ألويس ألزهايمر عالم ألماني عشق العلوم والطب وكرس حياته لتطوير أبحاثه ودراساته حول الأمراض العصبية، عالج سيدة عام 1901 لخمس سنوات، وشرّح دماغها بعد وفاتها فاكتشف وجود أنواع من الخلل، قادته لمعرفة الداء الذي حمل اسمه “ألزهايمر”.
المولد والنشأة
ولد ألويس ألزهايمر في 14 يونيو/حزيران 1864 بماركبرايت ببرافيا (جنوبي ألمانيا)، تزوج من سيسيليا جيشنهايمر، وأنجب منها ثلاثة أطفال.
الدراسة والتكوين
برع ألزهايمر في المواد العلمية، فتوجه إلى جامعات برلين وتبنغن ثم ورزبرغ، حيث أنجز أطروحته العلمية، وحصل على درجة الدكتوراه في الطب عام 1887.
التجربة الطبية
بعد حصوله على درجة الدكتوراه، التحق ألزهايمر بمستشفى للأمراض العقلية والعصبية بمدينة فرانكفورت، واستقر بها سبع سنوات درس خلالها الطب النفسي وطب الأعصاب، وطور دراسات وأبحاثا في الأمراض العصبية، كان من ثمراتها مؤلف من ثمانية أجزاء عن علم الأنسجة والتشريح المرضي، نشر بين 1906 و1918.
بدأت قصة ألزهايمر مع الداء الذي يحمل اسمه عام 1901 عندما استقبل سيدة تدعى أوغست ديتر، وكانت وقتها تبلغ من العمر 51 عاما، وتصرفاتها غريبة، وذاكرتها بها مشاكل كبيرة، وحظيت باهتمامه لسنوات.
وبعد وفاة أوغست ديتر عام 1906 أجرى ألزهايمر تشريحا لدماغها، حيث اكتشف عددا من المشاكل الطبية، بينها تقلصات وترسبات وتجاعيد غريبة في دماغها، إلى جانب تشابك الأعصاب الليفية، وهو شيء لم يشاهده الدكتور ألويس ألزهايمر من قبل في حياته، وبعد تطوير أبحاثه في هذا المجال فصّل ألزهايمر في أوصاف وأعراض المرض الجديد الذي أُطلق عليه مرض “ألزهايمر” نسبة إلى مكتشفه.
وأصبحت عيادة الطب النفسي التي يشتغل بها الدكتور ألويس ألزهايمر في ميونيخ قبلة للطلاب من مختلف أنحاء العالم، الذين توجهوا إليه للاستفادة من خبرته في مجال العلوم الطبية والعصبية، إلى جانب مرض ألزهايمر.
وفي 16 يوليو/تموز 1912، عُيّن ألزهايمر أستاذا بجامعة الطب النفسي في برسلاو ببولندا، لكن مع بدء تدهور حالته الصحية، خصص السنوات الثلاث الأخيرة من عمره لتكثيف دراساته العلمية وأبحاثه السريرية.
وبخصوص المرض نفسه، تبدأ التغيرات في الدماغ قبل عقد أو أكثر من ظهوره، حيث تتجمع تكتلات غير طبيعية من بروتين يسمى “بيتا أميلويد” وألياف مكونة من “بروتين تاو” في الدماغ، مما يؤدي إلى تراجع وظائف الخلايا العصبية في الدماغ، ومع الوقت تفقد تلك الخلايا قدرتها على الاتصال والعمل.
ومن أهم العوامل المساعدة على تخفيض مخاطر الإصابة بألزهايمر الحصول على مستوى مرتفع من التعليم الرسمي، والعمل في وظيفة مثيرة، إلى جانب التفاعل الاجتماعي المتكرر، والقيام بأنشطة عقلية تحمل نوعا من التحدي.
وكثير من الناس يخلطون بين الزهايمر والخرف، ويظنون أنهما مسمى لمرض واحد، ولكن هذا غير صحيح، فالخرف مصطلح عام يصف مجموعة من الاضطرابات التي تحصل لدى الشخص، وتشمل تراجع وظيفتين على الأقل من وظائف المخ، كالذاكرة واللغة، أما الزهايمر فهو أحد أنواع الخرف وأكثرها شيوعا.
وذكرت إحصائيات عام 2016 أن ألزهايمر أصاب 44 مليون شخص في العالم، وفي عام 2050، سيصيب 150 مليون شخص.
وفي الولايات المتحدة الأميركية وحدها قدرت تكلفة المرض عام 2016 بنحو 236 مليار دولار، كما أن شخصا واحدا من تسعة أميركيين من الفئة العمرية 65 عاما فما فوق مصاب بالداء.
ويُعد ألزهايمر من أكثر الأمراض تكلفة، ومن المتوقع أن تتضاعف تكلفته خمس مرات عام 2050.
وفي مارس/آذار 2016 توصلت دراسة أميركية إلى أن ممارسة مجموعة متنوعة من الأنشطة البدنية في الهواء الطلق، كالمشي والركض في الحدائق العامة والسباحة، يمكن أن تحسن حجم الدماغ وتقلل خطر الإصابة بمرض ألزهايمر بنسبة 50%.
وأوضح الباحثون في كلية الطب بجامعة بيتسبرغ والمركز الطبي لجامعة كاليفورنيا، أن دراستهم هي الأولى من نوعها التي تكشف أن أي نوع من النشاط البدني الهوائي يمكن أن يحسّن بنية الدماغ.
ودرس الباحثون حالة 876 شخصًا في بحث طويل الأجل عبر أربعة مواقع للبحوث في الولايات المتحدة، ورصدوا عادات النشاط البدني الخاصة بالمشاركين، وأظهرت نتائج التحليل أن زيادة النشاط البدني ارتبطت باتساع وحدات التخزين في المنطقة الأمامية من الدماغ، وخفضت خطر الإصابة بألزهايمر بنسبة 50%، كما خفضت خطر المرض بنسبة 25% عند الأشخاص الذين كانوا يعانون من الضعف الإدراكي المعتدل المرتبط بمرض ألزهايمر.
الوفاة
توفي ألزهايمر بمدينة برسلاو البولندية في 19 ديسمبر/كانون الأول 1915، وعمره لما يتجاوز 51 عاما.