شخصيات دينيةمبدعون

محمد ناصر العزاوي .. منشد الرافدين وأستاذ المقامات العراقية

 محمد العزاوي.. هو الإمام والشيخ القارئ، والمنشد الإسلامي، وهو الرجل الذي كان له تأثير بالغ في قراءته للقرآن الكريم، وأناشيده الإسلامية والروحانية؛ بصوته العذب، ومشاعره الإيمانية، والتي تركت أثرها في أجيال من أبناء الأمة. عُرف العزاوي بكونه قارئا متقنا للقرآن الكريم ومنشدا عراقيا بارزا، حيث لُقّب بـ”منشد الرافدين” و”أستاذ المقامات العراقية” و”أستاذ المنشدين”.

من هو الشيخ القارئ محمد العزاوي (رحمه الله)؟

محمد العزاوي قارئ قرآن ومنشد عراقي، ويلقب بـ”منشد الرافدين” و”أستاذ المقامات العراقية” و”أستاذ المنشدين”.
تأثر العزاوي بوالده -الذي كان إماماً في محافظة ديالى بالعراق- فدرس بكلية الشريعة الإسلامية في جامعة بغداد، وتخرج منها عام 1997، وحصل على درجة الماجستير في التخصص نفسه. وعمل إماماً لعدة مساجد داخل العراق، وفي عجمان في الإمارات العربية المتحدة.

كان هدف الشيخ العزاوي النهوض بالفن الإسلامي العراقي، إذ كان يرى أن فن النشيد الإسلامي تراجع بسبب الظروف السياسية التي عصفت بالبلاد بعد الغزو الأميركي عام 2003.

الموازنة بين كلمات النشيد وطريقة الأداء واللحن

وقد قال الشيخ محمد العزاوي (رحمه الله): إن أشهر المقامات التي اشتهرت بين الفنانين مقام الكرد، ويرى أن المنشد المتمكن يعرف كيف يوازن بين كلمات النشيد وطريقة الأداء واللحن، بما يشبه القراءة التصويرية للقصيدة.

وهو شارك بالعديد من المهرجانات الإنشادية في جدة والشارقة، ويقول عنه أخوه مصطفى العزاوي، المنشد في قناة طيور الجنة سابقا، إنه تأثر بأخيه وتعلم منه، إذ كان يصطحبه إلى المهرجانات الدينية، ويعلمه التجويد والمقامات، فشق هو الآخر الطريق نفسه في الأردن، واتبع منهج أخيه، الذي يصفه بأنه بمثابة أبيه.

وانتقل للإقامة في الإمارات العربية المتحدة عام 1998، ومن هناك شق طريقا نحو نشر “فنه الإسلامي”، الذي لاقى حضوراً واستماعاً في منطقة الخليج، قبل أن يعود إلى بغداد. ولكن القيود التي يعاني منها “جواز السفر العراقي” حالت دون قدرته على التنقل والمشاركة في مهرجانات دعي إليها.

العمل في قناة المجد

وفي هذا الصدد يقول في أحد حواراته “أتلقى عشرات الدعوات من الدول العربية والأوروبية للمشاركة في مهرجانات إنشادية، لكنني لا أستطيع التنقل بين الدول لمجرد أني أحمل جواز سفر عراقي”.
عمل الشيخ العزاوي في قناة المجد الفضائية، وكان مقدما لبرامج متخصصة في النشيد الإسلامي، وكان مساعداً للمدير العام في قناة “شدا” الإنشادية، وبرز في ما كان يقدمه عن فن المقامات العراقية.

أبرز أناشيده

وأصدر محمد منفرداً ثلاثة ألبومات، وهي “أمنية العمر” و”الارتقاء” و”مع الله”، ومن أشهر أعماله:
• مطار المدينة.
• يا قارئ القرآن.
• مع الله.
• دفء القلب.
• حار فكري.

وتعد أنشودة “مع الله” من ألبوم “أمنية العمر” وكلمات الشاعر الحمصي عبد المعطي الدالاتي، من “عيون النشيد في العصر الحديث” وأكثرها شهرة له، إذ أثرت في كثير من الشباب المسلم، وأعادته لطريق الالتزام، ويذكر كثيرون منهم مدى الأثر الذي تركته في حياتهم.

واشتهر أيضاً نشيده “دمانا فداك وأبناؤنا” عن النبي محمد (صلى الله عليه وسلم) بعد حادثة الرسوم الكاريكاتيرية المسيئة عن النبي (صلى الله عليه وسلم).

الوفاة

إثر إصابته بنوبة قلبية توفي محمد العزاوي في العاصمة البغدادية العراق يوم الجمعة بتاريخ 27 أكتوبر/تشرين الأول، وعمره لم يتجاوز الـ53 سنة.

نعاه المؤرخ الكبير الدكتور على الصلابي قائلا: “تعزية للشعب العراقي والأمة الإسلامية بوفاة الشيخ القارئ والمنشد الإسلامي محمد ناصر العزاوي (رحمه الله) قال تعالى: (كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَمَن زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلاَّ مَتَاعُ الْغُرُورِ) صدق الله العظيم بلغنا نبأ وفاة الإمام والشيخ القارئ، والمنشد الإسلامي محمد العزاوي (رحمه الله)، إثر نوبة قلبية في صباح يوم الجمعة.

وهو الرجل الذي كان له تأثير بالغ في قراءته للقرآن الكريم، وأناشيده الإسلامية والروحانية؛ بصوته العذب، ومشاعره الإيمانية، والتي تركت أثرها في أجيال من أبناء الأمة. عزائي لأسرته الكريمة، ومُحبيه، وأصدقائه، ولكل أبناء الشعب العراقي، والأمة الإسلامية، سائلاً المولى تبارك وتعالى أن يُعوضهم خيراً في هذا المصاب، ويرحمه ويغفر له ويسكنه فسيح جناته مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين، وحسن أولئك رفيقاً. وإنا لله وإنا إليه راجعون”.

كما نعاه محمد الحسيني السامرائي قايلاً:

“ورحل الصوت الشجي ..
رحم الله المنشد صاحب الصوت الرخيم
الذي ما فتئ يحيي موات القلوب بصوته العذب
في آي القرآن الكريم وفي الكلام الطيب من مدح لرسول الله وتذكير بسيرته العطرة
وانشاد للاخلاق الحميدة والشمائل الحسنة
الاخ المنشد محمد ناصر العزاوي
رحمك الله رحمة واسعة واكرمك بجنات النعيم
وانا لله وانا اليه راجعون”

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى