المجلةابتكارات جديده

ابتكار دراجة عائمة لاصطياد البلاستيك

“فكرة، فابتكار، فصدى إعلامي، فحركة مجتمعية”، هذا هو المعادل الموضوعي للتسلسل الشهير “نظرة، فابتسامة، فإعجاب..”. وفي مرحلة الصدى الإعلامي نشرت السي إن إن تقرير فيديو على صفحتها على الفيسبوك، كما نشرت العديد من وسائل الإعلام تقارير أخرى عن هذه طريقة مبتكرة لالتقاط النفايات البلاستيكية، ولفت الأنظار إلى التلوث البلاستيكي للمجاري المائية، وإثارة حوار مجتمعي حوله، وهي الطريقة التي استخدمها الشاب البريطاني ذو الأصول الهندية دروف بوروا Dhruv Boruah.

دروف رائد أعمال، عمل لعدة أعوام في تقديم استشارات لإدارة الأعمال، لكنه كما يقول كان يهوى المغامرات، وخلال مشاركته في سباق لليخوت من لندن إلى ريو دي جانيرو، علم أن فريقًا آخر يشارك في نفس السباق قد صادف سلحفتين متشابكتين بمخلفات البلاستيك في وسط المحيط الأطلسي. وبالتفكير في جميع الضحايا الأخرى للتلوث البلاستيكي في محيطاتنا، كان على دروف أن يفعل شيئا.
لذلك، فعندما عاد إلى منزله في لندن، قام بتجميع دراجة من خشب البامبو، ووضع عوامات صفراء على جانبيها، وأضف دفة قيادة ودافعا يعمل بالدواسة في الأمام. وبعد ذلك، استخدم شبكة لصيد السمك معلقة على كلا الجانبين، وبدأ ركوب دراجته الطوافة تلك في أنهار المدينة والقنوات لجمع النفايات البلاستيكية.

 


لا تتمثل الفكرة في التخلص من البلاستيك الملقى في الممرات المائية لمدينة لندن بشكل منفرد لأنها مهمة كبيرة للغاية ولا يمكن لرجل على دراجة عائمة أن ينجزها وحده، كما يقول، لكنه يستخدم عمله على تلك الدراجة الغريبة كبداية لمحادثة مع الناس، يخبرهم خلالها عن عمله، وعن مشكلة تلوث المحيطات والبحار بالبلاستيك، وكيف أن كل شيء يبدأ من هنا من هذه القنوات.

ويأمل دروف أن تجعل حملته التي بدأها في سبتمبر 2017 والمسماة مشروع التايمز The Thames Project الناس على دراية بأخطار التلوث البلاستيكي، وأن تلهمهم لاتخاذ الإجراءات اللازمة.
ومن أنهار لندن، انتقل دروف للعمل كل ثلاثة أسابيع على تنظيف المجاري المائية في سائر أراضي بريطانيا، وعندما لا يكون راكبا دراجته على الماء، يعمل مع المجالس البلدية والشركات والمجتمعات لتشجيعهم على الحد من بصمتهم البلاستيكية.
ومن خلال إلهامه بعمله المبتكر، وحركته في المجتمع شارك في تأسيس Plastic Hackathon حيث يتجمع الطلاب الشباب والخريجين وراقصات الباليه وعلماء السلوك والموسيقيين والأمهات والمدرسين والمستثمرين إلى جانب رواد الصناعة على نفس الطاولة لإيجاد حلول مبتكرة لمنع البلاستيك وتقليل استخدامه، وحل مشكلة تلوثه وتشجيع الجميع على تغيير السلوكيات. 

د. مجدى سعيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى