Table of Contents
ثابت بن قرة
ثابت بن قرة بن مروان (221 هـ/836 م – 26 صفر 288 هـ/19 فبراير 901 م) عالم عربي اشتهر بالفلك والرياضيات والهندسة والموسيقى ولد في حرّان سنة 221 هـ وتوفي في بغداد سنة 288 هـ.
اسمه بالكامل هو: ثابت بن قره بن مروان بن ثابت بن إبراهيم بن كريا بن مارتياوس بن سلامون الحراني، وكنيته أبو الحسن كان على مذهب الصابئة، وكان من المقربين إلى المعتضد حيث قدمه إليه الخوارزمي المعروف، وهو أول من توصل لحساب طول السنة الشمسية حيث حددها بـ 360 يوما و6 ساعات و9 دقائق و12 ثواني (أي أنه أخطأ بثانيتين فقط).
عمل في الجامع الكبير في حران ثم انتقل سنة 848م إلى الرقة وأنشأ بها مدرسة عليا لتعليم الفلك والفلسفة والطب ومن تلاميذه، سنان إبراهيم ، ابن اخته البتاني، قرة بن قميطاء ، أيوب بن قاسم الرقي ، إبراهيم بن زهرون ، واسير بن عيسى وغيرهم من الرقة ومنطقة الجزيرة السورية ، وانتقل بعدها إلى بغداد .
اسهاماته العلمية ” ثابت بن قرة “
كان ثابت يجمع بين عدد كبير من العلوم، وقد نبغ فيها جميعا؛ فقد برع في الطب، كما نبغ في الرياضيات، وتفوق في الفلك، وأتقن عددا من اللغات التي يترجم وينقل منها في مهارة واقتدار، علاوة على إتقانه وتمكنه من اللغة العربية، ومن ثم فقد جاءت ترجماته تتسم بالسهولة والوضوح، وعباراته سلسلة بسيطة.
ويعد ثابت أحد أعلام الرياضيات المعدودين في عصره، وقد تعددت إنجازاته في هذا العلم في العصر الذي عاش فيه، وامتدت آثاره العلمية وفتوحه في علم الرياضيات إلى العصور التالية له؛ حتى استحق أن يطلق عليه لقب “إقليدس العرب”، ومن أهم إنجازاته في هذا العلم: دراساته القيمة عن الأعداد؛ حيث قسم الأعداد إلى قسمين: الأعداد الزوجية، والفردية، كما قسم العدد نفسه إلى أنواع ثلاثة: العدد التام والعدد الناقص والعدد الزائد، وأوجد طريقة سهلة لاستخراج الأعداد المتحابة، وهو يعد أول شرقي بعد الصينيين بحث في المربعات السحرية وخصائصها.
وبرع ثابت في علم الهندسة حتى قيل عنه إنه أعظم هندسي عربي على الإطلاق، وقال عنه “يورانت ول”: إنه أعظم علماء الهندسة المسلمين؛ فقد ساهم بنصيب وافر في تقدم الهندسة، وهو الذي مهد لإيجاد علم التكامل والتفاضل، كما استطاع أن يحل المعادلات الجبرية بالطرق الهندسية، وتمكن من تطوير وتجديد نظرية فيثاغورث، وكانت له بحوث عظيمة وابتكارات رائدة في مجال الهندسة التحليلية.
ويعرف ثابت كأحد الأطباء العرب المبرزين، وأحد أعلام عصره المعدودين، بل إن تأثيره قد امتد ليصل إلى القرون التالية له؛ فقد ظلت آثاره مرجعا مهمًا لطلاب العلم والباحثين في أنحاء الدنيا لعدة قرون، وكان ثابت من أوائل الرواد في جانب مهم من جوانب الطب لم يتطرق إليه كثير من الأطباء في عصره؛ فقد كان له اهتمام بالأمراض الجلدية، ومستحضرات وأدوية التجميل حيث تحدث عن الأمراض التي تصيب سطح جلدة الوجه مثل الكلف والقوابي، والآثار السود والبيض الناجمة عن الجدري.
