المجلةابتكارات جديده

مبتكر سعودي يطور قفاز ذكي يترجم لغة الإشارة يستخدم في البريطانية

“أود أن أرى (برايت صاين) تمنح الذين يعانون من صعوبات سمعية أو نطقية الاستقلال والحرية اللتين نتمتع بهما جميعاً حين نتواصل مع الآخرين. أريد منح صوت لمن لا يمكنهم التحدث”. هكذا تحدثت المبتكرة السعودية هديل أيوب, صاحبة الابتكار الثورى “برايت صاين” والذي من شأنه ترجمة لغة الإشارة إلى كلمات ونصوص وذلك عبرَ سمّاعة وشاشة صغيرتين مُدمجتين في قفّاز، وأدوات استشعار تتبع حركة الأصابع واتّجاهات اليدّ.

هديل ايوب هي أم سعودية لأربعة أبناء، بنتان وولدان. هي مخترعة، ومحاضرة في الجامعة، وباحثة دكتوراه في جامعة لندن، عشقت خدمة الانسانية، لذلك اخترعت قفازاً ذكياً حمل اسم (برايت صاين)، تقوم فكرته على تحويل لغة الإشارة إلى نصوص وكلمات، ونالت عنه جائزة في مسابقة ريادة الأعمال التي أقامتها جامعة أم القرى بالتعاون مع الملحقية الثقافية في لندن. تخرجت في جامعة دار الحكمة في جدة في تخصص التصميم الداخلي، وحصلت على درجة الماجستير في التصميم البرمجي الذكي من جامعة لندن، وتحضّر أيضاً الدكتوراه في المجال نفسه، وتعمل حالياً معيدة في جامعة الملك عبدالعزيز في جدة.

البداية

بدأت هديل أيوب استحداث القفاز في إطار رسالتها للدكتوراه، التي ركزت على استخدام تمييز الإيماءات لخدمة التقنيات القابلة للارتداء. وقد اختارتها جامعتها كي تشارك في تجمع للبرمجيين (هاكاثون) الذي نظمته شركة آي بي إم من أجل استخدام الذكاء الاصطناعي لخدمة الرعاية الاجتماعية، وبدأت هديل في البحث عن تطبيق لتمييز الإيماءات يكون له تأثير في المجتمع. ونظراً لأنها، كانت تعرف لغة الإشارة، فقد كان من السهل عليها تكييف واختبار النظام الذي كنت تعمل عليه لتمييز إيماءات لغة الإشارة وترجمتها إلى حديث. وكان النظام في البداية بسيطاً للغاية، لكن الاستجابة التي حصلت عليها هديل بعد الفوز بهاكاثون آي بي إم الذي شدد على الحاجة الملحة إلى التكنولوجيا، أقنعتها بأن تركز بحثها على تطويرها.

كان القفاز مزوداً بقائمة محددة مسبقاً من مفردات لغة الإشارة. فكان كل ما يفعله المستخدمون هو ارتداؤه واستخدام لغة الإشارة، لكي يترجم القفاز حركات أيديهم إلى حديث. لكن، بعد العمل الوثيق مع مختلف المستخدمين، أدركت هديل ايوب أن الأشخاص يستخدمون لغة الإشارة بطرق مختلفة ويستخدمون قوائم مختلفة لمفردات لغة الإشارة. ولهذا السبب قررت هديل إدراج خوارزمية تعليم آلية في تصميم القفاز لتجعله يتعلم من الإشارات الخاصة بالمستخدم بحيث يمكن لكل مستخدم تدريب قفازه على حركاته واستحداث قائمة من الإشارات مكيفة حسب احتياجاته.

والقفاز برايت صاين مزود بأجهزة استشعار متعددة لقياس حركات اليد الفردية للشخص وتتبعها وتسجيلها ومصحوب بتطبيق يتيح التعبير عن الحركات في صورة نص و/أو حديث. ويمكن أيضاً للمستخدمين اختيار لغة القفاز (مثال الإنجليزية والفرنسية والعربية) والصوت (مثال ذكر وأنثى أو طفل) الذي يريدون أن يعبر به. فالقفاز يترجم الحركات إلى نص مكتوب يظهر على شاشة الإسورة ثم يحولها إلى صوت يخرج من مكبر صوت صغير موضوع أيضاً على الإسورة. فحين يستخدم التطبيق، يظهر النص المكتوب على شاشة جهاز ذكي مزدوج الاستخدام ويتحول إلى صوت يخرج من خلال مكبرات صوت الجهاز. فالقفاز هو في الواقع نظام اتصال ثنائي الاتجاه حيث يتيح لمن يعانون من إعاقات سمعية أو نطقية التواصل بشكل مستقل ومباشرة مع الآخرين بدون مترجم. ووظيفته تعني أن الأشخاص محدودي الحركة، مثل ضحايا السكتة الدماغية، أو المسنين الذين يعانون من فقدان السمع، يمكنهم أيضاً استخدامه. وقد استحدثت خلال العامين الأخيرين، نماذج أولية متعددة، بإضافة سمات ووظائف جديدة لتكييف التكنولوجيا مع الاستخدامات الشخصية وجعلها سهلة الاستخدام. فقد كان العمل مستمراً بهذا الشأن. ما يميز (برايت صاين) هو قابليته للتكيف وتكلفته الميسورة على حد سواء. يذكر ان 6 مدارس بريطانية الاستعانة بقفاز هديل أيوب لمساعدة طلبتها على التحصيل،

التحديات

وحول أبرز التحديات التى واجت هديل, تقول “كما هو الحال بالنسبة إلى جميع التكنولوجيا القابلة للارتداء، التحدي الأكبر يكمن في تقليص حجم المعدات الحاسوبية لجعلها قابلة للارتداء وآمنة وسهلة الاستخدام. وفي حالتنا، كان علينا أيضاً التأكد من أن القفاز مقاوم للماء ويمكن غسله حتى يمكن للأطفال اللعب بحرية وهم يرتدونه دون القلق من أن يبتل أو يتسخ. وقد جربنا حلولاً شتى، ونحن الآن نستخدم أجهزة استشعار يمكن غسلها. فقد كان علينا تجاوز عدد غير قليل من التحديات التقنية لكي نصل إلى هذه المرحلة النهائية من التطوير. ويحظى القفاز باهتمام كبير. فقد فتحنا بالفعل الباب لتلقي طلبات مسبقة على موقعنا الشبكي. وبمجرد أن ننتهي من التصميم التشغيلي للقفاز، سنتحول إلى الإنتاج ونبدأ في تلبية الطلبات”.

الجوائز

حصل قفاز هديل على العديد من الجوائز فى إطار مسابقات نظمتها شركات كبرى بالتشارك مع أوساط إعلامية كبيرة. تقول هديل “حظينا بتغطية إعلامية كبيرة. فمثلاً في عام 2018 فزنا بجائزة AI for Social Care من شركة آي بي إم؛ وبجائزة The Technology Playmaker Awards ’18. (فئة جائزة التأثير في المجتمع) من موقع Booking.com ؛ وجائزة the 2018 AXA Health Tech and You Awards لعام 2018 (فئة سيدات الأعمال في مجال التكنولوجيا الصحية) من جمعية AXA PPP Healthcare. وقد أدى هذا النجاح إلى عرض قصص عن عملنا في منافذ وسائط الإعلام مثل الغارديان وفوربس. كما استضفتنا إذاعة البي بي سي في برنامج وان شو الذي يشاهده نحو 6 ملايين مشاهد. وهذه الجوائز أتت ببعض المال، لكن الأهم، أنها أتاحت لنا التسويق والدعاية مجاناً، وهو ما أتاح لنا الوصول إلى ملايين الأشخاص. وإحدى الجوائز تضمنت أيضاً توفير مكتب مجاناً في حيز للعمل التعاوني، مما أتاح لنا تبادل خبراتنا مع شركات ناشئة أخرى والترابط الشبكي معها. فقد كان ذلك مثرياً ومفيداً بحق”.

أمنيات

تأمل هديل ايوب في  أن ترى برايت صاين يمنح الذين يعانون من صعوبات سمعية أو نطقية الاستقلال والحرية اللتين نتمتع بهما جميعاً حين نتواصل مع الآخرين. تقول “أريد تحريرهم من اعتمادهم على شخص ما للترجمة لهم. أريد منح صوت لمن لا يمكنهم التحدث”.

زر الذهاب إلى الأعلى