تعتبر “سوسة النخيل الحمراء” من أخطر الآفات الحشرية التي تهاجم النخيل، في المملكة وفي كثير من دول العالم، مثل الهند، وباكستان، واندونيسيا، والفلبين، وبورما، وسريلانكا، وتايلاند، والعراق، ودولة الإمارات، والبحرين، والكويت، وقطر، وسلطنة عمان، ومصر، والأردن .. وغيرها، وتم اكتشاف أول إصابة “بالسوسة” الحمراء في المملكة في محافظة القطيف بالمنطقة الشرقية في بداية عام 1987م، ثم انتشرت بعد ذلك في المناطق المختلفة وأصبحت أخطر آفة تهدد النخيل فيها، وكذلك في دول الخليج العربي الأخرى ومنطقة الشرق الأوسط و شمال أفريقيا.
وهذه الحشرة عبارة عن “سوسة” يبلغ طولها حوالي 4 سم وعرضها نحو 1سم، ولونها بني مائل للاحمرار مع وجود نقط سوداء على الحلقة الصدرية، ولها خرطوم طويل هو أقصر في الذكر منه في الأنثى، كما يتميز الذكر عن الأنثى بوجود زغب على السطح العلوي للخرطوم، و تعيش الحشرة الكاملة من شهرين إلى ثلاثة أشهر، و يمكن مشاهدتها على مدار العام ولكن ذروة مشاهدتها تكون في شهري مارس ويونيو، و الحشرة الكاملة لا ضرر منها، لأن العذارى في الشرائق تكون عادة في المحيط الخارجي بساق النخلة أو في قواعد الكرب، وتبيض الأنثى من 200 إلى 300 بيضة، ثم تبدأ في نهش قلب النخلة.
وبعد التزاوج تضع الإناث حوالي 200 – 300 بيضة، وضعا انفراديا في الثقوب التي تحفرها، أو في الجروح بمنطقة التاج، أو في آباط الأوراق، كما تضع الإناث بيضها في الثقوب التي تحدثها الحفارات الأخرى إضافة إلى الثقوب والجروح التي تحدثها الآفات الأخرى، وعلى الأماكن المجروحة من خلال العمليات الزراعية “كالتكريب” و قلع الفسائل والسعف، وغيرها من الأعمال التي تحدث جروح في النخلة، ويبلغ طول البيضة حوالي 2 – 3 مليمتر اسطواني، وتفقس بعد حوالي 3 – 5 أيام لتعطي اليرقات.
وتعتبر اليرقة هي الطور الضار للحشرة، حيث تسبب أضرارا للنخلة وتجعل من الساق اسطوانة فارغة تماما، إلا من الأنسجة المهترئة لأنها شديدة الشرهة ، ولون اليرقة أبيض مصفر أو حليبي، ولها رأس أحمر ذو أجزاء فم قارضة ذات فكوك قوية جدا،ً و تتميز يرقة “سوسة” النخيل بأنها عديمة الأرجل ذات شكل كمثري تقريبا، و لليرقة 13 حلقة ويصل طولها إلى حوالي 6 سم عند اكتمال النمو، وفترة حياتها تتراوح ما بين 2 – 3 أشهر، و بعدها تتعذر داخل شرنقة، والشرنقة تنسجها اليرقة من ألياف النخيل، وتعيش العذراء داخلها لمدة أسبوعين تقريبا، تتحول بعدها إلى “الخادرة” ويكون لونها أصفر مسمرا، لتتحول بعدها إلى الحشرة الكاملة، وتبدأ بالتزاوج ووضع البيض من جديد.
ونظراً للتأثيرات المدمرة لهذه الحشرة كان لابد من البحث عن حل ناجع، من أجل إنقاذ أشجار النخيل من الهلاك الذي تحدثه تلك الحشرة، وهو ما توصل إليه المهندس الزراعي المصري أحمد عبد الغنى شريف.
فمن خلال تخصصه في المكافحة الحشرية، لاحظ المهندس عبد الغني العديد من الآفات الخطيرة على المحاصيل الزراعية، وأهمها حفاّرات ساق التفاح و”سوسة” النخيل الحمراء التي تسمى “بايدز النخيل” للخسارة الفادحة التي تسببها ، فقرر البحث عن حل لهذه المشكلة وإيجاد البديل الذي يغنى عن استخدام طريقة المبيدات، والتي لا تقضى على الحشرة كليا وتسبب تلوث للمحصول، فقام باختراع جهاز أطلق عليه اسم “منقذ النخيـــل” وذلك بعد قيامه بدراسة كافة الدوائر على أيدي متخصصين في هذا المجال، ودراسة بعض مواد كلية الهندسة التي ساعدته في تنفيذ اختراعه.
واستغرق المخترع 10 سنوات في انجاز هذا الجهاز، حيث قام خلالها بتصنيعه ثم تطويره وتجربته، للتأكد من فعاليته على هذه الآفات الزراعية، فأثبت الجهاز فعاليته التامة.
والجهاز يقوم بإرسال ذبذبات ذات ترددات مختلفة، تقضى على أفات حفارات ساق التفاح و”سوسة” النخيل الحمراء، والمخترع مستمر في عملية تطوير الجهاز لتلافي مشكلات زراعية أخرى
والمهندس أحمد عبد الغني شريف يمتلك قدرة عالية على الابتكار والاختراع، حيث يشغل معظم وقته في البحث عن الحديث في المجال العلمي، ويحاول إيجاد الحلول اللازمة لكل مشكلة في صورة اختراع يفيد في التخلص من المشكلة، وقد عمل مهندسا في مزارع دواجن، كما عمل مهندسا زراعيا ومشرفا على مزارع الزيتون لمكافحة الآفات في “مشروع وادي فود” على مساحة 1000 فدان.