شخصيات رياضيةمبدعون

بيبيتو | نجم كأس العالم وأسطورة السامبا

عندما نتحدث عن بيبيتو (Bebeto) فإننا نستحضر واحداً من أبرز المهاجمين في تاريخ كرة القدم البرازيلية، ورمزاً من رموز منتخب “السامبا” الذين صنعوا المجد في كأس العالم 1994 بالولايات المتحدة. لم يكن بيبيتو مجرد لاعب كرة قدم بارع، بل كان أيقونة حقيقية بفضل مهاراته، أهدافه الحاسمة، واحتفاله الشهير الذي ارتبط بولادة ابنه، ليبقى في ذاكرة الجماهير لعقود طويلة.


النشأة والبدايات

وُلد Bebeto، واسمه الكامل جوزيه روبرتو جاما دي أوليفيرا، في 16 فبراير 1964 بمدينة سلفادور البرازيلية. نشأ في بيئة متواضعة، ووجد في كرة القدم وسيلة للانطلاق وتحقيق أحلامه. بدأ مسيرته في أحياء المدينة قبل أن يلفت الأنظار بموهبته اللافتة، لينضم إلى نادي فيتوريا ثم ينتقل سريعاً إلى صفوف فلامنغو، أحد أكبر أندية البرازيل.


الانطلاقة في الدوري البرازيلي

مع فلامنغو، أظهر Bebeto قدراته الكبيرة كمهاجم سريع وذكي يتميز بلمسة تهديفية ساحرة. سرعان ما أصبح جزءاً من جيل ذهبي في النادي، قبل أن ينتقل إلى فاسكو دا غاما ويواصل تقديم مستويات رائعة جعلته محط أنظار الأندية الأوروبية. وفي أواخر الثمانينيات، انتقل إلى نادي ديبورتيفو لاكورونيا الإسباني، حيث حقق نجاحاً كبيراً وأصبح أحد أبرز الهدافين في الدوري الإسباني.


المشاركة مع المنتخب البرازيلي

ارتدى Bebeto قميص المنتخب البرازيلي لأول مرة في عام 1985، ومنذ ذلك الوقت أصبح جزءاً أساسياً من “السيليساو”. شارك في عدة بطولات دولية أبرزها كأس العالم، وكوبا أمريكا، والألعاب الأولمبية، حيث ترك بصمة واضحة بفضل أهدافه الحاسمة.


بيبيتو وكأس العالم 1990

في مونديال 1990 بإيطاليا، ظهر Bebeto للمرة الأولى في كأس العالم. ورغم أن المنتخب البرازيلي خرج مبكراً على يد الأرجنتين في دور الـ16، إلا أن بيبيتو أثبت نفسه كأحد المهاجمين الواعدين الذين سيكون لهم شأن كبير في المستقبل.


بيبيتو | نجم كأس العالم وأسطورة السامبا
بيبيتو | نجم كأس العالم وأسطورة السامبا

مونديال 1994 | المجد والخلود

جاءت اللحظة الأهم في مسيرة بيبيتو في كأس العالم 1994 بالولايات المتحدة. هناك، شكّل ثنائياً هجومياً لا يُنسى مع الظاهرة روماريو. هذا الثنائي قاد البرازيل إلى منصة التتويج بعد غياب استمر 24 عاماً.

  • سجل بيبيتو ثلاثة أهداف خلال البطولة.

  • هدفه الأشهر كان في مباراة ربع النهائي ضد هولندا، حيث أحرز الهدف الثاني في الفوز التاريخي 3-2.

  • بعد تسجيله الهدف، احتفل بحركة “هز المهد” الشهيرة، إشارة إلى مولد ابنه ماتيوس قبل أيام قليلة، وهو الاحتفال الذي أصبح أيقونة في تاريخ كأس العالم.

بفضل تألقه، ساهم بيبيتو بشكل مباشر في فوز البرازيل باللقب العالمي الرابع، وأصبح أحد الأسماء الخالدة في سجلات كرة القدم.


مشاركته في كأس العالم 1998

استمر بيبيتو في تمثيل منتخب البرازيل حتى كأس العالم 1998 في فرنسا. ورغم تقدمه في العمر، لعب دوراً مؤثراً وسجل هدفين في البطولة. وصل المنتخب إلى المباراة النهائية لكنه خسر أمام فرنسا بقيادة زيدان. ورغم الخسارة، فإن بيبيتو ودّع المونديال بصورة مشرفة كلاعب أسطوري.


أسلوب لعب بيبيتو

كان Bebeto مهاجماً متكاملاً، يتميز بالسرعة والرشاقة والقدرة على المراوغة في المساحات الضيقة. عرف بذكائه الكبير في التمركز، وقدرته على اللعب بجانب مهاجم آخر بفضل مرونته الفنية. على عكس المهاجمين الذين يعتمدون على القوة البدنية، كان بيبيتو يستند إلى المهارة واللمسة التهديفية الدقيقة، مما جعله واحداً من أكثر المهاجمين أناقة في التسعينيات.


مسيرته مع الأندية الأوروبية

خلال مسيرته الاحترافية، لعب لعدد من الأندية الكبرى، أهمها:

  • ديبورتيفو لاكورونيا: حيث أصبح هداف الفريق وأحد رموزه التاريخيين.

  • إشبيلية وتوروس نيزا (في المكسيك): حيث واصل التألق في مراحل مختلفة.

  • كما عاد في أكثر من مناسبة للعب في الدوري البرازيلي مع أندية مثل فلامنغو وفيتوريا وبوتافوغو.


ما بعد الاعتزال

بعد اعتزاله كرة القدم في مطلع الألفية، اتجه بيبيتو إلى مجال التدريب والإدارة الرياضية. كما شارك في الحياة السياسية في البرازيل، حيث عمل نائباً في البرلمان ممثلاً عن ولاية ريو دي جانيرو. ومع ذلك، ظل مرتبطاً بعالم كرة القدم، يشارك في الأحداث الرياضية ويُكرَّم باستمرار كأحد أساطير اللعبة.


إرث Bebeto وتأثيره

لا يمكن الحديث عن تاريخ كرة القدم البرازيلية دون ذكر اسم Bebeto. فهو أحد اللاعبين الذين ساهموا في إعادة المنتخب إلى القمة العالمية، وخلّد اسمه بفضل أهدافه واحتفاله الشهير. كما ألهم أجيالاً من المهاجمين بمهاراته وأناقته داخل الملعب. بالنسبة للجماهير، سيبقى بيبيتو رمزاً من رموز التسعينيات و”أباً روحياً” للاحتفالات المبتكرة في كرة القدم.


خاتمة

إن قصة Bebeto تجسد مزيجاً رائعاً بين الموهبة، الإبداع، والعاطفة الإنسانية. فقد كان لاعباً فذاً أعاد مع روماريو البريق لكرة القدم البرازيلية، وقاد منتخب بلاده للفوز بكأس العالم 1994. وبفضل إنجازاته وأهدافه الخالدة، أصبح بيبيتو أيقونة في ذاكرة المونديال وأسطورة من أساطير كرة القدم العالمية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى