيميين والوجوديين ، الذين عرفوا في العالم العربي باسم ” الخنافس “، وكانت أفكار هذه المجموعات بمثابة ردة على الحضارة الغربية بمخترعاتها وتقنياتها الصناعية الضخمة؛ فأطلقوا شعور رؤسهم ولحاهم وناموا في الشوارع كنوع من العودة إلى الطبيعة والفطرة الأولى؛ وكانوا جلهم من الشباب؛ يعتنون بالثقافة عناية عظيمة ومعظمهم الفنانين؛ ولم تقتصر حماية جماعات ” الهيبز ” على المثقفين والفنانين فقط بل شملت كافة طوائف الشعوب الغربية وكان شعارها ” الزهور والحب لا الحرب ” ؛ يرتدون السواد ويتعاطون المخدرات بحجة أنها توسع مدارك الإبداع وجلسات الهلوسة بالإل إس دي LSD الذي كان يسمى عقار الحقيقة ثم اتضح انه عقار للهلوسة .
كان من أول من روج لهذه الظاهرة الكاتب البريطاني ألدوس هاكسلي Aldous Huxley في كتابه ” أبواب الوعي” The Doors of ..Perception ونجح الهيبز في الظهور بألوانهم الفاقعة وشعورهم الطويلة وموسيقاهم ، وكان لهم تاثير سياسي كبير أدى إلى إنهاء حرب فيتنام؛ ومن رموزهم في تلك الفترة نجوم فريق البيتلز البريطاني الشهير، الذي ترجم اسمه عربيا إلى الخنافس؛ جون لينون، بول مكارتني، جورج هاريسون، ورينغو ستار.
ثم تفسخت ظاهرة ” الهيبز لتتحول” إلى مجموعات من المدمنين وعصابات عنصرية زنجية مثل ” الفهد الأسود” وأخرى نازية وبيضاء مثل ” ملائكة الجحيم” وراكبي الدراجات النارية وصابغي الوجوه والتي لم تنبع من فراغ أيضا حيث كانت لها أصول أوروبية حيث انقسم الشباب الأوروبي الى قسمين في فترة ما قبل الهيبز: المودز والروكرز Mods & Rockers ..المودز كانوا مهووسين بالموضة؛ يلبسون أحدث الأزياء وأكثرها أناقة من حيث تصميم السترات وربطات العنق والروكرز ويسمعون موسيقى الروك ويرتدون الملابس الجلدية السوداء ويركبون الدراجات النارية .. ومثل الهيبز تأثيرا هائلا على الرأي العام الأمريكي في أواخر الستينيات وبداية السبعينيات ، واستطاعوا تغيير بعض السياسات ووقف الحروب؛ من ذلك أغاني بوب ديلان Bob Dylan وجيمي هندريكس Jimi Hendrix وغيرهم ممن غنوا ضد حرب فيتنام؛ حتى أن أعضاء فريق البيتلز بعد أن منحوا لقب سير تنازلوا عن هذا اللقب احتجاجا على معاونة بلادهم بريطانيا لأمريكا في حرب فيتنام.
حاتم عبدالله