تمكنت المخترعة الفلسطينية (الكفيفة) هبة جاد الله فياض من ابتكار دليل للمكفوفين صممته ليكون مرشدا لهم يستدلون به في الطريق أطلقت عليه اسم “شروق”، والاختراع الجديد يرشد الكفيف إلى العوائق، التي تعترض سبيل تحركاته، ويصف له الأشياء من حوله، وهو مزود ببوصلة وهاتف خلوي، متصل بوحدة تغذية تكون في البيت وعداد أمتار، وعصا حساسة تعينه على السير في الطرقات.
ورعت هبة في اختراعها في التصميم أن يكون سهل الحمل، فصممته على هيئة حقيبة سياحية صغيرة، تلف خاصرة الكفيف وبداخلها جهاز صغير يصدر موجات فوق صوتية، من قطعة إلكترونية صغيرة تسمى’آلترا سونيك ترانس ميتر’، بحيث تقوم هذه القطعة بإرسال موجات فوق صوتية بشكل منتشر، وحين اصطدامها بأي جسم أو عائق، ترتد وتنعكس وتستقبلها قطعة إلكترونية أخرى’ آلترا سونيك ريسيفر’.
وأوضحت الطالبة هبة أن قطعة ‘الألترا سونيك ريسيفر’ تعالج الموجات المرتدة، وتحولها إلى إشارة كهربائية ضعيفة، تمر عبر دائرة تكبير ثم على دائرة تحكم، تعمل على توصيل الإشارة الكهربائية المكبرة بجهاز التنبيه، الذي يصدر صوتًا ينبه الكفيف للابتعاد عن العائق وأخذ الحذر منه.
الجهاز مزود أيضا بسماعة أذن، بإمكان الكفيف تركيبها إذا كان لا يرغب أن يسمع غيره صوت التنبيه، إضافة إلى أن التحكم ببعد المسافة التي يريد الكفيف أن ينبهه الجهاز بشأنها متروكة له ليحددها، علمًا بأن أقصى مسافة للتنبيه هي ثلاثة أمتار.
الفكرة بدأت تتبلور في عقل المخترعة منذ أن كانت في سن الرابعة عشر ومنذ هذا الوقت لم تتوقف هبة عن السعي والبحث عن من يساعدها في تنفيذ اختراعها، لكن كل من أطلعتهم على الفكرة من الفنيين والمهتمين في مجال الحاسوب والإلكترونيات، أجمعوا على استحالة تحقيق الفكرة؛ لانعدام الإمكانيات التي يحتاج إليها جهاز من هذا القبيل في غزة، إلا أن المخترعة صممت على تنفيذ فكرتها وبالفعل وفقها الله في أن يرى اختراعها النور.
وأشارت هبة إلى أن أستاذها في مركز المصادر رئيس قسم الاختراع بوزارة التربية والتعليم الذي أوحى لها الفكرة من العنكبوت والخفاش الذي يتحكم بأعماله عن طريق ذبذبات دون أن يرى.
ونوهت إلى أن فكرة الدليل بالإمكان استخدامها أيضًا للصم والبكم بإضافة جهاز آخر إلى الدليل إذا كان الإنسان فيه 3 إعاقات الصم والبكم وكف البصر.
واعتبرت أن المشكلة في تنفيذ الاختراع أنها تحتاج إلى طاقم عمل كامل من مبرمجين ومصممين وفنيين تقنيين لعمل الاختراع كاملة قائلة: ‘لم نتمكن خصوصًا في فلسطين أن نعمله على الفكرة الأساسية لأننا نحتاج إلى طاقم كبير’، مشيرة إلى أنها بحاجة إلى من يتبنى تطبيق تلك الأفكار وخصوصًا في فلسطين لترفع من مكانة وطنها دون أن تذهب إلى أي دولة أخرى لتنفيذها.
وهبة جاد التي تبلغ من العمر 18 عاما فقدت البصر في عينها اليمنى عندما كانت طفلة عقب سقوطها على الأرض وهي في الثانية من عمرها، وفشل الأطباء في علاجها، ما جعلها تشعر بمدى معاناة فاقدي البصر، وهذا كان الدافع الأساسي لتفكيرها في اختراعها الجديد.