المجلةبنك المعلومات

دريد لحام .. غوار

دريد لحام .. غوار

ممثل كوميدي سوري، من أشهر نجوم الكوميديا في العالم العربي، وهو ذاكرة الفن السوري الذي جسد الاحباطات المعيشية اليومية للمواطن العربي، وهو قصة معبرة عن النجاح والتفوق وصاحب مشوار طويل مليء بالإبداع والتعب والمشقة، ويعتبر واحداً من أبرز الشخصيات الفنية في تاريخ سوريا، وكان قد قدم خلال مشواره الفني الكثير من الأعمال الفنية القيّمة على مستوى الإذاعة والتلفزيون والسينما والمسرح، وحظيت أعماله بدائرة مشاهدة واسعة على امتداد العالم العربي، كما كان أول مدير لمهرجان دمشق للفنون المسرحية 1969م.

ولد الممثل السوري الكوميدي الكبير دريد لحام في دمشق عام 1933م، من أب سوري وأم لبنانية، وهو الابن التاسع ‏لأسرة أنجبت عشرة أطفال، واجه منذ طفولته الأولى الظروف المادية الصعبة والفقر المدقع الذي تعيش فيه عائلته حيث ‏اضطرته ظروف الحياة الصعبة للعمل منذ صغره، ففقد سعادة الطفولة التي يمر بها كل إنسان ‏وتخلى عن اللعب والمتعة ليعمل حداداً، خياطاً، عاملا في مصبغة وبائعاً جوالا إلى جانب متابعة ‏دراسته في الثانوية.

‏وكان أول من نال شهادة “المتوسط” من بين إخوته، حيث كان الآخرون يعملون ويدرسون أيضا، ‏ولأن دريد كان ناجحاً فقد قررت أسرته التضحية من أجله، فالكل يعمل ليتعلم هو، وحصل ‏على الثانوية العامة بتفوق، فانتقل إلى جامعة دمشق لدراسة العلوم الفيزيائية والكيميائية، مع راتب قدره 137 ليرة سورية، ولشدة ‏حبه لوالدته وإحساسه بمعاناتها، قام بإهدائها فرنا لدى تقاضيه أول ‏راتب.

لم يكن لديه شيء ‏يعشقه إلا الفن الذي كان يرى فيه مستقبله الواعد حيث سنحت له الفرصة الأولى على مسرح ‏الجامعة حينما جسد دور فتاة استشهد والدها في فلسطين، وعقب تخرجه في الجامعة عمل مدرساً في بلدة صلخد جنوب سوريا حتى 1959م، ثم اتجه إلى التمثيل المسرحي فالتلفزيوني، واشتهر دريد لحام بشخصية “غوار الطوشة” الكوميدية، التي مثلها في مسلسلي “حمام الهنا” و”مقالب غوار” اللذين ذاع صيتهما في السبعينيات، وقدم العديد من الأفلام السينمائية الشهيرة، منها “خياط للسيدات” و”اللص الظريف” و”التقرير” و”الحدود”، وفي الثمانينيات قام ببطولة عدداً من المسرحيات السياسية للناقد والكاتب محمد الماغوط ومنها “كاسك يا وطن” و”غربة” وفي التليفزيون قدم عدد من الأعمال أشهرها “أحلام أبو الهنا” و”عودة غوار”.

وفي مجال الاسكتشات الكوميدية قام دريد لحام بأداء عدد منها وعرضها التلفزيون السوري في الستينات والسبعينات ومنها “فطوم فطومة”، “ألبندا”، “يا ست الحبايب يامو”، “يا نايم قوم”  و”إسبيرنسا”، و”يا بهية”، و”فاطمة”، وفي عام 1997م اختير سفيراً لمنظمة اليونيسيف في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.

وتناول الفنان الكبير في أعماله العديد من الموضوعات القومية المتعلقة بالواقع العربي كما هو الحال في فيلم “الحدود” الذي كتبه الراحل محمد الماغوط‏,‏ وكان من أخراجه وتمثيله فالفيلم يسخر من الحدود التي صنعها الاستعمار بين الدول العربية بعضها البعض‏,‏ حتي أصبحت هذه الحدود خطوطا حمراء لا يجوز لدولة أن تطمسها لتتوحد مع دولة أخري‏,‏ رغم وحدة اللغة والدين والثقافة التي يتغني بها العرب في المناسبات القومية‏، وتناول في فيلمه التقرير قضية الإصلاح السياسي.

وحصل الفنان الكبير دريد لحام على عدد من الأوسمة والجوائز منها وسام الاستحقاق السوري عام 1976م، ووسام الوشاح الأخضر الليبي عام 1991م، ووسام الأرز اللبناني من رتبة فارس عام 1999م، وشهادة تقدير من حاكم مدينة لوس انجلوس، وشهادة تقدير من اللجنة العربية الأمريكية لمكافحة التمييز، وشهادة تقدير من جمعية الصحفيين العرب الأمريكيين، ودرع الإعلام المصري، وقلّد الرئيس السوري بشار الأسد وسام الاستحقاق السوري من الدرجة الممتازة تقديراً لمسيرته الفنية الطويلة وأدواره المتنوعة والمتميزة، واختاره مهرجان القاهرة السينمائي الدولي في دورته الثلاثين ليترأس لجنة تحكيم الأفلام العربية الخاصة بجائزة وزارة الثقافة والتي تمنح مناصفة بين المنتج والمخرج.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى