المجلةبنك المعلومات

تجليات الإعاقة في التراث الشعبي المصري

تجليات الإعاقة في التراث الشعبي المصري

 

 

 

 

 

 

  • تأليف مجموعة من الكتاب
  • صادر عن الهيئة العامة للكتاب
  • عام الاصدار 2015

عد كتاب «تجليات الإعاقة في التراث المصري»، لمجوعة من المؤلفين، من سلسلة «علوم اجتماعية»، وهو من الكتب غير التقليدية في موضوعه وفي طبيعة مناسبته، إذ إنه يضم مجموعة من الأبحاث والدراسات التي ألقيت بالمؤتمر الرابع «التمكين الثقافي لذوي الاحتياجات الخاصة» الرابع، والذي يتناول البعد الثقافي واحتياجاته لكل ﺫوي الإعاقة، مهما كان نوعها.

وهكذا، مثلت هذه الدراسة ضمن المؤتمر، والتي هي موضوع الكتاب، مبحثاً حيوياً في الطريق نحو ثقافة مستنيرة للتعامل مع ﺫوي الإعاقة، فالكتاب في مضامينه يخاطب المجتمع بكل شرائحه للتوعية بثقافة مستنيرة تحترم آدمية ﺫوي الاحتياجات الخاصة. وهو يسعى إلى تحديد المقصود بذوي الإعاقة. إذ يعرفهم ويحدد من هم من هذه الشريحة:

«من لديه نقص أو عجز أو حرمان في تكوينه الجسدي أو قصور في وظائف الأعضاء – وهم ممن يعاني نقصاً أو ضعفاً أو قصوراً في العمليات العقلية – وهم من يعانون من الاضطرابات النفسية التي تؤدي إلى عدم تكيف الفرد مع محيطه».

ويفيدنا الكتاب بأن الدراسات تؤكد محدودية الإحصاءات الدقيقة الشاملة عن حجم ﺫوي الإعاقات في الكثير من الدول العربية، في مقابل وفي ظل حقيقة كون 42% من السكان في عالمنا العربي، هم دون الـ14 سنة. كما تلاحظ تشابك المشكلة مع مشكلات الفقر والبطالة وكثرة المواليد.

ويرى الدارسون في موضوعة البحث، أنها مشكلة مركبة ويلزم البحث عن مدى فاعلية الجهود المبذولة في مجال ﺫوي الإعاقة، وهو ما يلزم معه تبني الحكومات للبعد التعليمي والتربوي والتأهيل المجتمعي لـﺫوي الإعاقة، كذلك يجب البحث في قضية حق العمل لمن هم من ذوي الاحتياجات الخاصة.

أما صورة المعاق في التراث الشعبي، فهي حافلة وبارزة من خلال الأمثال الشعبية وتعبيرات تتعلق بالمرأة وغيرها، ومنها:

اللي يقول لمراته يا عورة تلعب بها الناس الكورة.ولاحظ الدارسون توافر عدد غير قليل من المدونات الشعبية في بعض المعاجم، كما في معجم أحمد أمين«قاموس العادات والتقاليد والتعابير المصرية»، ومما رصد فيه من الأمثال: جاء يكحلها عماها. كما توجد كنايات عامية في معجم أحمد تيمور، مثل: «ما يعرف العما من السمل، بنت الدار عورة، فقد البصر أهون من فقد البصيرة».

كما قدم أحد الكتّاب المشاركين في البحث، تفسيراً لمضمون الأمثال الخاصة بالإعاقات العقلية، وهي تمثل 15% من جملة أمثال الإعاقة، وقال إن الصورة الذهنية للمتخلف عقلياً، هي:

 

«هبلة ومسكوها طبلة»، أي إن المتخلف يواصل الدق على الطبلة، بغض النظر عما إذا كان مناسباً أم لا، «أجسام البغال وعقول العصافير»، لا توجد علاقة بين حجم الأجسام والعقول، «تبات تعلم في المتبلم يصبح ناسي»، استحالة الاستجابة للتعليم، «ابن الهبلة» أو العبيط والمعاق عقلياً، يعيش أكثر»، الحسد على الحظ السعيد للمعاق أحياناً.

كما استعرض الكتاب مجموعة كبيرة من الأمثال التي ربطت بين الإعاقة والجنون، مثل “المجانين في نعيم، رزق الهبل على المجانين.

ويشدد الكتاب، في خاتمة أبحاثه، على أننا نحتاج في مجتمعاتنا نعاني من ظلم اجتماعي لافراد هذه الفئة، يهدد السلم الاجتماعي. وبذا فإننا نحتاج إلى زيادة الوعي بقضايا ومستلزمات ذوي الاحتياجات الخاصة، من أجل سلام اجتماعي ولتحقيق مبادئ الإسلام وحقوق الإنسان في المجتمع.

أفكار مسيئة

يخلص الكتاب إلى استنتاجات كثيرة، أبرزها أنه توجد نظرة سلبية إلى ذوي الاحتياجات الخاصة.فمثلا هناك خلط بين الإعاقة العقلية والجنون، كما إن أسرة المعاق تلقى النظرة السلبية من المجتمع، والعقلية الشعبية ترى أن حالة المعاق هي عقاب له من الله تعالى يستحقه المعاق، وأنه على المعاقين ألا يأملوا أي تعديل أو تغيير، وحتى إن النظرة السلبية طالت بعض الصفات الجسمية مثل القصر والطول.

عرض د. السيد نجم نقلا عن جريدة البيان الاماراتية

 

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى