قبل أيام أعلن في استراليا عن اختراع “طاقية” من شأنها زيادة الذكاء وتحفيز الإبداع والارتقاء لمصاف العباقرة.. وفي العادة ادعاءات كهذه يروج لها تجار المعسل و”جراك باعشن”، ولكن الاختراع الجديد خرج من مؤسسة علمية محترمة تدعى “مركز العقل” في سيدني. والطاقية التي يتحدثون عنها عبارة عن قبة معدنية توضع على الرأس وتبعث نبضات كهرومغناطيسية إلى مناطق مختارة في الدماغ..
وحسب ما جاء في موقع (News.com) أصبح مفهوماً اليوم كيف أن إصابات معينة في الجمجمة يمكن أن تطلق مواهب الإنسان في ناحية معينة (كأن يصبح فجأة موهوباً في الرسم أو العزف أو الرياضيات). ويعتقد العلماء في “مركز العقل” أن هذه الظاهرة يمكن تقليدها اصطناعياً بعدة وسائل – من أبسطها تحفيز المناطق المرغوبة بالنبضات الكهرومغناطيسية!!
هذا الاختراع الغريب ذكرني بكتاب قرأته قبل فترة طويلة يدعى “آلات عقل مدهشة تستطيع بناءها” (أو Amazing Mind Machines you can Build). ورغم أنني فقدت الكتاب حالياً إلا أنني أتذكر احتواءه على آلات ذهنية غريبة يمكن للمرء بناؤها بنفسه، فهناك مثلاً مروحة أفقية توضع على طرف مدبب ويمكن تحريكها بمجرد تركيز الفكر عليها. وهناك قضيبان معدنيان (يصنعان من علاقة الملابس على هيئة حرف L) يستعملان للكشف عن مواقع المياه تحت الأرض. كما يرشدنا المؤلف إلى كيفية صنع بندول – بالطريقة الفرعونية القديمة – يكشف عن الوضع النفسي والصحي لمن يحمله!!
وعلى ذكر الفراعنة.. تعد الأهرامات – في نظري على الأقل – أقدم اختراع لزيادة الذكاء وتنمية الإبداع. فالفراعنة اكتشفوا القدرات المدهشة للشكل الهرمي قبل آلاف السنين واستعملوه في عدة مجالات. وفي المقابل لم نكتشف نحن ميزات الشكل الهرمي إلا عام 1930على يد المكتشف الفرنسي أنطوان بوفيس.. ففي يوم شديد الحر دخل بوفيس إلى هرم الجيزة (وتحديداً إلى الغرفة الواقعة في مركز الهرم) فلاحظ وجود جثة هرة وبعض الحشرات الميتة. وما أثار دهشته أن تلك البقايا لم تكن متعفنة ولا متحللة رغم وفاتها منذ زمن بعيد. وحينها تساءل عما إذا كان للشكل الهرمي علاقة بحفظها سليمة (خصوصاً أنه كان في الغرفة التي فيها جثمان الملك والذي يفترض أن ينتقل بكامل أجزائه). وبعد تلك الحادثة عمد إلى صنع عدة أشكال هرمية صغيرة ووضع فيها أنواعاً متعددة من المواد العضوية فلاحظ احتفاظها بنكهتها الطازجة وعدم تعفنها..
وبعد بوفيس أجريت في أنحاء العالم تجارب مدهشة أثبتت أن الشكل الهرمي (دون غيره من الأشكال) يعمل كعدسات تجمع وتستقطب طاقة “من نوع ما” تساعد على تحسين نوعية المواد وإطالة عمرها الزمني كما تمنع تعفن الأطعمة وتحلل المواد العضوية..
وفي كتاب “اكتشف الطاقة الهرمية” يؤكد “جرايدون ريكسون” أن الجلوس داخل الهرم ينبه الطاقة الفكرية للإنسان ويزيد من الذكاء والشفافية. ويدعي أنه جرب ذلك شخصياً وأثبت فعاليته من خلال جهاز لقياس موجات ألفا الدماغية. وفي نهاية الكتاب ينصح ببناء المدارس بشكل هرمي ولبس قبعات هرمية لمدة ساعتين في اليوم..
(أنا) لن ألبس هرماً فوق رأسي..
لِمَ لا تجرب أنت وتخبرني!؟
فهد عامر الأحمدي