وتطرق إلى أمراض الرأس فذكر أنواع الصداع الذي يعتري الإنسان، كما تعرض لأنواع الشقيقة، وذكر ما يقوي الرأس وينقي الدماغ من الأدوية والأغذية، كما تحدث عن الأغذية الضارة بالرأس والدماغ والذهن، وأوضح الأثر الضار للدسم والدهون على صحة الإنسان، وكان له باع طويل في الأمراض العصبية والعقلية والنفسية، واستطاع أن يشخص السكتة والصرع ويفرق بينهما، كما وصف التشنج وذكر أسبابه وعلاجه، ووصف عددا من الأمراض النفسية مثل الماليخوليا.
وله أيضا دراسات وأبحاث في مجال الأمراض الجنسية وأمراض الذكورة، وذكر أسبابها وأوضح أعراضها، كما تناول أمراض النساء والتوليد فتحدث عن اختناق الأرحام، وإدرار الطمث وحبسه، وأسباب الحمل وانقطاعه، وعسر الولادة، وكيفية إخراج الجنين الميت والمشيمة، واهتم أيضا بطب الأطفال، وله آراء قيمة في الكلام على زيادة اللبن وقطعه، والأمراض التي تصيب الأطفال كالحصبة والجدري.
وأثبت تفوقا ونبوغا في مجال طب العيون وتشريح العين، وبرع في أمراض الأنف والأذن والحنجرة؛ وتحدث عن أمراض القلب، وتطرق أيضا إلى أمراض الفم والأسنان؛ فذكر علل الأسنان وعلاجها، وأتى ثابت بمعلومات دقيقة في مجال أمراض الكلى والمثانة؛وتعرض لأسباب إدرار البول، وذكر العديد من الأدوية والأغذية المدرّة للبول، وتحدث عن التبول اللإرادي، وبيّن بعض الأسباب العضوية المسببة له مثل ضعف المثانة عند الأطفال والشيوخ.
مؤلفاته ” ثابت بن قرة “
ترك ثابت بعد حياة حافلة بالعلم والعطاء ثروة لا تنتهي، وكنزًا لا ينفد من العلم والمعرفة، ومن مؤلفاته الطبية: كتاب الذخيرة في علم الطب، كتاب في علم العين وعللها ومداواتها، كتاب في الجدري والحصبة، كتاب الروضة في الطب، رسالة في توليد الحصاة، مقالة في صفات كون الجنين، رسالة في اختيار وقت لإسقاط النطفة، تحديده لطول السنة النجمية.
ومن أهم مؤلفاته في الفلك: رسالة في حساب رؤية الأهلة، رسالة في حركات النيّرين، مختصر في علم النجوم، رسالة في سنة الشمس بالأرصاد، كتاب في آلات الساعات التي تسمى رخامات، كتاب في حساب خسوف القمر والشمس.
ومن مؤلفات ثابت الرياضية والهندسية: كتاب في الشكل الملقب بالقطاع، كتاب في مساحة الأشكال المسطحة والمجسمة، كتاب في قطوع الأسطوانة وبسيطها، مساحة المجسمات المكافية، قول في تصحيح مسائل الجبر بالبراهين الهندسية.
وفي الترجمة: كتاب الكيموس لجالينوس، كتاب جغرافيا في المعمورة وصفة الأرض لبطليموس، كتاب الأرثماطيقي في علم العدد لينقوماخوس الجراسيني. (وقد ترجمه ثابت بعنوان: المدخل إلى علم العدد)، كتاب الأصول الهندسية المنسوب إلى أرشميدس، كتاب الأشكال الكرّية لمنالاوس، كتاب المجسطي لبطليموس، كتاب الكرة المتحركة لأوطوليوقوس.
تلك المقالة ” ثابت بن قرة ” مقدمة لكم من موقع موهوبون