اختراعات طبيةاختراعات

تقنية مبتكرة لإخراج مرضى “ألزهايمر” من عزلتهم

كشف موقع Psychology Today الباثولوجيا اليوم، عن توصل علماء فنلنديين لتقنية مبتكرة لعلاجات طبية وصحية تعويضية في المستقبل، من شأنها تحويل الأفكار إلى صور بهدف إخراج مرضى تراجع الذاكرة الناتج عن كبر السن، المعروف بمرض “ألزهايمر”، من عزلتهم.

واستخدم باحثون في جامعة “هلسنكي” الفنلندية تقنية الذكاء الاصطناعي، لإنشاء نظام يستخدم إشارات من المخ، لتوليد صور جديدة تعرض ما يدور في ذهن المستخدم في نفس اللحظة.

الدراسة تعد هي الأولى من نوعها التي تستخدم النشاط العصبي لتكييف نموذج الكمبيوتر التوليدي وإنتاج معلومات جديدة تتوافق مع نية المستخدم البشري.

يأتي ذلك في إطار آمال فريق الباحثين في أن تساعد التطورات في واجهة الدماغ والكمبيوتر مستقبلاً في علاج مجموعة متنوعة من اضطرابات وأمراض الدماغ، مثل الخرف والصرع والشلل، ومرض الزهايمر ومرض باركنسون واضطرابات النوم.

تقنية مبتكرة لإخراج مرضى "ألزهايمر" من عزلتهم
تقنية مبتكرة لإخراج مرضى “ألزهايمر” من عزلتهم

وقد اعتمد الباحثون على شبكة خصومية توليدية GAN من أجل توليد معلومات جديدة، من تمثيل كامن لمساحة الإدخال. وتُمكّن شبكات GAN، وهي نوع من شبكات التعلم الآلي، تهدف إلى التدرب على إنشاء بيانات مشابهة للبيانات الحقيقية يصعب على مراقب بشري أو آلي التفريق بينهما، الآلات من تخيل وإنشاء صور جديدة خاصة بها. ويستخدم نشاط الدماغ لضبط المساحة الكامنة لتوفير مخرجات غير محدودة من العينات الممكنة.

ألزهايمر.. نظرة عامة

داء الزهايمر اضطراب في الدماغ يتفاقم بمرور الوقت. ويتسم بحدوث تغيرات في الدماغ تؤدي إلى ترسبات لبعض البروتينات. يسبب داء الزهايمر تقلصًا في الدماغ وموت خلاياه في النهاية.

وداء الزهايمر هو السبب الأكثر شيوعًا للإصابة بالخَرَف؛ وهو تدهور تدريجي في الذاكرة والقدرة على التفكير والمهارات السلوكية والاجتماعية. ويمكن أن تؤثر هذه التغيرات في قدرة الشخص على أداء وظائفه.

يعيش في الولايات المتحدة نحو 6.5 ملايين مصاب بداء الزهايمر في سن 65 فأكبر. ومنهم أكثر من 70% في سن 75 عامًا فأكبر. ويُقدر المصابون بداء الزهايمر بنسبة تتراوح بين 60% و70% من بين 55 مليون شخص تقريبًا من المصابين بالخَرَف في جميع أنحاء العالم.

تشمل المؤشرات المبكرة للمرض نسيان الأحداث أو المحادثات الأخيرة. وبمرور الوقت، يتطور ليسبب مشكلات خطيرة في الذاكرة وفقدان القدرة على أداء المهام اليومية.

قد تحسِّن الأدوية أعراض المرض مؤقتًا أو تبطئ تقدمه. كما يمكن أن تساعد البرامج والخدمات على دعم الأشخاص المصابين بالمرض ومقدّمي الرعاية إليهم.

لا يوجد علاج يشفي من داء الزهايمر. وفي المراحل المتقدمة، يؤدي التدهور الشديد في وظائف الدماغ إلى الجفاف أو سوء التغذية أو العدوى. ويمكن أن تؤدي هذه المضاعفات إلى الوفاة.

تقنية مبتكرة لإخراج مرضى "ألزهايمر" من عزلتهم
تقنية مبتكرة لإخراج مرضى “ألزهايمر” من عزلتهم

أعراض ألزهايمر

فقدان الذاكرة هو العرض الرئيسي لداء الزهايمر. وتتضمن المؤشرات المبكرة للمرض صعوبة تذكر الأحداث أو المحادثات الأخيرة. ومع تقدم المرض، تتدهور الذاكرة وتظهر أعراض أخرى.

