مثقف وشاعر كويتي موهوب، ترجمت قصائده إلى لغات عديدة منها الإنجليزية، والفرنسية، والصينية، والإسبانية، وكان له دور كبير في بدايات المسرح الكويتي وهو صاحب فكرة تدوين الأمثال والحكم الكويتية، وكان ممثلا للكويت في مجمع اللغة العربية بالقاهرة، وقد تم اختياره لهذا المنصب في عام 1972م، بدأ في نشر قصائده منذ عام 1947م وتميزت بالتهكم والسخرية على حال العرب.
ولد أحمد مشاري العدواني في الكويت عام 1922م، بدأ تعليمه في الكتاتيب، حيث حفظ القرآن الكريم، ثم تلقى تعليمه الابتدائي والثانوي في المدرسة الأحمدية والمدرسة المباركية، ثم ذهب إلى مصر لاستكمال دراسته، وحصل على الإجازة الجامعية من الأزهر الشريف في عام 1949م.
عمل بعد تخرجه مباشرة كمدرس في المدرسة القبلية الابتدائية وعمل مدرسا في ثانوية الشويخ في عام 1954م، حتى عمل وكيلا في وزارة التربية والتعليم في عام 1963م، ثم وكيلا مساعدا في وزارة الإعلام في عهد الشيخ جابر العلي السالم الصباح، وقام بتأسيس المعهد العالي للفنون الموسيقية في الكويت، وتولى منصب الأمين العام “للمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب” منذ عام 1973م، وحتى مايو 1987م.
شارك في تحرير مجلة البعثة التي كانت تصدر في القاهرة في عام 1947م، وقام بإنشاء مجلة عالم الفكر مع أحمد أبو زيد، وشارك في إنشاء مجلات أخرى مثل عالم المعرفة والثقافة العالمية والمسرح العالمي، كما كتب النشيد الوطني الكويتي وأغنية “أرض الجدود” التي غنتها كوكب الشرق أم كلثوم للكويت وأهلها.
وكانت البداية الحقيقية لدور احمد العدواني في الحياة الثقافية عام 1973م عندما شارك في تأسيس “المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب”، الذي ساهم من خلاله في إصدار عدد من المطبوعات الثقافية الراقية مثل سلسلة “عالم المعرفة” ومجلة “لثقافة العالمية” بالإضافة إلى مساهمته في كثير من المشروعات الثقافة الكويتية والعربية، مما جعل منه رجل ثقافة بامتياز.
وكان الشاعر أحمد العدواني مقلاً في إنتاجه الشعري، حتى أنه توقف عن النشر تمامًا لسنوات طويلة، حتى أن ديوانه الشعري الوحيد “أجنحة العاصفة” الذي صدر في حياته لم يصدر سوى عام 1980م، وكان يمثل تجسيدًا حقيقيًا لمرحلة فكرية انعكست على المسار الشعري في الكويت ككل هي مرحلة الستينيات والسبعينيات، المفعمة بروح المد القومي العربي وتجلياته الثقافية والفكرية والإبداعية أيضًا.
وبالرغم من أن العدواني عاصر شعراء آخرون ظهروا معه أو بعده بقليل، إلا أنه سجل تطورًا فكريًا يصعب تجاوزه في ديوان الشعر الكويتي ككل، خاصة بالنظر إلى قـصائده التي حلقت نحو أفق إنساني متسع، وحاول العدواني في قصائده أن يمارس النقد الذاتي فيوجه سخريته المريرة للواقع الثقافي العربي الذي تراجع عن دوره في تقديم النموذج للسياسي، كما كانت تبشر بدايات النهضة العربية في مطلع القرن العشرين، وصار تابعًا للسياسي من جهة ولصاحب رأس المال من جهة أخرى مفسرًا لأفعالهما ومنظرًا لها، خاضعًا لعمليات التدجين، التي سادت أوساط المثقفين وتصاعدت حدتها في تلك الفترة.
وقد ظل العدواني يعزف على ذلك الوتر الحساس والممثل للعلاقة غير المتكافئة ما بين المثقف والسلطة في تنويعات شعرية غارقة في سخريتها المريرة محملاً إياها أسباب النكسات والهزائم العربية المستمرة، واضعًا إصبعه على الجرح العربي الذي ظل يسيل دمًا على امتداد الوطن العربي.
وقد ظل العدواني يمارس دوره كشاعر باعتباره شاهدًا على كل التحولات، التي مرّ بها مجتمعه في فترة كانت مزدحمة بأسباب التحول ومستجيبة له، مما أتاح له أن يلتقط من ذلك الزمن أبرز نقاط الارتكاز فيه على الصعيد القومي، وكذلك المحلي ليحولها إلى قصائد لم يحفل كثيرا بفنيتها قدر احتفاله بتضمينها لرؤياه المستشرفة، حيث انصبغت تلك المرحلة التاريخية في ديوان الشعر الكويتي بصبغة العدواني المقل والصامت أحيانًا.
وبالإضافة إلى ديوانه “أجنحة العاصفة” صدرت للشاعر بعد وفاته مجموعتان شعريتان هما “أوشال” و”صور وسوانح”، وغنت بعض قصائده أم كلثوم وبعض المطربين العرب والكويتيين الآخرين، كما أنه وضع كلمات النشيد الوطني الكويتي.. “وطني الكويت سلمت للمجد”.