لَو كان لديك طفل استشعَرت فيه بَادرة موهبة، فهذا يَستوجب نوعاً خاصاً من الرعاية لتنمية قدرات طفلك، حتى لا تموت الموهبة قبل نضجها.
علماء نفس الطفل وجَدوا مؤخراً أن نِسبة كبيرة من الأطفال الذين يَتمتعون بمواهب مميزة يَكوُنون نِتاج اهتمام مُبكر بتلك الموهبة.
وهذا يُخبرك بالأهم عَلى الإطلاق: المَوهبة الصافية دون تَنمية قد تصدأ، وتَتلاشى مثلها مثل غيرها من الأشياء. لذلك طوّر عُلماء علم نفس الطفل عدة أفْرُع بحثية لمُلاءمة عملية تنمية مواهب الأطفال وتطويرها، بَجميع أنواعها.
Table of Contents
فيما يلي، نقدم لك مُلخصاً لـ 7 طُرق لتنمية مَوهبة طفلك وتطويرها:
1- حرية الاختيار
لا تَفرض رؤيتك للأشياء لتنمية قدرات طفلك، ينسَى الآباء أحياناً تلك الحكمة المهمة. لأن الأطفال عادة ما يحَاولون عن وَعي، أو دون وَعي أن يُدركوا أحلامهم، وطُموحاتهم التي لم تَتحقق بعد. لذلك من الأفضل للأبوين أن يدركا، ويهتَما باختيار طِفلهما، واهتماماته النابعة من داخلِه.
2- التشجيع
شجّع الهوايات الأسَاسية، التي هي القَاعدة الأولّية للمَوهبة. لا تركّز تَشجيعك على نشاط بعينه، أو هواية مُحددة. لو أظهر طفلك شغفاً بالموسيقى، والألحان مثلاً؛ لا تُحدد الموسيقى في أنواع معينة من الآَلات.
خُذ طفلك إلى مَدرسة لتعليم الموسيقى، ولو رأيته مُهتماً بالرياضة، ألْحِقه بنادٍ رياضي شامل. أنت بفعل ذَلك تُساعد الطفل على الولوُج إلى “عَالم المَوهبة” بشكل مبدئي.
3- لا تُشكك
لا تُشكك في قدرات لتنمية قدرات طفلك، وإمكانياته. لا تُقارنه بطفل آخر له إنجاز، أو مَوهبة مُشابهة حتى لو كان الآخر يَفعل أفضل مما يفعله طِفلك، وإلا فَقَد طفلك الاهتمام بما يُحب فعله، جزء من تنمية المَوهبة هو إشعار الطفل بالتميز، ولو شَعر بأنه موهوب فَتلك أول مَرحلة في إدراك القدرة المُتميزة. قَدّم له الدعم دون أن تُشعره بأن هنُاك أفضل مما يفعله.
4- توفير الجو والأدوات الضرورية
دعْ طِفلك يفعَل ما يُثير اهتمامه. كَي تستطيع القَول بأنك تفعل ذلك فيَجب عليك إدراك أهم شيء: طِفلك لن يستطيع أن يبدع في مجال مَا إلا ولديه كُل الأدوات، والأغْراض التي سَتُيسّر عليه إطلاق العنان لما بداخله.
لو كَان مُهتماً بالرسم مثلاً، زوده بكل الأدوات التي قد يحتاجها من ألوَان، وفُرش، ولَوحات. لو كان مهتماً بالرياضة، اجلب له المَلابس، أو الألَعاب الرياضية الملائمة لرياضَته التي اختارها بنفسه.
5- لا تَنتقد
لا تَنتقد طِفلك، ولا تُشعره أنه لم يَفعل المُتوقع لتنمية قدرات طفلك، أو لَم يحاول بما فيه الكفاية. امدح ما فَعله، وقَدّر جُهْده، وليس موهبته، أو حظه. لابد أن يَشعر الطفل أن هُناك فَارِقًا بين قدراته، وبَين مَجهوده المَبذول، وكيف يُوظف كليهما لإنتاج أفضل ما لديه دون انتقاد، أو توجيه.
6- المسار ليس إجبارياً
لو رفَض طفلك الاندماج في نشَاط، أو رياضة، أو مجموعة لا تُجبره على العَودة إليها حتى لو اختارها هو بنفْسِه مسبقاً. حاول اكتشاف الشيء الذي يَجعله غير مهتم بممارسة هوايته أو نَشاطه المفضل لتنمية قدرات طفلك. من الأفضل أن يُغير نشاطًا أو رياضةَ في السَنوات الأولى لكَونها مرحلة استكشافية في الأساس. بمُحاولاتك لإجبَاره على العَودة لهوايته الأساسية؛ قَد تفسد رغْبته في ممارسة أي شيء.
7- وسّع الحدود
ابحث عن الطُرق المُناسبة لتوسيع مدى موهبة طفلك، لو كَانت موهبته ذهنية، فالأمثل لها فُصول الرياضات الذهنية ومسابقاتها. كَذلك بالنسبة للرياضات البدنية، أو الأنشطة الفنية. اجلِب له بعض الكُتب المفيدة لتَعليمه عن الشَخصيات الرائدة في النَشاط الذي يحبه. وعندما يبدأ الطفل في تَكوين مَثل أعْلَى، يكون هذا بِمثابة احتراف مُبكر له في المَجال الذي أظهر فيه النبُوغ.
بشكل عام، يجب على الآباء إدراك أن المَوهبة ليست بعيدة عن أطفالهم حَتى وإن لم يظهروها، أغلبية الأطفال يُظهرون موهبة ما، لكن يتسبب عدم اهتمام الآباء بها في ضعفها، أو فقدانها تماماً.