أحمد الأسد هو فنان مصري من محافظة قنا يتميز بشغفه لفن الرسم على الحوائط والجدران، وهو نوع من الفن العام الذي يضفي الحياة واللون على المساحات الحضرية في منطقته.
يعكس عمل أحمد الأسد حباً خاصاً للطبيعة والتراث الشعبي المصري، حيث يستخدم الألوان الزاهية والتصاميم الجريئة التي تتماشى مع بيئة قنا وتضفي جمالاً إضافياً على أحيائها.
Table of Contents
رسومات أحمد الاسد .. بين نشر البهجة وإبراز الهوية
ينبع إبداع أحمد الأسد من ارتباطه الوثيق بمجتمعه وثقافته، إذ يسعى من خلال رسوماته إلى نشر البهجة وإبراز هوية المجتمع القنائي. ويمثل عمله حالة خاصة من التعبير الفني، حيث يستمد عناصره من التراث المحلي، كالنقوش العربية والزخارف التقليدية، بالإضافة إلى لمسات مستوحاة من البيئة الطبيعية مثل النباتات والحيوانات. رسوماته تنبض بالحياة، وغالباً ما تحتوي على تفاصيل تعكس البيئة الصحراوية التي تميز المنطقة.
الفن الذي يقدمه أحمد لا يعكس فقط موهبة فنية، بل أيضاً شغفاً نحو تحويل المساحات العامة إلى لوحات فنية يمكن للجميع التفاعل معها والاستمتاع بها. إن استخدامه للجدران كمساحة للرسم يخلق نوعاً من التواصل بين الفن والجمهور، إذ يعتبر الفن في الأماكن العامة وسيلة لنشر الثقافة والجمال بين الناس.
أحمد الأسد هو مثال ملهم على الفن الشعبي في مصر، حيث يسهم في تطوير الجمال البصري للمدينة ويعزز من الهوية الثقافية للمنطقة من خلال فنه المميز.
الرسم على الأكشك
فبعد أن استطاع أحمد الأسد، تغيير الطابع العام لأكشاك الكهرباء بمدينة قنا، من خلال رسم معبد دندرة بمنطقة عمر افندي، ومعبد إدفو بجوار مبنى ديوان عام محافظة قنا، وجسد البيوت الريفية بمعظم أكشاك ميادين قنا، علاوة على إبداعه في الجدارية الريفية بجوار المستشفى العام بقنا، وكذلك أعماله بمدينة الأقصر، وغيرها من مدن وقرى محافظة قنا، تمكن من تحويل الجدران في قرية دندرة التاريخية إلى تحف فنية، ولاقت المبادرة استحسان كبير من مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، بعد نشر الصور على الصفحات التي نالت اعجاب الجميع.
بداية القصة
وبدأت القصة بعدما عاد “أحمد الأسد” إلى قريته بعد أن أمضى 25 عاما في القاهرة، منها سنوات دراسة في كلية الفنون الجميلة بالزمالك، وأخرى كمدرس تربية فنية حاملا معه شغفه بالفن ورغبته في مشاركة موهبته مع أبناء قريته عقب جائحة كورونا، وأطلق مبادرة «الفن يحارب كورونا».
وتتنوع رسومات “الأسد”، منها ما هو واقعي يعكس حياة أهل الصعيد البسيطة، ومنها ما هو مستوحى من الحضارة المصرية الفرعونية والنوبية.
وقال أحمد الأسد، لـ«وسائل إعلام مصرية»: “شعرت بأن محافظتي بحاجة إلى المواهب؛ لذلك بدأت تعليم أطفال قريتي الرسم ودشنت ورش فنية للشباب”.
وأضاف: «أحب الرسم على الطوب اللبني لأنه يذكرني ببيوت قريتي التي نشأت فيها، والتعبير عليه أجمل».
لم تتوقف مبادرة أحمد الأسد عند قرية المخادمة، بل امتدت إلى قرى أخرى في محافظة قنا، مثل قرية المحروسة، وجزيرة دندرة، وأوضح: «ناس كلمتني من قرى أخرى في قنا، وعرضوا عليّ رسم جدران بيوتهم».
ورغم النجاح الكبير الذي حققته مبادرة أحمد الأسد إبان الجائحة، إلا أنه واجه بعض التحديات أبرزها التكلفة المادية للألوان والأدوات المستخدمة في الرسم، ولكن أحمد يؤكد أن هذه التكاليف يجري تغطيتها من تبرعات الأهالي أنفسهم.
ويعتبر “الأسد” أن الفن وسيلة قوية للتعبير عن الذات والتواصل مع الآخرين، ويؤمن بأنه يقدر على تغيير المجتمع وتحسينه.
ويرى أن مبادرته رسالة فنية موجهة إلى الجميع، مفادها بأن الفن ليس حكرا على المدن الكبرى بل يمكن ممارسته في أي مكان وأي زمان، متمنيا أن تتوسع مبادرته وتصل كل قرى الصعيد.
الختام
في ختام هذا المقال، يُعد الفنان القناوي أحمد الأسد رمزًا للإبداع والفن الشعبي الذي ينبع من أعماق المجتمع المصري الأصيل. بفضل شغفه وإصراره، حول أحمد الاسد جدران محافظة قنا إلى لوحات حية، تنبض بالألوان والتفاصيل التي تجسد تراث المنطقة وبيئتها.
أعمال الأسد تذكرنا بأهمية الفن العام وقدرته على نشر الجمال وتعزيز الروابط الثقافية. يلهمنا أحمد الأسد جميعاً لرؤية الفنون من منظور أكثر شمولية، حيث يصبح الفن جزءاً من حياتنا اليومية ووسيلة للتواصل مع هويتنا.