- تمثل الصلاة في حياتنا كمسلمين أهمية بالغة التأثير، كونها أحد أركان الإسلام الخمسة، وأول فريضة فرضها الله على عباده المؤمنين، وأول ما يحاسب عليه العبد يوم القيامة، فإن صلحت صلح له سائر عمله وإن فسدت فسد له سائر عمله. وقد جاء ذكرها في القرآن الكريم في أكثر من سبعين موضعاً، وقد شبه النبي صلى الله عليه وسلم أهمية الصلاة في الدين بموضع الرأس من الجسد. وما يميز الصلاة كعبادة أنها تحتوي في داخلها على أسرار عظيمة، وهذه الأسرار تصل إلى حد الإعجاز. وقد تحدث الكثير من العلماء عنها وبينوا جوانبها المتنوعة وفوائدها العظيمة في الروح والنفس والقلب والعقل والبدن والأخلاق ورضا الخالق.
ودعونا هنا نقرأ ما قاله العالم الشهير الدكتور “ألكسيس كارليل” عنها حيث قال:”إن الصلاة هي أعظم طاقة مولدة للنشاط عرفت إلى يومنا هذا، وقد رأيت بوصفي طبيباً كثيراً من المرضى فشلت العقاقير في علاجهم، فلما رفع الطب يديه عجزاً وتسليماً تدخلت الصلاة فأبرأتهم من عللهم. إنها مثل معدن “الراديوم” مصدر للإشعاع ومولد ذاتي للنشاط. وعندما نصلي فإننا نربط أنفسنا بالقوة العظمى التي تهيمن على الكون ونسألها ضارعين أن تمنحنا قبساً منها نستعين به على معاناة الحياة، ولن نجد أحداً تضرع إلى الله مرة إلا عادت عليه الضراعة بأحسن النتائج”. وفي كتابه “رسالة الصلاة” يقول د. ياسين محمد:”إن الصلاة أفضل تدريب وظيفي لجميع مفاصل البدن، وإن المسلم إذا التزم بها منذ صغره وصل إلى شيخوخة مريحة خالية من تصلب المفاصل وتشوهات العمود الفقري والانزلاق الغضروفي، وهي تدريب معتدل لكافة العضلات، تنشّط الدورة الدموية وتزيد في مرونة الأوعية الدموية …”.
ولو نظرنا إلى الوضوء في الصلاة، فسنرى أنه يمثل حجر الزاوية في بناء الطب الوقائي الإسلامي لحماية المجتمع والفرد من أخطار التلوث. ولقد أظهرت نتائج الفحص المجهري للمزارع الجرثومية من أنوف من لا يصلّون، وجود مستعمرات جرثومية عديدة بها كميات ضخمة من الجراثيم، أما الأفراد الذين يصلون بانتظام فكانت أنوفهم نقية وطاهرة. وفي دراسة حديثة أجريت في مؤسسة البحوث الإسلامية الأميركية تبين أن الاستقرار النفسي الناتج عن الصلاة ينعكس بدوره على جهاز المناعة في الجسم، وهذا الأمر يسرع من التماثل للشفاء وخصوصاً في بعض أمراض المناعة مثل التهاب المفاصل الروماتيزمي، وأن معدلات الشفاء من المرض تكون أسرع عند المرضى المواظبين على أداء الصلاة، حيث يغمر قلوبهم الإيمان والتفاؤل والراحة النفسية والروحية والطمأنينة، مما يؤدي إلى تنشيط جهاز المناعة ويزيد من مقاومة الجسم. وقد أجرى د. محمد ضياء الدين حامد أستاذ العلوم البيولوجية بمركز تكنولوجيا الإشعاع في مصر دراسة علمية عن الصلاة، أكد فيها أن “السجود يخلص الإنسان من الشحنات الزائدة من الإشعاع الذي يتعرض له الإنسان بسبب عيشه في أوساط كهرومغناطيسية، والتي تسبب له العديد من الأمراض بسبب قلة التفاعل بين الخلايا، وهناك وصلة أرضية لتفريغ الشحنات الزائدة والمتوالدة بها وذلك عن طريق السجود، حيث تبدأ عملية التفريغ بوصل الجبهة بالأرض في السجود حيث تنتقل الشحنة الموجبة من جسم الإنسان إلى الأرض سالبة الشحنة، وبالتالي تتم عملية التفريغ عند السجود في الأعضاء الستة، الجبهة والأنف والكفين والركبتين. وحتى تتم عملية تفريغ الشحنات لابد من الاتجاه نحو مكة المكرمة لأن مكة هي مركز اليابسة في العالم، وإن الاتجاه إلى مكة في السجود هو أفضل الأوضاع لتفريغ الشحنات بفعل الاتجاه إلى الأرض، وهذا الفعل يخلص الإنسان من همومه ليشعر بعدها بالراحة النفسية ويتخلص من آلامه دون الحاجة للجوء إلى الأطباء والأدوية”.
ويكفي هنا أن نختم حديثنا عن الصلاة بما قاله أحد الصالحين عندما ذاق حلاوة بعض أسرار الصلاة حيث هتف قائلاً:”لو علم الملوك ما نحن فيه لقاتلونا عليه بالسيوف”.