أورنيلا هافياريمانا هي ملاكم بوروندي. شاركت في دورة الألعاب الأولمبية الصيفية 2020 ، التي عقدت في عام 2021. كانت تحمل العلم لبوروندي في موكب الأمم في حفل الافتتاح ، جنبًا إلى جنب مع السباح بيلي كريسوس غانيرا.
يظهر اسمها الأول باسم Omella في بعض المصادر. تنافست في مسابقة الملاكمة لوزن الذباب للسيدات في أولمبياد 2020.
يقول عنها النقاد الرياضي الكبير الدكتور ياسر أيوب: فى أحد أفقر أحياء جيتيجا عاصمة بوروندى التى هى أيضا واحد من أكثر بلدان العالم فقرا وأقلها نموا وتنمية..
ولدت أورنيلا هافياريمانا وعاشت سنواتها الأولى حتى شاهدت بالمصادفة إحدى مباريات الملاكمة.. وقفت فى الشارع أمام واجهة محل يبيع التليفزيونات وعلى الشاشات كانت المباراة.. كانت أورنيلا تشاهد الملاكمة لأول مرة فى حياتها وظلت واقفة فى مكانها لا لتستمتع بالفرجة على لعبة لا تعرف عنها شيئا ولا تفهم حتى قواعدها.
Table of Contents
أورنيلا هافياريمانا وتعلم الملاكمة
ورغم ذلك شعرت أورنيلا هافياريمانا بأنها بالضبط اللعبة التى تريدها وتحتاج إليها وظلت واقفة وهى تتخيل وتتمنى لو باستطاعتها أن تضرب بقبضة يدها ظروفها وفقرها وكل من ظلمها وسخر منها وأهانها.. وفى ذلك اليوم قررت أورنيلا أن تتعلم الملاكمة.. وحين وقفت وسط أولاد يلعبون الملاكمة فى الشارع وطلبت أن تلعب معهم.. سخروا منها فى البداية لكنهم سمحوا لها باللعب معهم فى النهاية.
أورنيلا هافياريمانا .. الرفض والغضب
ولأنها كانت الفتاة الوحيدة فلم تكن تلاكم إلا الأولاد الذين كانوا معها فى منتهى العنف رفضا لأن تتفوق فتاة على أى منهم.. وفجأة عرف والدها بما تقوم به فكان الرفض والغضب الهائل والخوف عليها أيضا.. فلم تكن هناك قبل أورنيلا أى ملاكمة فى بوروندى كلها.. واعتقد الأب أن ممارسة ابنته للملاكمة سيمنع زواجها وتأسيسها لبيت وأسرة.. وحين صارحته أورنيلا برغبتها فى أن تصبح بطلة ملاكمة لبلادها طردها من البيت لتعيش مع والدة أمها ورفض سداد مصاريف مدرستها فلم تكمل دراستها.
ولم يقتنع أى أحد بما كانت تقوله أورنيلا عن دوافعها لممارسة الملاكمة.. وظلت أورنيلا وحدها بعيدة عن أبيها وأمها وبيتها وصديقاتها، لكنها كانت واثقة من يوم سيأتى يتغير فيه كل شىء.. وبالفعل جاء اليوم الذى أصبحت فيه أورنيلا أول بطلة للملاكمة فى بوروندى التى أرسلتها لتمثيل بلدها فى دورة طوكيو الأوليمبية الماضية.. وحين بدأت أورنيلا الاستعداد للمشاركة فى دورة باريس المقبلة.. كان الكل حولها.
أورنيلا هافياريمانا وأجمل من بطولة
والدها وأهلها وجيرانها وصديقاتها.. وربما كان ذلك أهم وأجمل من أى ميدالية أو بطولة ملاكمة تفوز بها أورنيلا.. والتفتت لها أيضا اللجنة الأوليمبية الدولية واختارتها ضمن قائمة لاعبات ولاعبين أفارقة تحدوا ظروفهم وواقعهم وانتصروا وتم تقديم كل حكاية فى حلقة مستقلة.. وكانت الحكاية السادسة هى الخاصة بأورنيلا ومشوارها الذى أقنع بوروندى كلها فى النهاية بحق الفتيات فى ممارسة الملاكمة.. وتم ترشيح هذه الحلقة تحديدا للفوز بإحدى جوائز إيمى الرياضية فى الحفل الكبير الذى سيقام فى مايو المقبل فى نيويورك.. وهى جوائز بدأ تقديمها منذ 1950 ومخصصة لمختلف الأعمال الفنية الرياضية والبرامج والتغطية التليفزيونية الرياضية بكافة أشكالها.