نجح المخترعان المصريان شرف إمام سلامة ونسيم جورج كامل في اختراع ماكينة فريدة من نوعها تقوم بتحويل المخلفات النباتية والحيوانية والمنزلية الصلبة إلى سماد عضوي آمن وبتكلفة محدودة وكفاءة عالية وكل ذلك يحدث في ساعة واحدة.
وكانت البداية عندما بدأ شرف في تحقيق حلمه القديم وهو إيجاد طريقة للاستفادة من المخلفات النباتية والحيوانية المنزلية الصلبة والتي تتسبب في انتشار الروائح الكريهة والتلوث الميكروبي وهو ملجأ لكثير من الحشرات والقوارض فضلا عن الأضرار الخطيرة للسماد الكيماوي كالإصابة بالسرطان والفشل الكبدي والكلوي وغيرها ففكر شرف في تحويل هذه المخلفات الصلبة إلي سماد عضوي وأخذ يبحث في الموضوع ويدرسه ويكرر التجارب والمحاولات إلي أن توصل لطريقة هي الأولي من نوعها في تدوير المخلفات الصلبة بالعالم.
وشرع شرف في البحث عن مهندس يساعده في إتمام فكرته المبتكرة علي الواقع ولشهرة نسيم جورج وتميزه في مجال تصميم المشاريع الهندسية بدون مقابل عثر عليه شرف وبدأ بينهما تعاون مثمر خاصة أن هذه المشكلة كانت تؤرق نسيم وبالتحديد بعد الخسارة التي تكبدتها الدولة من جراء الأسمدة الكيماوية والتي تم رشها علي محصول الخوخ والمشمش منذ حوالي 3 أعوام مما أدي إلي رفض تصديرها.
يقول نسيم: “كل منهما وجد ضالته في الآخر فتعاونا علي إخراج هذا الابتكار علي أكمل وجه وبعد حوالي عام من العمل المتواصل نجحا في تصميم ماكينة فريدة من نوعها في العالم تحول المخلفات الصلبة إلي سماد عضوي طبيعي غني بالعناصر السمادية الصغري والكبري مثل الكبريت، الفسفور، النحاس، الصوديوم.. وذلك للحصول علي زراعات عضوية نباتية سواء خضروات أو فاكهة بدون سماد كيماوي والتي يتزايد عليها الطلب لأغراض التصدير مما يؤدي إلي تحقيق أقصي استفادة من هذه المخلفات والتخلص من تأثيرها السلبي علي البيئة فضلا عن المردود الاقتصادي القومي”.
ويشير شرف سلامة إلي أن صناعة السماد العضوي من المخلفات الصلبة أمر يحتاج إلي كمر هوائي فترة 3 شهور تقريباً وآخر الأبحاث التي تم التوصل إليها بإحدي الدول الأوروبية قللت هذه المدة إلي 7 أيام أما فكرتنا فقلصتها إلي ساعة واحدة فقط من خلال نظام يقوم بتحليل المادة العضوية الكترونيا فضلا عن تقليل مساحة الكمر والتي تتعدي الـ10 أفدنة لـ400 طن مخلفات إلي فدان واحد فقط، وبنفس الكمية السابقة”.
وتعتمد الفكرة طبقا لنسيم جورج علي وضع المخلفات الصلبة داخل حاويات ومن خلال الحساسات الإلكترونية أستطيع التحكم في نسبة الحموضة ودرجة الحرارة والرطوبة لخلطها معا وفي حالة عدم وجود نسب معينة لأي عنصر من العناصر السابقة نستطيع من خلال الماكينة حقن المكونات المطلوبة من المخلفات الصلبة لإنتاج السماد العضوي.
ويؤكد نسيم علي أن الحساسات الإلكترونية التي تم تزويد الماكينة بها تقوم بدور المعامل البيولوجية ولكن الكترونيا وبطريقة سريعة وآمنة حيث يتم تسجيل النسب بدقة متناهية علي خريطة رسم بياني وذاكرة الحاسب الآلي الملحق بالماكينة وبذلك تحصل علي سماد عضوي آمن.
هبة سالم