هو سعود عبد الغني (52 عاما) يلقب بـ د. (كوول).. أستاذ هندسة في جامعة قطر من أصول سودانية.. لديه بحوث عديدة في مجال الطاقة المتجددة والتبريد والتكييف, طور نظاماً يوفر أجواء معتدلة ونقية للاعبين والمشجعين.. استخدم نظاماً يعرف بـ “فقاعة التبريد” الذي يعمل على تقنية الهواء وإعادة تدويره.. يعمل بسحب الهواء الساخن من الملاعب ثم تبريده عبر خزانات مياه عملاقة من خلال الطاقة الشمسية, وإعادة الهواء بارداً تحت مقاعد الجماهير.
سعود غالني يبلغ من العمر 52 عاما وحصل على الدكتوراه في الهندسة الميكانيكية من جامعة نوتنغهام في إنجلترا.
وهو متزوج وأب لثلاثة أطفال، جاء للتدريس في جامعة قطر في عام 2009، في الوقت الذي كانت فيه البلاد تستعد لتقديم عرض لاستضافة كأس العالم.
تقول قناة الحرة: في أحد الأيام تلقى مكالمة من جهة عليا في قطر تسأله: هل يمكنك تصميم نظام يحافظ على برودة الناس، حتى في الملعب الخارجي، في الدوحة، وحتى في الصيف؟
وقال عبد الغني مجيبا المتصل: بالتأكيد.
في عام 2015، واعترافا بأن درجات الحرارة المرتفعة، داخل وخارج الملاعب، يمكن أن تكون خطيرة، نقل الفيفا المسابقة من مواعيدها الصيفية التقليدية إلى أواخر الخريف.
ربما جعل التغيير مهمة عبد الغني أسهل، مع درجات حرارة خلال النهار تصل إلى 35 بدلا من 48 وأعلى، لكنه أصر على أن الموضوع لا يهم كثيرا.
وسيتم استخدام سبعة من الملاعب على مدار العام للأحداث الكبيرة، لفرق الأندية، لألعاب القوى الجامعية، وربما حتى كجزء من محاولة لاستضافة الألعاب الأولمبية.
هناك تكاليف، بالطبع، مالية وبيئية لتبريد الملاعب، ولن يكشف عنها “غني” والمسؤولون القطريون.
وتشير بعض التقديرات إلى أن تكلفة الملاعب الثمانية تبلغ 6.5 مليار دولار، وهو سعر لا يشمل التكلفة البشرية في الأرواح المفقودة والمشاكل الصحية المزمنة للعمال المهاجرين ذوي الأجور المنخفضة الذين قاموا ببنائها كما تقول الصحيفة.
وقد استمع “عبد الغني” إلى المنتقدين، بما في ذلك المخاوف المناخية. يذهب أكثر من نصف إنتاج الكهرباء في قطر إلى تكييف الهواء، وبينما ادعى تحليل الفيفا أن كأس العالم يمكن أن تكون محايدة للكربون، فإن النقاد يشككون في هذا الادعاء، مستشهدين بكل شيء من البناء الجديد في العقد الماضي إلى آلاف الرحلات الجوية من وإلى قطر خلال البطولة.
ورفض “عبد الغني” ومنظمو كأس العالم تقديم تكاليف أو بيانات عن الملاعب أو أنظمة التبريد.
كيف بردت الملاعب؟
المفهوم السائد في التصميم هو مبدأ علمي بسيط، الهواء الدافئ يرتفع، الهواء البارد ينزل.
لم يكن “عبد الغني” بحاجة إلى تبريد حجم الملعب بالكامل – فقط ستة أقدام أو نحو ذلك فوق الأرض حيث يلعب الرياضيون وفي المدرجات المنحدرة حيث يجلس الناس.
ويوضع الهواء البارد منخفضا موجها مباشرة إلى الملعب (للاعبين) أو إلى كل صف من المقاعد (للجماهير).
وتم تصميم كل ملعب بمظلة بيضاء دائمة لحماية المتفرجين من أشعة الشمس في معظم أوقات اليوم.
وهناك خزان مياه عملاق، مئات الآلاف من الجالونات، مخبأة خارج الملعب، بعيدا عن الأنظار وتستخدم الملاعب الماء البارد لتبريد الهواء.
وقال عبد الغني إنه في الليالي التي تسبق المباريات يتم تبريد الماء في الخزان إلى 5 درجات مئوية وقال إن الطاقة تأتي من مزرعة شمسية خارج الدوحة.
وأضاف غني “لدي مضختان فقط” ولدينا الكثير من المبادلات الحرارية، مثل راديتور السيارات تحت المدرجات. يتم سحب الهواء من الملعب إلى المبادل مع الماء البارد في الداخل، ثم يعود إلى الملعب باردا”.
عندما يتعلق الأمر بتوفير الهواء البارد، أراد غني الدقة. لم يكن يريد طريقة الطائرة لتوصيل الهواء البارد: انفجار في وجهك من خلال فوهة.
ويحتوي النظام على مستشعرات وكاميرات تعمل بالأشعة تحت الحمراء لإجراء تعديلات وتوجيه المزيد من الهواء البارد إلى أماكن مختلفة حسب الحاجة.
قصص النجاح
تقول جريدة الشرق القطرية: مثل تقنية تبريد استادات كأس العالم FIFA قطر 2022™إحدى أبرز قصص نجاح رحلة الإعداد لاستضافة البطولة، انطلاقاً من المكانة التي حظي بها كل من الابتكار والاستدامة،في صميم التحضيرات لتنظيم النسخة الأولى من المونديال في العالم العربي.
وقال الدكتور، أن جميع استادات المونديال جرى تزويدها بالتقنية المتطورة باستثناء وحيد لاستاد 974 الذي يمكن تفكيكه بالكامل، ويمتاز بتهوية طبيعية نظراً لإطلالته على مياه الخليج العربي.
وقال : “شكّل تحفيز الابتكار القائم على التكنولوجيا أحد الوعود التي التزمت بها قطر، وبذلت في سبيل تحقيقها جهوداً هائلة ضمن الاستعدادات لاستضافة البطولة، ونشهد حالياً تقنية التبريد المستخدمة في الاستادات وفي العديد من المرافق والمناطق في أنحاء الدولة. وأتطلع إلى المرحلة المقبلة التي يجري فيها تطوير هذه التقنية لإفادة المجتمعات الأخرى حول العالم”.