مبدعونشخصيات أدبيهنابغون

مبدعون بلا نقاد..وجوه مضيئة في الظلال

مبدعون بلا نقاد..وجوه مضيئة في الظلال

يتناول هذا الكتابُ مجموعة من القراءات لأجيال مختلفة من كُتّاب الرواية والقصة القصيرة، وهي أجيال – في أغلبها – لم تحظ باهتمام النقاد كما حظي غيرهم، وهم المبدعون الكبار سعد مكاوي وعبدالرحمن الشرقاوي ويوسف جوهر وأمين ريان، إضافة إلى كُتّاب موهوبين مثل محمد مستجاب وفؤاد قنديل وغيرهما ممن لم ينالوا حظهم من إعادة القراءة والبحث؛ فهذا الكتاب يقدم لهم بعضًا من الجهد جزاءً لعطائهم، فكانوا نجوم الظل ووجوهه المضيئة.

يقدم المؤلف عبدالغني داوود في كتابه الصادر عن الهيئة المصرية العامة للكتاب هذه القراءات المختلفة من خلال 25 مقالاً تتناول أعمال هؤلاء المبدعين وإنجازاتهم الأدبية. ويستهل بدايته مع الكاتب سعد مكاوي الذي يصفه أنه عاش فقيرًا رغم موهبته النابضة.

وقد لد مكاوي في 16 أغسطس 1916 وتوفي في 11 أكتوبر 1985، وخلال هذه السنين التسع والستين حاول دراسة الطب في فرنسا لكنه سرعان ما تحول إلى دراسة فلسفة الجمال وعاد إلى مصر ليعمل في الصحافة عبر جرائد المصري والشعب والجمهورية، وقدم العديد من المجموعات القصصية، منها «نساء من خزف» و«قهوة المجاذيب» و«مخالب وأنياب» و«راهبة من الزمالك» وغيرها.

وتعتبر روايته الأشهر «السائرون نياماً» الصادرة عام 1965 رواية كونية سحرية للعالم، حيث يقدم مكاوي رؤية تاريخية تنمحي فيها الحدود بين الأحياء والجماد؛ وتكتسب الظواهر خواص وقدرات مميزة، ملتقطًا الأسرار التي تختفي تحت مظاهر الواقع، محاولًا فك طلاسمه وأحداثه التي لا تخضع للشروط المنطقية أو الاجتماعية، محاولاً التقاط السر الكامن في أحشاء الواقع دون أن يجهد نفسه في تبريره أو شرحه.

أما عن آخر أعماله رواية «لا تسقني وحدي» فهي عمل روائي أشبه بالقصيدة الطويلة، وهي امتداد لبعض أعماله القصصية والروائية التي أبدعها على فترات مختلفة. ويقول مكاوي: «لا تسقني وحدي، فما عودتني أني أشح بها على جلاسي..أنت الكريم ولا يليق تكرما أن يعبر الندماء دور الكأس».

وينتقل الكاتب عبدالغني داوود من عالم سعد مكاوي إلى عالم يوسف جوهر، الروائي وكاتب القصة القصيرة منذ الثلاثينيات، لكنه من جيل المظلومين الذين قاطعهم النقاد وظل الكثير من أعماله الأدبية بعيدًا عن تناول النقاد، ويقول المؤلف: كانت لجوهر علاقة خاصة بالرواية المصرية؛ إذ كان بينهما علاقة عشق منذ بداية حياته الأدبية؛ فقدم أولى رواياته «جراح عميقة» عام 1942، وفجأة هجر الرواية وتوجه إلى السينما بسحرها الخاص.

ويصل مؤلف الكتاب إلى الأديب الشهير عبدالرحمن الشرقاوي الذي آمن منذ بداية حياته الأدبية في أوائل الأربعينيات بأن الكلمة سلاحه الوحيد الذي يخوض به معاركه التي خاضها في العلن وفي وضح النهار دون لجوء إلى نضال سري ينادي بالتقدمية والماركسية؛ حتى أصبح أحد أعلام هذا الاتجاه ومن أشهر شخصياته.

وقال عنه الناقد جلال العشري عام 1975 بمناسبة فوز عبدالرحمن الشرقاوي بجائزة الدولة التقديرية آنذاك: «تصدر أعماله عن خلفية أيديولوجية واعية قادرة على إدراك جدية الصراع بين الظروف التاريخية والاجتماعية وبين وعي الكاتب في التفسير وانفعاله في التعبير.

ذو علاقة إيجابية ودينامية بين الشرقاوي والقرية، وبالتالي بينه وبين الأرض والفلاح، فهو لا يصورها من الخارج، بل يعيها من الداخل، ولا يقدمها كصورة؛ بل كتجربة، ولا يطرحها بقصد الفرجة، ولكن بهدف إثارة الفعل والانفعال ناشدًا للمطالبة بالثورة ولفرض إرادة التغيير».

كما يرصد الكتابُ الروائي والكاتب أمين ريان، الذي نشر روايته الأولى «حافة الليل» في عام 1954، ويصور ريان في هذه الرواية الحياة الحقيقية للفنان العربي في مصر والعقبات التي تقوم في وجهه من البيئة والمجتمع.

أمنية عادل- البيان الاماراتية

 

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى