بنك المعلوماتالمجلةشخصيات علميةمبدعون

أبو بكر باحاج عالم وبروفيسور وأهم المرجعيات على مستوى العالم

يعتبر والبروفيسور أبو بكر باحاج من أبرز الباحثين المعروفين ومؤسس برنامج البحث العلمي في مجال الطاقة المستدامة بجامعة ساوثامبتون الرائدة بين الجامعات البريطانية في هذا المجال منذ 25 عاماَ وعين رئيساً للمجموعات البحثية التي سميت باسم (مجموعة البحث في الطاقة المستدامة) ويعمل حالياً رئيساً لشعبة الطاقة والتغيرات المناخية بجامعة ساوثهامبتون وتهدف شعبة الطاقة والتغيرات المناخية ومجموعة الطاقة المستدامة إلى الإرتقاء وإجراء الأبحاث الأساسية والتطبيقية وما قبل التطوير الصناعي في مجالات تقنيات الطاقة وتحسين كفاءة الطاقة وتقييم تأثير التغيرات المناخية على البيئة المشيدة. 

وهو عضو ومراجع في مجالس العديد من الهيئات المانحة للأبحاث، بما فيها مجلس البحث في الهندسة والعلوم التطبيقية والمؤسسة الكندية للإبداع والتعليم العالي في إيرلندا ومجلس استراتيجيات البحث لدول الكومونويلث وقسم الأبحاث الإبداعية للمشروعات الصغيرة الزراعية في أمريكا والمؤسسة النيوزلندية لعلوم البحث والتقنية وكذلك الوكالة الدولية للطاقة في مجال طاقة المحيطات. وقد تم تعيينه كبير المستشارين لبلدية ساوثهامبتون في بريطانيا بالإضافة لعمله.

ويحتل البروفسور أبو بكر باحاج مرتبة مرموقة في سلم العمل البحثي في مجال الهندسة المدنية والبيئية حيث صنفت 80% من أبحاثه عام 2008م كأبحاث “رائدة عالميا” أو “ممتازة دوليا”.

زمالات أبو بكر باحاج

للبروفيسور أبو بكر باحاج العديد من الزمالات مع مؤسسات علمية وبحثية عالمية مرموقة، ومشاريع وبرامج علمية في عدد من بلدان العالم، فهو أستاذ زائر في جامعة شيان للهندسة المعمارية والتكنولوجيا (XAUAT)، في الصين منذ 2017. وزمالة في مختبر أنجستروم وجامعة الهندسة في أوبسالا، في السويد (2011-2015). وهو كذلك أستاذ زائر لأبحاث الطاقة في عدد من البلدان منها جامعة الملك عبد العزيز، في جدة بالمملكة العربية السعودية منذ 2014.

في عام 2012، تم تعيين البروفيسور باحاج كبير المستشارين العلميين لمجلس مدينة ساوث هامبتون – ويُعتقد أنه أول تعيين من نوعه في المملكة المتحدة، كما اختاره مجلس العلوم في المملكة المتحدة كواحد من أفضل 100 عالم ممارس في المملكة المتحدة وذلك في العام 2014.

أبو بكر باحاج عالم وبروفيسور وأهم المرجعيات على مستوى العالم
أبو بكر باحاج عالم وبروفيسور وأهم المرجعيات على مستوى العالم

ملامح التجربة العلمية

رغبته في تعلم المزيد عن العالم بدأ أبو بكر باحاج مبكرًا عندما كان طفلاً في قريته في محافظة حضرموت بجنوب اليمن. وقد جعلته أسئلته الفضولية المتزايدة التي كان يسألها لواله وأساتذه في المدرسة أكثر حرصاً على تعلم المزيد، ومن تلك الأسئلة التي كانت تشغله وعلى سبيل المثال: كيف يعمل الراديو؟ لماذا نحتاج إلى بطاريات؟ لماذا تأتي مياه الشرب من تحت الأرض في البئر العميق المجاور لنا؟ لماذا يحدث فيضان حولنا رغم عدم هطول الأمطار؟ لماذا تحدث ظاهرة الشهب في السماء؟ كيف يحدث الليل والنهار؟… وغيرها من الأسئلة الكثير، والتي كانت حافزًا ودافعاً له لمزيد من التعلم والدراسة التي لازمته حتى أكمل الدراسة الثانوية في مدينة عدن عاصمة جنوب اليمن حينها، حيث التحق في الدراسة الابتدائية في مدارس تدرس باللغة الإنجليزية وهي مدارس تُعرف باسم مدارس البادري.

بعد إكماله لمرحلة الثانوية في المعهد الفني في عدن وهو معهد كان يمنح الخريجين شهادة الثقافة العامة British General Culture Certificate (GCE)، كان يطمح للدراسة الجامعية، ولكن لم تكن في عدن حينها أي جامعة من الجامعات، وبالتالي كان لابد من السفر إلى خارج اليمن للدراسة الجامعية، وقد قع اختياره على الدراسة في المملكة المتحدة، لاسيما وأنه كان من خريجي المعهد الفني ولديه شهادة الثقافة العامة، التي تؤهله للدراسة في المملكة المتحدة.

أبو بكر باحاج عالم وبروفيسور وأهم المرجعيات على مستوى العالم
أبو بكر باحاج عالم وبروفيسور وأهم المرجعيات على مستوى العالم

أثناء زيارت أبو بكر باحاج لجامعة الملك عبد العزيز

في البداية بدأ أبو بكر باحاج بالدراسة في لندن لعامين متتاليين وانتهت بانتقاله إلى جامعة ساوث هامبتون في جنوب المملكة المتحدة وذلك لصعوبة الاستمرار في مدينة كبيرة مثل لندن بها الكثير من عوامل التشتيت. بعد انتهائه من الدراسة الجامعية في الجامعة، عُرض عليه استكمال الدراسات العليا حتى الدكتوراه في نفس الجامعة بقسم الإلكترونيات وعلوم الحاسب. وبعد حصوله على درجة الدكتوراه عُرضت عليه وظيفة باحث في تطبيقات المجالات الكهرومغناطيسية العالية المستخدمة في مجالات الفصل، وقد عمل فيها لمدة ثمان سنوات، ولكنه في هذه الفترة كان يبحث عن فرصة أخرى لإثبات ريادته العلمية في مجال علمي مناسب.

وفي هذه الاثناء لاحظ أنه لا يوجد بحث علمي في مجال الطاقة في الجامعة، وخاصة الطاقة المتجددة، الأمر الذي وفر له المسار المناسب للبدء في تطوير الخبرات العلمية والهندسية بهدف تأسيس مجموعة بحثية في الجامعة.

وقد قام أبو بكر باحاج بتأسيس مجموعة أبحاث الطاقة المستدامة بجامعة ساوث هامبتون في بداية التسعينات (www.energy.soton.ac.uk SERG,) وأمن لها التمويل الخارجي. في البداية في مجال الخلايا الكهروضوئية ثم توسع في أنظمة الطاقة المتجددة الأخرى، مثل الرياح والأمواج والمد والجزر وغيرها بالإضافة إلى أبحاث كفاءة الطاقة. مع الوقت انضمت مجموعة أبحاث الطاقة المستدامة إلى شعبة الطاقة والتغيرات المناخية ذات الصدارة على مستوى العالم.

الزمالات والمشاركات العلمية

لدي البروفيسور أبوبكر باحاج تعاون مع العديد من الدول ومن ضمنها الصين، كينيا، أوغندا، الأردن، الفلبين، فيتنام، والمملكة العربية السعودية، وغيرها من التي لا يمكن حصرها حالياً.

الصين بلد مثير للاهتمام والتحولات فيه سريعة.  تعاونه المبدئي مع الصين يدور حول المدن – كيف يستهلكون مواردهم؟ كيف يقللون من تأثيرهم على البيئة؟ وغير ذلك. وهذا النوع من الأبحاث مهم جدا وبشدة، وخاصة أن الصين بلد سريع الخطى، ومن الممكن إجراء مشروع بحثي بها يتعلق بالمدن ورؤية نتائجه في إطار زمني يتراوح بين أربع وخمس سنوات.

في الصين أيضا قام بتركيز عمله على أبحاث الطاقة والنقل ودراسات السلوك البشري في استخدام الطاقة ولديه حاليا تطلعات مع شركائنا الصينيين حول هذه المواضيع. يحمل أيضا درجة أستاذ زائر في إحدى الجامعات المرموقة في الصين والرائدة في البحث العلمي في مجال المدن الطاقة. الذكية باستخدام أنظمة الخلايا الكهروضوئية.

أبو بكر باحاج عالم وبروفيسور وأهم المرجعيات على مستوى العالم
أبو بكر باحاج عالم وبروفيسور وأهم المرجعيات على مستوى العالم

اعمال أبو بكر باحاج

يقوم عمل أبو بكر باحاج البحثي على دراسة كيف جعل المباني في المدن تولد طاقتها الخاصة بها باستخدام أنظمة الخلايا الكهروضوئية، وشبكات الحرارة المحسنة لتوفير التدفئة للمباني، وكيفية تحديد المواقع الأمثل لمحطات شحن السيارات الكهربائية في المدن.

كل عمل يقوم به أبو بكر باحاج قابل للتحويل إلى العالم العربي. وبالفعل لديه حاليا مشاريع مشتركة مع بعض الدول العربية ويشغل فيها أستاذ كرسي غير متفرغ. ويخطط في هذه المشاريع المشتركة لدراسة استهلاك الطاقة في المباني المنزلية وكيفية تقليل ذلك باستخدام الطاقة المولدة من نظام الخلايا الكهروضوئية المثبتة على أسطح المباني.

 وحول رؤيته لكيفية مساهمة الطاقة المتجددة تسهم في تلبية احتياجات المدن العربية المكتظة بالسكان وتخفف من حدة تلوثها خاصة فى مدن المنطقة العربية، حيث المناخ حار جدا، والعديد من مدنها عالية الرطوبة أيضاً. فيقول:

1- يجب تشييد المباني لتكون أكثر كفاءة من بداية التصميم وأثناء مرحلة البناء.

2- يجب أن تخضع المباني حالياً لعملية تجديد وتحسين لتلائم البيئة المحيطة بها مثل – العزل الحراري الجيد، استخدام الكتلة الحرارية المناسبة للعزل، اختيار اتجاه المبنى لتقليل الكسب الحراري لأشعة الشمس الساقطة على واجهات المبنى. إذا أخذنا في الاعتبار كيف اعتدنا العيش في الماضي في ظل الظروف الجوية للمنطقة العربية قبل تكييف الهواء، فإن تاريخنا يقدم الكثير من الأدلة على أن مبانينا قد تم بناؤها بشكل أفضل مناسبةً للبيئة. فعلى سبيل المثال، قام أجدادنا ببناء الجدران السميكة، واستخدموا التهوية الطبيعية، وتدوير الهواء عن طريق البلكونات، وعملوا مصائد للرياح والممرات والساحات (وهذه تعتبر تهوية داخلية). لذلك، من المهم التعلم من فنون العمارة القديمة لدينا وتطبيقها في مبانينا الحالية والمستقبلية.

3- استخدام التقنيات الحديثة في المباني مثل تركيب الخلايا الشمسية على أسطح المباني لتوليد الطاقة الشمسية، واستخدم تبريد الأرض من خلال المبادلات الحرارية واستخدام الطاقة الشمسية الحرارية بدلا من استخدام الكهرباء في تسخين المياه. العديد من مدننا العربية مدن ساحلية – لذلك فإنه من الممكن التبريد باستخدام مياه البحر من خلال المبادلات الحرارية.

4- من الممكن أيضا استخدام شبكات التبريد لتكتلات من المباني باستخدام المبادلات الحرارية المعززة بمصادر الطاقة المولدة من الأرض ومياه البحر.

وفيما يتعلق بتقليل الانبعاثات الكربونية في مجال النقل، يرى أننا بحاجة إلى ما يلي:

1- نقل عام عالي الكفاءة مثل الحافلات والقطارات ذات الأثر الكربوني الصغير، وبأسعار معقولة ومناسبة لجميع سكان المدينة.

2- تشجيع استخدام المركبات الكهربائية مع إنشاء البنية التحتية المناسبة كمحطات الشحن.

علاوة على ذلك، إذا قامت الدول العربية بالعمل معا على إزالة الأثر الكربوني من أنظمة إمدادات الطاقة كما سبق في السؤال الثالث، أعتقد أن الحلول المذكورة أعلاه ستقلل من الانبعاثات الحرارية والتلوث، والأهم من ذلك أنها ستولد الكثير من الوظائف المطلوبة في المدن إلى جانب النمو الاقتصادي.

وفيما يتعلق بالتلوث الذي يحدث في معظم الحالات بسبب أنظمة النقل مثل السيارات والشاحنات. في رأيه، يجب أن تكون هناك لوائح صارمة للسيطرة على المركبات عالية الانبعاثات كما هو الحال بالمملكة المتحدة. يمكن القيام بذلك من خلال المكافآت وفرض العقوبات.

وأفضل نهج هو توفير وسائل النقل العام بالطاقة النظيفة من مصادر الطاقة المتجددة أو الهيدروجين الأخضر. يجب تحفيز مالكي السيارات والشاحنات الخاصة على استخدام المركبات الكهربائية مع توفير البنية التحتية اللازمة لشحن السيارات.

يستطرد: بالنسبة للمنطقة العربية، بعض الأهداف المستهدفة للحد من ارتفاع درجة الحرارة ضعيفة للغاية وغير قابلة للقياس. لهذا السبب، من وجهة نظري، لن تكون الأهداف والجهود الحالية كافية لوقف وردع التغير المناخي. ذلك لأن العديد من الدول العربية ليس لديها لوائح وخطط استثمار محلية كافية لتوفير حلول لهذه الأزمة. أيضا سيتم تقليص التمويل اللازم تقليل الانبعاثات وذلك لدعم الاقتصاد المنهار بسبب جائحة كورونا.

هناك حاجة إلى منهج منظم لحساب الانبعاثات الكربونية في العالم العربي، وكيف يمكن تقليلها من خلال اعتماد التدخلات التقنية والسلوكية، وما هي التكاليف الاقتصادية المطلوبة. على الجانب الآخر، يجب إجراء تحليل المنفعة المرجو تحقيقها، خاصة فيما يتعلق بجودة الحياة، والصحة، والتعليم، والنمو الاقتصادي، والخدمات المثلى، إلخ.

نصائح

تعامل البروفيسور أبوبكر باحاج من خبرته الشخصية، أن على المرء أن يكون مصمم على تحقيق أهدافه. هذا يعني أن الشخص يحتاج إلى أن يكون دؤوبا بشأن دراساته ليحقق نتائج عالية. ستقدم النتائج الجيدة دليلا على العمل الجاد والقدرات العالية، والذي سوف يؤدي بدوره لإقناع جهات التمويل لدعم المنح للدراسة بالخارج.

 

زر الذهاب إلى الأعلى