في البداية، قد يكون الشخص المصاب بالمرض واعيًا بوجود صعوبة في تذكر الأشياء والتفكير بوضوح. ومع تدهور الأعراض، من المحتمل جدًا أن يلاحظ أحد أفراد العائلة أو الأصدقاء المشكلات.

تؤدي التغيرات الدماغية المرتبطة بداء الزهايمر إلى تزايد المشكلات في الحالات الآتية:

الذاكرة

تنتاب كل شخص هفوات في الذاكرة بين الحين والآخر، لكن فقدان الذاكرة المرتبط بداء الزهايمر يستمر ويزداد سوءًا. ومع مرور الوقت، يؤثر فقدان الذاكرة في القدرة على أداء الوظائف في العمل أو في المنزل.

تقنية مبتكرة لإخراج مرضى "ألزهايمر" من عزلتهم
تقنية مبتكرة لإخراج مرضى “ألزهايمر” من عزلتهم

قد يفعل الأشخاص المصابون بالزهايمر ما يلي:

  • الإكثار من تكرار نفس العبارات والأسئلة.
  • نسيان المحادثات أو المواعيد أو الأحداث.
  • وضع الأشياء في غير مكانها، وغالبًا ما يضعونها في أماكن غير منطقية.
  • الضياع في أماكن كانوا يعرفونها جيدًا.
  • نسيان أسماء أفراد العائلة والأشياء المستخدمة يوميًا في نهاية المطاف.
  • مواجهة صعوبة في العثور على الكلمات المناسبة لوصف الأشياء أو التعبير عن الأفكار أو المشاركة في المحادثات.
  • التفكير والاستدلال
  • يؤدي داء الزهايمر إلى صعوبة في التركيز والتفكير، وخاصةً حين يتعلق الأمر بالمفاهيم المجردة مثل الأرقام.

يكون القيام بأكثر من مهمة واحدة في الوقت نفسه صعبًا على وجه الخصوص. وقد تصعُب إدارة الشؤون المالية وموازنة دفاتر الشيكات ودفع الفواتير في الوقت المناسب. وفي النهاية، قد لا يتمكن الشخص المصاب بداء الزهايمر من تمييز الأرقام والتعامل معها.

 

إصدار الأحكام واتخاذ القرارات

يسبب داء الزهايمر تدهور في القدرة على اتخاذ قرارات وأحكام معقولة في المواقف اليومية. على سبيل المثال، قد يتخذ الشخص اختيارات سيئة داخل الأوساط الاجتماعية أو يرتدي ملابس لا تتناسب مع أحوال الطقس. وقد يصبح من الصعب على الشخص التعامل مع المشكلات اليومية. على سبيل المثال، قد لا يعرف الشخص كيف يتصرف في حال احتراق الطعام على الموقد أو كيف يتخذ القرارات أثناء القيادة.

التخطيط للمهام المشابهة وإجراؤها

تتحول ممارسة الأنشطة الروتينية التي يتطلب إكمالها عدة خطوات إلى مهمة عسيرة. وقد يشمل ذلك التخطيط للمهام وتحضير وجبة أو ممارسة اللعبة المفضلة.

وفي نهاية المطاف، ينسى الأشخاص المصابون بداء الزهايمر في المراحل المتقدمة كيفية أداء المهام الأساسية، مثل ارتداء الملابس والاستحمام.

ألزهايمر والتغيرات في الشخصية والسلوك

يمكن لتغيرات الدماغ المصاحبة لداء الزهايمر التأثير في الحالة المزاجية والسلوك. وقد تشمل المشكلات ما يلي:

  • الاكتئاب.
  • فقدان الاهتمام بالأنشطة.
  • الانسحاب الاجتماعي.
  • التقلُّبات المزاجية.
  • فقدان الثقة بالآخرين.
  • الغضب أو السلوك العدواني.
  • التغيرات في عادات النوم.
  • الهذيان.
  • فقدان القدرة على التحكم في النفس.
  • الأوهام، مثل الاعتقاد أن شيئًا ما قد سُرِق.
  • المهارات التي يُحافظ عليها.

رغم التغيرات الكبيرة التي تطرأ على الذاكرة والمهارات، فإن المصابين بداء الزهايمر يمكنهم الاحتفاظ ببعض المهارات حتى ولو تفاقمت الأعراض.

قد تشمل المهارات التي يحتفظ بها المريض عليها قراءة الكتب أو الاستماع إليها أو سرد القصص أو مشاركة الذكريات أو الغناء أو الاستماع إلى الموسيقى أو الرقص أو الرسم أو ممارسة الحِرف اليدوية.

ويمكن الاحتفاظ بذه المهارات لفترة أطول لأن أجزاء من الدماغ المتحكمة فيها تُصاب بالضرر في مراحل متأخرة من المرض.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى