مع الإنترنت انفتحت أمام الراغبين في التعلم وتنمية الشغف الذي لديهم آفاقًا واسعة، سواء عبر فيديوهات التعليم المجانية التي تتيحها مواقع مثل اليوتيوب، أو عبر المساقات المفتوحة ما تحتاجه فقط فضلاً عن الشغف، الصبر والمثابرة. ويبدو أن الطفل الهندي محمد حسن علي 14 عامًا، ابن ولاية جيدر آباد, آتاه الله ما مكنه من فعل ذلك، فضلاً عن استمراره في مساره التعليمي المعتاد، تلميذًا في الصف السابع.
ففي الصباح الباكر، وفي الساعة الثامنة والنصف يبدأ يومه الدراسي، والذي ينتهي في الساعة الثالثة عصرا، وما بين الرابعة والخامسة ينهي واجباته المدرسية، بعدها يلعب لمدة نصف ساعة، وما بين السادسة إلى الثامنة يذهب إلى معهد للتدريب، ليقوم بتعليم طلبة بكالوريوس وماجستير الهندسة مادتي التصميم والرسم الهندسي اللتين تعلمهما ذاتيا عبر الإنترنت، وقد قام بالتدريس حتى الآن، وعلى مدار عام، لطلبة من 30 كلية تقنية مجانًا، آملًا أن يساهم في تحسين مستوى التعليم الهندسي الهندي.
كان حافز محمد حسن على التعلم والتعليم، هو مشاهدته لفيديو على اليوتيوب حول الهنود في كندا وأستراليا والولايات المتحدة الذين يقومون بوظائف غريبة وغير مناسبة، وهو ما أثار دهشته لأنهم يفعلون ذلك بعد أن تعلموا 16 عاما في بلادهم، لماذا يفعلون ذلك؟ وهو ما جعله يفكر ما الذي ينقص المهندسين الهنود، وتوصل إلى أنهم يفتقدون إلى شيئين: المهارات التقنية، ومهارات التواصل. ولأنه كان لديه شغف بالتصميم لذلك بدأ في تعلمه وتعليمه. ويأمل محمد أن يسهم في تعليم 1000 طالب هندسة هندي بنهاية عام 2020.
لا يحدث هذا كل يوم، أن تجد يافعا صغيرا يعلم من هم ضعف سنه تقريبا، بعض المواد التخصصية التي تعلمها ذاتيا، ولا ينبغي أن يكون ذلك بابا للتوهم، أو الادعاء، أو الخيال.
وفي المقابل لا ينبغي أن يغلق الخوف من كل ذلك الباب أمام بعض الاستثناءات التي يجود بها الزمان أحياناً.
د. مجدي سعيد