نقاط مضيئهمبدعون

الطبيبة السورية بيسان اللاذقاني: ثورة علمية في علاج سرطان الرحم

الطبيبة بيسان محيى الدين اللاذقاني تفتح باب الأمل لعلاج السرطان

الطبيبة بيسان اللاذقاني هي طبيبة سورية بريطانية حاصلة على شهادة الدكتوراه في علم الأورام من جامعة كوليدج لندن. تشغل حاليًا منصب أستاذة مشاركة في أمراض النساء والتوليد في نفس الجامعة.

بعمر الـ ٤ سنوات تنقلت الدكتورة بيسان اللاذقاني بين الإمارات وبريطانيا والولايات المتحدة، غدت حديث مواقع التواصل الاجتماعي والأوساط الطبية والعلمية خلال الأسابيع القليلة الماضية، بسبب ابتكارها وفريقها علاجا لواحد من أكثر ٤ أنواع سرطانات انتشارا وفتكا حول العالم.

توصلت عالمة البيانات ومكتشفة الأدوية السورية إلى اكتشاف مبتكر في مجال علاج سرطان الرحم، وكشفت في حوار أجراه معها موقع “العربية.نت”، التفاصيل.

وأوضحت عن بداياتها، أنها غادرت سوريا في عمر الـ4 سنوات إلى الإمارات حيث عاشت طفولتها هناك، ثم انتقلت إلى بريطانيا في الـ14 فحصلت على الـدكتوراه من جامعة كامبريدج، ثم إلى الولايات المتحدة الأميركية بعد إنهاء دراستها الجامعية، وتنضم إلى فريق MD Anderson Cancer Center.

كما أضافت أنها عملت لأكثر من 12 عاماً في مراكز الأبحاث بين أميركا وبريطانيا، فوجدت أن نصف العالم تقريباً أصيب أو سيصاب بمرض السرطان في مرحلة ما، في حين أن النصف الآخر المعافى جسدياً، سيعاني من شخص مصاب قريب له.

ولهذا وهي التي فقدت والدتها بعمر صغير بسبب سرطان الثدي، قررت تحدي المرض الأخبث.

بيسان اللاذقاني و“العلاج الآمن”

أفادت لاذقاني بأن أمراض السرطان تعرف منذ زمن بعيد، بأنها أحد الأسباب الرئيسية والأكثر شيوعاً للوفيات حول العالم، مشيرة إلى أن التوقعات تتحدث عن احتمال ارتفاع حالات التشخيص بنسبة 50% بحلول العام 2040.

لهذا قررت أن تساعد الإنسانية عبر علمها وخبرتها، وذلك بجعل هذا المرض أمراً طبيعيا.

وقالت: “كل ما أتمناه أن تصبح ردات الفعل عند المصابين بالمرض حال معرفتهم بالحقيقة ردات فعل طبيعية، وأن يتعاملوا مع الأمر على أنه زكام أو أي مرض آخر بسيط وعلاجه سهل”.

كما تابعت أن علاج السرطان عادة يكون باستعمال الكيماوي، الذي بدوره يقضي على الخلايا الخبيثة والحميدة في آن واحد، وهو ما يؤثر بطريقة أو بأخرى على الحالة النفسية للمريض خصوصا مع فقدان الشعر وتضرر الجلد والأظافر وما إلى ذلك.

إلا أن فكرة علاجها قائمة على “العلاج الآمن”، بمعنى أن يحدد العلاج الخلايا الخبيثة فقط ويعمل على استهدافها دون أن يؤثر على الخلايا الحميدة، بالتالي يتفادى آثار الكيماوي الصعبة.

وذكرت الطبيبة السورية أن هناك تحسناً كبيراً في نسب البقاء على قيد الحياة لمرضى السرطان في المملكة المتحدة، لهذا فهي متفائلة جداً من خطتها، مشيرة إلى أن نسبة البقاء على قيد الحياة للمرضى لمدة 10 سنوات أو أكثر في السبعينيات تبلغ 1 من كل 4 أشخاص، بينما تبلغ النسبة حالياً نحو نصف مرضى السرطان.

الإنجازات العلمية للدكتورة بيسان اللاذقاني

اشتهرت الدكتورة اللاذقاني بفضل أبحاثها الرائدة في مجال علاج سرطان الرحم، حيث قدمت مساهمات هامة في تطوير علاجات جديدة ثورية أثبتت فعاليتها في مكافحة هذا المرض الخبيث. وتشمل أهم إنجازاتها:

  • اكتشاف دور جزيء جديد في تطور سرطان الرحم: تمكنت الدكتورة اللاذقاني من اكتشاف دور جزيء جديد يُعرف باسم “miR-205” في تطور سرطان الرحم. وقد أظهرت أبحاثها أن هذا الجزيء يلعب دورًا هامًا في نمو وانتشار خلايا سرطان الرحم.
  • تطوير علاج جيني جديد لسرطان الرحم: بناءً على اكتشافها لدور جزيء “miR-205″، طورت الدكتورة اللاذقاني علاجًا جينيًا جديدًا يستهدف هذا الجزيء. وقد أظهرت الدراسات السريرية لهذا العلاج نتائج واعدة في علاج سرطان الرحم، خاصةً في المراحل المتقدمة من المرض.
  • تصميم قاعدة بيانات عامة لسرطان الرحم: ساهمت الدكتورة اللاذقاني في تصميم أكبر قاعدة بيانات عامة لسرطان الرحم في العالم. وتوفر هذه القاعدة البيانات معلومات قيّمة للباحثين حول مختلف جوانب هذا المرض، مما يُساعد في تسريع عملية تطوير علاجات جديدة وأكثر فعالية.

جوائز وتكريمات بيسان اللاذقاني :

حظيت الدكتورة اللاذقاني بتقدير واسع لعملها المتميز في مجال علاج سرطان الرحم، حيث حصلت على العديد من الجوائز والتكريمات، منها:

  • جائزة “أفضل باحثة شابة في مجال السرطان” من الجمعية الأمريكية لأبحاث السرطان.
  • جائزة “الابتكار في مجال علاج السرطان” من المعهد الوطني للصحة في المملكة المتحدة.
  • جائزة “المرأة العربية الملهمة” من مجلة “فوربس الشرق الأوسط”.

بيسان اللاذقاني والتأثير على المجتمع:

أثرت أبحاث الدكتورة اللاذقاني بشكل كبير على حياة العديد من مرضى سرطان الرحم حول العالم. فقد قدمت علاجات جديدة وفعالة أعطت الأمل لمرضى كانوا في السابق يواجهون تشخيصًا قاتمًا. كما ساهمت أبحاثها في تحسين فهمنا لسرطان الرحم، مما سيُساعد في تطوير علاجات أكثر فعالية في المستقبل.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى