شخصيات دينيةمبدعون
عبد الكريم الجيلي .. عفيف الدين الباحث عن “الإنسان الكامل”
عبد الكريم الجيلي فيلسوف الصوفية
Table of Contents
من هو عبد الكريم الجيلي ؟
عبد الكريم الجيلي | شاعر وفيلسوف صوفي، لا يقل في شعره عن ابن الفارض، وتقترب فلسفته في “وحدة الوجود” من الشيخ الأكبر محي الدين ابن عربي والإشراقي العميق شهاب الدين السهروردي، يميل في كتاباته إلى الغموض والرمز، منحازا إلى الإشارة قبل العبارة، والتلويح قبل التصريح، ومولعا بتقديم رؤيته الفلسفية في أبيات شعرية، مثلما تنبئنا قصيدته المعروفة “النادرات العينية”
عبد الكريم الجيلي وشعر الغموض
ومثل كتاباته الفلسفية يتسم شعره بالغموض مع رهافته، حيث يميل إلى الصور المفتعلة والتراكيب المعقدة، الغارقة في الاستعارة والتشبيه. ورغم مناداته بالعودة الدائمة إلى القرآن والسنة لأنهما الأصل والأساس لم يسلم الجيلي من تجريح خصومه، الذين ربما أساءوا فهم ما كتب، أو تعمدوا القدح فيه، واتهموه بأنه من المنادين بالحلول ووحدة والوجود، أو ربما لم يرق لهم ما طرحه من أفكار رمزية، واعتبروها تجديفا، أو خروجا على ما يرونه هم “الطريق المستقيم”.
عبد الكريم الجيلي وعبد القادر الجيلاني
هو عبد الكريم ابن إبراهيم الجيلي، يعود نسبه إلى الصوفي الكبير عبد القادر الجيلاني. ولد ببغداد سنة 767 هــ، ولقب بـ”عفيف الدين” و”قطب الدين”، وقد سار على درب التصوف هاربا من الصراع السياسي الضاري، والسباق المتوحش على منافع الدنيا وملذاتها، في ظل حكم التركمان. وقد اضطرته الظروف إلى أن يهاجر من بلد إلى آخر، وهو لا يجد ما يخفف من آلام نفسه، حتى استقر به المقام عند باب الشيخ إسماعيل بن الجبرتي في مكة المكرمة سنة 790 هــ، فوجد لديه ما يريد، واتبع خطاه، وحين عاد شيخه إلى مسقط رأسه، وهي بلدة زبيد باليمن، لم يصبر الجيلي على فراقه، فشد الرحال وراءه، وجلس إليه منصتا، حتى تعلم وتربى على النحو الذي أراد.
أسفار عبد الكريم الجيلي
وفي أسفاره التي شملت الهند وبلاد البراهمة طالع الجيلي فلسفات شرقية، لاسيما تلك التي تتحدث عن “الكمال الإنساني” وتأثر بها، وأعاد إنتاجها من منظور إسلامي أو قام بتبئتها في المعرفة الإسلامية، فرآها في ضوء النص القرآني والصوفي والأدبي، ولهذا نجد آثار تلك الفلسفات إلى جانب المعارف الإغريقية بتصوراتها ومصطلحاتها منعكسة في كتب الجيلي أو في مشروعه الذي ينطلق من أن المعرفة تمشي على عكازين، الأول هو العلم الضروري لخواص الناس وليس لعوامهم، والثاني هو العلوم اللدنية التي تقوم على الإلهام والأذواق وما ينجم عن الإيمان العميق بالله سبحانه وتعالى. وقد أتقن الجيلي اللغة الفارسيّة، حين حط به الرحال في بلاد فارس، وبها ألف كتابه الصغير “جنّة المعارف وغاية المريد والعارف”.
وهناك من يرى أن تأثر الجيلي بهذه الفلسفات الشرقية أو الأذواق والمواجيد الصوفية لا تعني أنه كان يجنح بعيدا عما يؤمن به المسلمون عموما من أن أساس الإسلام وأصله الثابت هو القرآن الكريم والسنة، حيث يقول:” ثم ألتمس من الناظر في هذا الكتاب بعد أن أعلمه أني ما وضعت شيئاً في هذا الكتاب إلا وهو مؤيد بكتاب الله أو سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، أنه إذا لاح له شيء في كلامي بخلاف الكتاب والسنة فليعلم أن ذلك من حيث مفهومه لا من حيث مرادي الذي وضعت الكلام لأجله فليتوقف عن العمل به مع التسليم إلى أن يفتح الله تعالى عليه بمعرفته، ويحصل له شاهد ذلك من كتاب الله تعالى أو سنة نبيه. وفائدة التسليم هنا وترك الإنكار أن لا يحرم الوصول إلى معرفة ذلك، فإن من أنكر شيئاً من علمنا هذا حرم الوصول إليه ما دام منكراً، ولا سبيل إلى غير ذلك، بل ويخشى عليه حرمان الوصول إلى ذلك مطلقاً بالإنكار أول وهلة، ولا طريق له إلا الإيمان والتسليم. واعلم أن كل علم لا يؤيده الكتاب والسنة فهو ضلالة، لا لأجل ما لا تجد أنت له ما يؤيده، فقد يكون العلم في نفسه مؤيداً بالكتاب والسنة، ولكن قلة استعدادك منعتك من فهمه فلن تستطيع أن تتناوله له بهمتك من محله فتظن أنه غير مؤيد بالكتاب والسنة، فالطريق في هذا التسليم وعدم العمل به من غير إنكار إلى أن يأخذ الله بيدك”.
عبد الكريم الجيلي والاتهام بالكفر والزندقة
لكن هناك من يرى أن هذا محض ادعاء، ويقولون إن الجيلي “لم يضع في كتابه شيئاً مطلقاً وافق الكتاب والسنة، بل جمع فيه من الكفر والزندقة أعظم من كل كفر الأولين والآخرين كيف لا وقد جعل كل من عبد شيئاً في الأرض فما عبد إلا الله. بل زعم أنه ليس في الوجود إلا الله، الذي خلق الوجود من نفسه لنفسه فليس هناك إلا هو فهو الرب والعبد، والشيطان والراهب، والسماء والأرض، والظلمات والنور، والحمل الوديع والذئب الكاسر”.
وفي نظرة أكثر عمقا، يجب الإقرار بأن الجيلي لم يقتصر على منهل واحد لمعارفه، فعلاوة على مطالعته للفلسفات الشرقية احتك في رحلاته بمدرستين دينتين أساسيتين في العالم الإسلامي، ففي مكة المكرمة التي وصلها أواخر سنة 799 هـــ، التقى بعض كبار المتصوفة، وأدار معهم حوارا عميقا حول مسائل عديدة، كما جلس إلى علماء الأزهر الشريف حين جاء إلى القاهرة سنة 803 ه /1302 م، وتبادل معهم النقاش في أمور الدين، وبها أنجز كتابه في علوم التصوّف المسمى “غنية أرباب السماع”، ثم غادرها متوجها إلى غزة.
وفي العشرين من عمره التقى الجيلي بالفقيه جمال الدِين المكدش (ت 790 ه / 1288 م) وتلقى عنه العلم، وبعده جلس إلى فقيه آخر وشاعر هو أبو محمّد الحكاك، لكن يبقى الجبرتي، شيخ الطريقة القادرية، هو الأكثر تأثيرا في الجيلي، حيث حببه في الذكر والسماع والمجاهدات الروحية. وعقب وفاة الجبرتي تولي مشيخة الطريقة خليفته أحمد بن أبي الرداد، فلازمه الجيلي سنوات، وتأثر بطريقته الفلسفية في التصوف.
مؤلفات عبد الكريم الجيلي
وطيلة رحلته العلمية وضع الجيلي ما يزيد على ثلاثين مؤلّفاً، في مختلف المواضيع الصوفيَّة والفلسفيَّة. منها ما رأى النور وتداوله الناس، ومنها ما لا يزال مخطوطاً مركونا على أرفف المكتبات. ومن أهم هذه الكتب: “المناظرات الإلهية” و”الكهف والرقيم” و”جنة المعارف وغاية المريد والعارف” و”القاموس الأقدم والناموس الأعظم” و”القصيدة العينية” و”قطب العجائب وفلك الغرائب” و”مراتب الوجود” و”الكمالات الإلهية في الصفات المحمدية” و”لوامع البرق الموهن” و”شرح الفتوحات المكية وفتح الأبواب المغلقات من العلوم اللدنية” و”كتاب الإنسان الكامل في معرفة الأواخر والأوائل”.
ويصف الجيلي تجربته الصوفية في ثلاثة أبيات من الشعر، تبين أنه من كبار العاشقين الهائمين الذائبين في ربهم، وأن له تجربة في هذا الصنف من الهوى يعجز عن قراءتها وفهم أسرارها حتى أهل الاختصاص، فها هو ينشد:
“لي في الغرام عجائب .. وأنا وربك ذو العجائب
قطبي يدور على رحى .. فلك تدور به الغرائب
رمزي الذي في الهوى .. أعيا قراءة كل كاتب”.
ولا يكتفي الجيلي بالشعر تعبيرا عن فلسفته، بل يذهب في مشاهداته إلى رسم لوحات فنية بديعة، تعكس ما يزعم أنه قد رآه بعينه وعايشه بنفسه، وهي قطع أشبه بما يبدعه كتاب “الواقعية السحرية”، وما تحفل به الملاحم والسير والأساطير الشعبية. فها هو يقول عما يسميها مشاهداته في السماء: “ثم إني رأيت ملائكة هذه السماء مخلوقة على سائر أنواع الحيوانات فمنهم من خلقه الله تعالى على هيئة الطائر وله أجنحة لا تنحصر للحاصر، وعبادة هذا النوع خدمة الأسرار ورفعها من حضيض الظلمة إلى عالم الأنوار، ومنهم من خلقه الله تعالى على هيئة الخيول المسومة، وعبادة هذه الطائفة المكرمة رفع القلوب من سجن الشهادة إلى فضاء الغيوب، ومنهم من خلقه الله تعالى على هيئة النجائب وفي صورة الركائب، وعبادة هذا النوع رفع النفوس إلى عالم المعاني من عالم المحسوس، ومنه من خلقه الله تعالى على هيئة البغال والحمير!! وعبادة هذا النوع رفع الحقير وجبر الكسير والعبور من القليل إلى الكثير ومنهم من خلقه الله تعالى على صرة الإنسان وعبادة هؤلاء حفظ قواعد الأديان، ومنهم من خلق على صفة بسائط الجواهر والأعراض وعبادة هؤلاء إيصال الصحة إلى الأجسام المراض، ومنهم من خلق على أنواع الحبوب والمياه وسائر المأكولات والمشروبات، وعبادة هؤلاء إيصال الأرزاق إلى مرزوقها من سائر المخلوقات، ثم إني رأيت في هذه السماء ملائكة مخلوقة بحكم الاختلاط مزجاً، فالنصف من نار والنصف من ماء عقد ثلجاً، فلا الماء يفعل في إطفاء النار ولا النار تغير الماء عن ذلك القرار”.
مكانة القلب والإيمان عند عبد الكريم الجيلي
ويعطي الجيلي القلب مكانه، ويربط الإيمان به، ويراه الأصل، بينما العالم كله الفرع، ويرى أن معرفة الإيمان مطلقة، لأنها متعلقة بالأسماء والصفات، وأن معرفة العقل متعلقة بالآثار، ويقول إن القلب يسع ثلاثة أشياء، أولها: وسع العلم، الذي يبلغ نهايته بمعرفة الله، إذ لا شيء في الوجود يعقل آثار الحق ويعرف ما يستحقه أكثر من القلب. وثانيها: وسع المشاهدة، حيث يمتلك القلب الإلهام الذي يمكنه من الإطلاع على محاسن الله، فيذوق لذّة أسمائه وصفاته بعد أن يشهدها. وثالثها وسع الخلافة، وتعني التحقق بأسماء الله وصفاته، حتى إنه يرى ذاته ذاته، فتكون هوية الحق عين هوية العبد، فينطلق في الوجود متصرفا فيه تصرف الوارث فيما ورثه.
وتدور فلسفة الجيلي في جزء منها حول مذهب وحدة الوجود، لكنه يطرح هذا بطريقة يمتزج فيها التصوف بالعلم، والعقل بالحدس، والبرهان بالعرفان، لينطلق من أنه لا وجود في الكون لغير الله، والإنسان جزء منه أو هو صورة من صور الله. والله عين الموجودات، وكلّ ما يفعله الإنسان هو فعل الله سبحانه وتعالى.
وكان للجيلي نظرة إلى الأديان غير السماوية تستحق النظر والتدبر، إذ كان يرى أن أتباع هذه الديانات يعبدون الله أيضا، لكن على طريقتهم الخاصة، ويطلقون على الله أسماء وصفات تقترب من تلك التي وردت في الكتب السماوية، بل تتطابق معها أحيانا، من حيث الرحمة والجلال والقدرة.
وفي حوار دار بينه وبين أهل الصوفية في مكة حول اسم الله الأعظم، الذي لا يعرفه إلاّ أولياء الله وقد اتّفقوا أنّ اسم الله الأعظم “هو”. فجادلهم الجيلي بقوله “هو” اسم إشارة إلى الغائب. أما الله فهو حاضر في كل ما حوله. وفي هذا ما يدل على أن الجيلي وصل إلى معنى أعمق في إدراك كنه الله، الخالق الباري، من ذلك الذي كان يفهمه مشايخه.
ويبقى من أهم ما تركه الجيلي هو كلامه عن “الإنسان الكامل” في كتاب حمل الاسم ذاته، ألفه في ذروة نضوجها الفكري، وبعد اكتمال تجربته الروحية، فحوى أسرارا من العلم اللدني، وصار سبب ذيوع صيت صاحبه في الأوساط الصوفية، لاسيما أنه تناول مقامات الأولياء أو أهل الله وخاصته، ثم شرح مقام الإنسان الكامل الذي هو في نظره “القطب الذي تدور عليه أفلاك الوجود من أوله إلى آخره، وهو واحد منذ كان الوجود إلى أبد الآبدين”، ويرى أن الرسول الكريم نموذجا عظيما للكمال الإنساني، فهو الإنسان الكامل بالاتفاق وليس لأحد من الكمل ماله من الخلق والأخلاق، وأن الأولياء هم النماذج البشرية الأقرب إليه. ويمدح الجيلي كمال الرسول في قصيدة طويلة تنتهي بالأبيات التالية:
“الله حسبي ما لأحمد منتهى
وبمدحه قد جاءنا فرقانه
حاشاه لم تدرك لأحمد غاية
إذ كل غايات النهى بدآنه
صلى عليه الله مهما زمزمت
كلم على معنى يريح بيانه
والآل والأصحاب والأنساب
والأقطاب قوم في العلا إخوانه”.
ثم يستفيض في شرح خصائص هذا الصنف من البشر فيقول: “الإنسان الكامل مقابل لجميع الحقائق الوجودية بنفسه، فيقابل الحقائق العلوية بلطافته، ويقابل الحقائق السفلية بكثافته، فأول ما يبدو في مقابلته للحقائق الخلقية يقابل العرش بقلبه، قال عليه الصلاة والسلام ( قلب المؤمن عرش الله) ويقابل الكرسي بإنيته، ويقابل سدرة المنتهى بمقامه، ويقابل القلم الأعلى بعقله، ويقابل اللوح المحفوظ بنفسه، ويقابل العناصر بطبعه، ويقابل الهيولي بقابليته، ويقابل البهاء بحيز هيكله، ويقابل الفلك الأطلس برأيه، ويقابل الفلك المكركب بمدركته، ويقابل السماء السابعة بهمته، ويقابل السماء السادسة بوهمه، ويقابل السماء الخامسة بهمه، ويقابل السماء الرابعة بفهمه، ويقابل السماء الثالثة بخياله، ويقابل السماء الثانية بفكره، ويقابل السماء الأولى بحافظته … ويقابل القمر بالقوى السامعة، ثم يقابل فلك النار بحرارته، ويقابل فلك الماء ببرودته، ويقابل فلك الهواء برطوبته، ويقابل فلك التراب بيبوسته، ثم يقابل الملائكة بخواطره، ويقابل الجن والشياطين بوسواسه، ويقابل البهائم بحيوانيته، ويقابل الأسد بالقوى الباطشة، ويقابل الثعلب بالقوى الماكرة، ويقابل الذئب بالقوى الخادعة، ويقابل الفرد بالقوى الحاسدة، ويقابل الفأر بالقوى الحريصة، وقس على ذلك باقي قواه، ثم إنه يقابل الريح بالمادة الدموية، ويقابل التراب بالمادة السوداوية، ثم يقابل السبعة الأبحر بريقه ومخاطه وعرقه ونقاء أذنه ودمعه وبوله … ويقابل الجوهر بهويته وهي ذاته، ويقابل العرض بوصفه، ثم يقابل الجمادات بأنيابه، فإن الناب لا يلتحم بشيء، ثم يقابل الناب بشعره وظفره، ويقابل الحيوان بشهوانيته، ويقابل مثله من الآدميين ببشريته وصورته، ثم يقابل أجناس الناس، فيقابل الملك بروحه”.
عبد الكريم الجيلي فيلسوف الصوفية
وفي كتابه “عبد الكريم الجيلي فيلسوف الصوفية” يمدح د. يوسف زيدان نظرية “الإنسان الكامل” تلك، ويرى أن الرجل نجح في أن يعرضها بشمول وبساطة رغم عمقها وتجريدها. ويرى أن هذا الإنسان هو الولي، عند الجيلي، وهو شخص داوم على ممارسة رياضة روحية ومجاهدة نفسية حتى قربه الله إليه واجتباه، وتجلى عليه بذاته.
وحتى يصل الإنسان إلى هذا المقام الرفيع فعليه أن يمر بثلاث مراحل، أو بمعنى أدق برازخ، الأول هو التحقق بالأسماء والصفات الإلهية، فينزع عن نفسه الخصال السئية كالبخل والجبن ويستبدلها بخصال حميدة كالكرم والشجاعة.
والثاني هو إفاضة الحقائق الإلهية على الإنسان، وهي جليلة لا تكاد توصف، والثالث هو بلوغ مقام “كن” الذي يعني الإتيان بأمور تبدو عجيبة على سائر الخلق، وخرق العادات التي ألفها البشر، وهي ما تسمى بالكرامات.
وبعد رحلات وأسفار طويلة استقر المقام بالجيلي في زبيدة باليمن، وفيها لقي ربه. واختلف الناس في تحديد تاريخ وفاته، فأقر البغدادي في “الهداية” أنه توفى سنة 828 هــ، فيما يقول حاجي خليفة في كتابه “كشف الظنون” أن تاريخ الوفاة هو 805 هــ. وبينما يؤكد البعض أن مدفنه كان في اليمن، يقول آخرون إن مدفنه في بغداد، وله فيها قبر يزار.
د/ عمار على حسن