ولد كريم أحمد، 31 عام، بمرض متلازمة داون، فحرصت والدته على أن تجعل منه شخصا ناجحا رغم أي شئ، مرت السنوات واجتاز كافة المراحل التعليمية بنجاح تام بداية من المرحلة الابتدائية حتى شهادة الدبلوم المهني المعتمدة من وزارة التربية والتعليم، وحسب قول والدته إيمان زكي، درس فيها الأعمال المهنية وتخصص في الأشغال اليدوية “التريكو” حيث وجد في هذه الحرفة مساحة لإظهار حسه الفني في اختيار الألوان وتنسيقها.
كريم الشاب الثلاثيني لم يقصر حياته داخل جدران غرفته التي وصفتها والدته في حديثها لـ”الوطن” بورشة صغيرة لتنفيذ أعماله اليدوية، بل قرر أن يبحث عن عمل خاص به حتى عُين موظفا إداريا بدار الكتب والوثائق القومية منذ عام 2010 وعرف بمهارته وحبه لعمله بين زملائه.
إبداع “كريم” في المشغولات اليدوية والرسم تخطى حاجز منزله الصغير وأصبح سببا في مشاركته بالعديد من المسابقات، وانتقل من مرحلة التعلم إلى التعليم، “اشترك في مبادرة كوني منتجة للمجلس القومي للمرأة سنة 2018 وعلم فيها بنات فرقة النور والأمل الشهيرة أعمال يدوية النول والأشغال اليدوية”، وفقا لوالدته.
المركز الأول بمسابقة مهرجان “الأفروصيني”السنوي الذي تعقده مؤسسة أولادنا لدعم ورعاية ذوي الاحتياجات الخاصة، كان من نصيب كريم في العام الماضي، عن أعماله اليدوية التي نفذها أمام لجنة التحكيم كانت خطوة لمشاركته في مؤتمر”قادرون باختلاف” الذي عقده الرئيس عبد الفتاح السيسي في ديسمبر الماضي في ختان عام ذوي الاحتياجات الخاصة.
مواهبه في الأعمال اليدوية والرسم لفتت أنظار المؤسسات المعنية بهذه الفئة، حتى وقع الاختيار عليه لرئاسة لجنة الأشغال اليدوية في مبادرة”مشروع تنمية وطن”، ما كان حافزا لـ”كريم” لبذل مزيد من الجهد في أعماله اليدوية التي أهدى بعضها لعدد من الوزراء خلال المؤتمرات التي يشارك بها، وفي حديث والدته أكدت أنه أهدى لوحة لآية قرآنية مشغولة يدويا لوزيرة البيئة الدكتورة ياسمين فؤاد والدكتور أشرف صبحي وزير الشباب والرياضة، خلال العديد من الفعاليات.
كريم الذي يجيد قراءة الإنجليزية والفرنسية، التحق مؤخرا بمشروع الألف قائد أفريقي المقام في كلية الدراسات الأفريقية بجامعة القاهرة، بعد أن اشتهر بموهبته في الأعمال اليدوية، “فرحانة إن الناس بقت تشوف موهبة كريم وهو بقا بيحب موهبته وبيجتهد دايما للأحسن”، حسب تعبير الأم.