فاطمة رشدي .. سارة برنار الشرق
هي ممثلة ومنتجة مسرحية وسينمائية أبهرت الجميع بفنها وجمالها, وصفها النقاد لكثرة مواهبها بـ”المعجزة الفنية” التي لا تكرر, وبعد وفاتها ظلت ذكراها في قلوب الملايين من عشاق السينما العربية حتى وقتنا الحالي.
ولدت فاطمة رشدي في 15 فبراير من عام 1901م في مدينة الإسكندرية حيث عملت مع شقيقاتها بالفن, فقد كانت شقيقتيها رتيبة وأنصاف رشدي تعملان بالتمثيل وشقيقتها عزيزة رشدي تعمل في مجال الرقص .
بدأت فاطمة رشدي حياتها الفنية في فريق الكورس والإنشاد مع سيد درويش ونجيب الريحاني، وبدأت حياتها المسرحية كممثلة في مسرحية “البدوية” عام 1919م مع فرقة عبد الرحمن رشدي ثم أسست بعد ذلك فرقة مسرحية باسمها عام 1937م وقامت بتمثيل أكثر من مائة مسرحية في الفترة من عام 1919م وحتى عام 1965م، كما شاركت بالتمثيل السينمائي في نحو 16 فيلما من عام 1938م إلى عام 1955م.
وتزوجت فاطمة رشدي خمس مرات وكان زوجها الأول هو المخرج المسرحي عزيز عيد عام 1933م وأنجبت منه أبنتها الوحيدة عزيزة عام 1934م وكان من بين من تزوجتهم أيضا المخرج السينمائي كمال سليم أحد رواد السينما المصرية وصاحب فيلم “العزيمة” أحد أهم الأفلام في بدايات السينما المصرية، كما تزوجت أيضا من المخرج السينمائي محمود عبد الجواد.
ومن أهم الأفلام السينمائية التي شاركت فيها فاطمة رشدي فيلم “فاجعة فوق الهرم” الذي أخرجه إبراهيم لاما عام 1928م وفيلم “الزواج” عام 1933م وفيلم “الهارب” عام 1936م، وفيلم ” ثمن السعادة” عام 1939م، وفيلم “العزيمة” الذي أخرجه كمال سليم في عام 1939م، وفيلم “إلي الأبد” لنفس المخرج عام 1941م، وفيلم ” العامل” عام 1943م وهو من إخراج احمد كامل مرسي، وفي نفس العام شاركت في فيلم “الطريق المستقيم” الذي أخرجه توجو مزراحي.
وفي عام 1945م اخرج لها محمد عبد الجواد فيلم “مدينة الغجر”، وفي نفس العام اخرج لها يوسف وهبي فيلم “بنات الريف”، وشاركت في فيلم “غرام الشيوخ” عام 1946م من إخراج محمد عبد الجواد وفيلم “عواصف” من إخراج عبد الفتاح حسن في نفس العام وفيلم “الطائشة” من إخراج إبراهيم عمارة في نفس العام أيضاً.
كما شاركت في أفلام “الريف الحزين” عام 1948م و”الجسد” عام 1955م وهو من إخراج حسن الإمام و”دعوني أعيش” لأحمد ضياء الدين في نفس العام.
ومن بين هذه الأفلام أربعة من إنتاجها وهي أفلام ” تحت سماء سحابة مطر”، و”الزواج”، و”مدينة الفجر” و”الطائشة” وهناك فيلم واحد فقط من تمثيلها وإنتاجها وإخراجها وهو فيلم “الزواج” ، وهي بذلك تعتبر ثاني فنانة مصرية تقوم بإخراج الأفلام بعد الفنانة عزيزة أمير إحدى رائدات السينما المصرية والتي عاشت في نفس الفترة تقريبا وهي التي قامت بإنتاج وتمثيل فيلم ليلى عام 1927م وهو أول فيلم مصري طويل في رأي أغلب مؤرخي السينما المصرية .
وتعتبر ” فاطمة رشدي ” أول نجمة مسرحية في تاريخ التمثيل في مصر ومن أكبر نجوم التمثيل المسرحي العربي في القرن العشرين، وقد أمتد نجاحها إلى العديد من الدول العربية حيث قدمت في عدد منها كالعراق وتونس عروضها المسرحية ولكنها لم تحقق النجاح الذي حققته في المسرح في أدوارها السينمائية والتي كان أشهرها دورها في فيلم “العزيمة” الذي أخرجه كمال سليم عام 1939م وقد لقبت فاطمة رشدي “سارة برنار مصر” وكان لديها هوس وحب وولاء منقطع النظير لفن التمثيل في تلك الفترة المبكرة.
وفي أواخر الستينات اعتزلت فاطمة رشدي الفن وانحسرت عنها الأضواء مع التقدم في السن وكانت تعيش في أواخر أيامها في حجرة بأحد الفنادق الشعبية في القاهرة ، إلى أن كشفت جريدة الوفد المصرية المعارضة عن حياتها البائسة التي تعيشها ،ثم تدخل الفنان فريد شوقي لدى المسؤولين لعلاجها على نفقة الدولة وتوفير المسكن الملائم لها وتم ذلك بالفعل، إلا أن القدر لم يمهلها لتتمتع بما قدمته لها الدولة، لتموت وحيدة تاركة ورائها ثروة فنية عملاقة وكان ذلك في 23 يناير من عام 1996م عن عمر يناهز 84 عاماً.