أعلنت تقارير استخباراتية في 5 فبراير 2007 مقتل العالم الإيراني أردشير حسن بور في ظروف غامضة، وأن جهاز الاستخبارات الإسرائيلي “الموساد” يقف وراء الحادث، وأردشير يعتبر من أفضل العلماء في الحقل العسكري في إيران حيث كان يدير مركز الدراسات الكهرومغناطيسية النووية الذي أسس في عام 2005 كما شارك في تأسيس مركز البحوث النووية في أصفهان.
وفاز العالم الإيراني الراحل بأرفع جائزة إيرانية في مجال البحوث العلمية العسكرية عام 2004 كما فاز أيضا بالجائزة الأولى لمهرجان الخوارزمي الدولي الذي تشارك فيه العديد من المؤسسات العلمية العام الماضي.
اتهم علي نوري زادة، مدير مركز الدراسات الإيرانية في لندن، الحكومة الإيرانية بأنها “اغتالت” العالم النووي الإيراني أردشير حسن بور(44 عاما) قبل أسبوعين، كاشفا عن جملة من الأسباب قال إنها دفعت الإيرانيين إلى تصفيته ومنها: اتهمامه بتسريب معلومات عن المشروع النووي الإيراني لدول غربية، وتحذيره من كارثة قادمة لمفاعل بوشهر، وأشياء أخرى.
إلا أن مصدرا إيرانيا قال إن حسن بور توفي “مختنقا بالغاز في بيته”، وذلك في أحدث تصريح صادر عن الحكومة الإيرانية ووزعته وكالة “فارس” الإخبارية المقربة من الحكومة.
وكانت وسائل إعلام غربية نقلت عن رضا بهالا من مؤسسة “ستارتفور”، وهي مؤسسة أمريكية خاصة تعمل في مجال الاستخبارات، أن حسن بور استهدف من قبل الموساد.
وذكرت محطة فارادا الإذاعية الموجهة لإيران بتمويل أمريكي أن التقارير الإعلامية الخاصة بوفاة حسن بور لم تصدر سوى في 21 يناير أي بعد ستة أيام من وفاته حيث عزت هذه التقارير الوفاة إلى “تسمم بالغاز”.
في تصريح لـ”العربية.نت” شن مدير مركز الدراسات الإيرانية في لندن علي نوري زاده هجوما شديدا على الحكومة الإيرانية متهما إياها باغتيال حسن بور. وأرجع زادة “اغتيال” طهران لأبرز عالم نووي فيها إلى جملة من الأسباب، مستغربا من التقارير التي أشارت إلى الموساد وقال إنه لأمر غريب أن يتم الحديث عن وجود الموساد في شيراز.
وفي مقدمة هذه الأسرار التي دفعت طهران للتخلص من حسن بور، حسب نوري زادة، “وجود شائعات أنه سرب معلومات للأمريكيين حول المنشآت النووية الإيرانية وصناعة الصواريخ خاصة بعد زيارة إلى إمارة دبي أثارت الشكوك حول لقائه بأمريكيين”.
ثم يشير نوري زادة إلى أن العالم حسن بور “قرر عدم التعاون مع النظام بعد انتخاب أحمدي نجاد لأنه اعتبره خطير على إيران ووصفه بأنه هتلر، وتعاونه مع منظمة الطاقة الذرية بقي محدودا”.
أما السبب الثالث، الذي يعتقد نوري زاده أنه يقف وراء اغتيال حسن بور- فهو تحذيره “من مخاطر مفاعل بوشهر حيث كان يشدد دائما على أن التقنية المستخدمة فيه متخلفة وقديمة وتخوّف من حصول كارثة تشرنوبل أخرى، وأثره على البيئة وخاصة على الخليج والحياة البحرية، وكشف عن تدني مستوى التكنولوجيا المستخدمة في مفاعل بوشهر”.
من جهة أخرى، قال مصدر إيراني إن حسن بور لم يكن يعمل في المحطات النووية وإنما كان أستاذا جامعيا في شيراز وتوفي مختنقا بالغاز في بيته، حسب ما ذكرته وكالة الأنباء “فارس” الإخبارية المقربة من الحكومة الإيرانية.
ووصف نوري زادة العالم النووي الإيراني حسن بور بأنه “عبقري صناعة الصواريخ في إيران”، حيث كان له “الدور الأبرز في تصميم الصواريخ الإيرانية مثل شهاب 3 وصواريخ فجر وغيرها، وكان يعمل مع منظمة الصناعات الدفاعية الإيرانية ومنظمة الصناعات الجوية الفضائية”.
وقال: منذ بضع سنوات أوقف نشاطه في هذا المجال وركز على التدريس في الجامعة، إلى أن دعي للعمل مع منظمة الطاقة الذرية الإيرانية في مجالات منها أجهزة الطرد المركزي.
وكشف نوري زادة عن رسالة الكترونية من 4 أسطر قال إن العالم حسن بور أرسلها له قبل أسبوعين على موته، وقال إن “حسن بور كتب له عن قلقه واستيائه وأنه محاصر وتحت رقابة دائمة كما تحدث فيها عن عروض له للعمل في الخارج إلا أنه أبى ذلك”. ورفض نوري زادة تزويد “العربية.نت” بنسخة من هذه الرسالة “تجنبا لأي خطر يقع على عائلة بور” -على حد قوله.
وأضاف “بعد أسبوعين وصلتني رسالة من أحد تلامذته بلغني أن الرجل قد قتل في بيته وعثروا على جثته بعد 3 أيام”.
وأشار إلى أن السلطات الإيرانية منعت إقامة مراسم رسمية عقب إعلان موته وسمحت بظهور أسرته وبعض طلابه فقط في جنازته.
واتهم السلطات الإيرانية بتسريب الخبر إلى وسائل الإعلام الغربية مع الإشارة إلى الموساد في تسريبهم.
ورجّح نوري زادة أن يكون اغتيال حسن بور تم عبر وضع مادة البوتاسيوم القاتلة في طعامه أو شرابه، وهي مادة لا تترك أثرا في جسد الشخص.
وتحدث عن أن السلطات الإيرانية أخذت التزاما من أسرته بعدم إثارة الأمر وإلا سوف يواجهون مكروها ما.
وقال “لقد كان نابغة إيران وكشف لي ذات يوم أنه سيصمم صاروخا عابرا للقارات، وحكومة طهران تدرك مدى خطورة الأسرار التي يعرفها مثل مصانع إنتاج المياه الثقيلة في آراك، والتكنولوجيا الإيرانية ودور الصين وباكستان فيها”. قال تقرير بريطاني إنه من المرجح أن يكون جهاز الاستخبارات الإسرائيلية (الموساد) وراء وفاة العالم النووي الإيراني أردشير حسن بور(44 عاما) قبل أسبوعين.