ابتكارات جديدهالمجلة

الألفي سبورت .. لعبة جديدة تساعد فى الدفاع عن النفس للمعاقين

الألفي سبورت | ابتكار مصري يمنح ذوي الإعاقة قوة وثقة جديدة

الألفي سبورت | في عالم الرياضة، حيث يسعى الأفراد إلى تحقيق التميز واكتشاف قدراتهم الكامنة، يطل علينا نموذج ملهم من أرض مصر، هو الشاب “محسن الألفي”، الذي لم يكتفِ بأن يكون مجرد رياضي، بل ابتكر فكرة نوعية ستغيّر حياة شريحة كبيرة من المجتمع. فقد أسس “الألفي سبورت”، وهي رياضة دفاع عن النفس مخصصة لذوي الإعاقة، تقوم على تعزيز الثقة بالنفس، والاعتماد على الأجزاء السليمة في الجسد، إلى جانب تطوير سرعة رد الفعل ومهارة مفاجأة الخصم. هذا الابتكار لم يأتِ ليكون مجرد نشاط بدني، بل ليصبح وسيلة للتحرر النفسي والاجتماعي لآلاف الأفراد.

فكرة ولدت من المعاناة والأمل

جاءت فكرة “الألفي سبورت” من ملاحظة محسن الألفي للصعوبات التي يواجهها ذوو الإعاقة في حياتهم اليومية، سواء على المستوى الجسدي أو النفسي. فالكثير منهم يعانون من نظرة المجتمع السلبية، إضافة إلى إحساس بالعجز أو قلة الحيلة أمام المواقف الطارئة.

ومن هنا أدرك الألفي أن الحاجة ليست فقط لبرامج تأهيلية أو رياضات ترفيهية، بل لابتكار منظومة دفاعية عملية تمنح ذوي الإعاقة القدرة على حماية أنفسهم، وفرض وجودهم بجدارة في المجتمع.

الألفي سبورت
الألفي سبورت

جوهر “الألفي سبورت”

تقوم هذه الرياضة على مبادئ أساسية تجعلها مناسبة لمختلف حالات الإعاقة، منها:

  1. التركيز على سرعة رد الفعل:
    يعتمد التدريب على التنبّه لأي حركة من الخصم والرد عليها في جزء من الثانية، وهو ما يعزز اليقظة الذهنية.

  2. مفاجأة الخصم:
    يعتمد المقاتل هنا على الخداع الإيجابي واستغلال لحظة الغفلة لدى المهاجم، بحيث يسبق تفكيره بالحركة المناسبة.

  3. استخدام الأجزاء السليمة:
    بدلاً من النظر إلى ما فقده الشخص من قدرات، تدعو هذه الرياضة إلى استثمار ما بقي لديه من طاقة حركية. فمن فقد ساقاً يمكنه الاعتماد على اليدين، ومن لديه ضعف بصري قد يطور حاسة السمع واللمس بشكل استثنائي.

  4. الثقة بالنفس:
    التدريب لا يتوقف عند الجسد، بل يشمل إعداداً نفسياً متكاملاً، يهدف إلى تحويل مشاعر النقص أو الضعف إلى قوة وإصرار.

الألفي سبورت كرسالة مجتمعية

لم يكن هدف “محسن الألفي” مجرد تأسيس لعبة جديدة، بل إيصال رسالة إنسانية مفادها أن ذوي الإعاقة قادرون على الإنجاز والإبداع إذا ما أتيحت لهم الفرصة المناسبة. هذه الرياضة تمثل أداة لدمجهم في المجتمع بطريقة حضارية، إذ يشعر الفرد من خلالها أنه لم يعد مجرد متلقٍ للدعم، بل شريكاً في التفاعل والتأثير.

الفوائد النفسية والجسدية

  • على المستوى النفسي: يكتسب الممارسون شجاعة أكبر في مواجهة المواقف الصعبة، كما يتخلصون من مشاعر الخوف أو الاعتماد على الآخرين.

  • على المستوى الجسدي: تؤدي التدريبات إلى تقوية العضلات السليمة وتحسين التوازن والمرونة.

  • على المستوى الاجتماعي: تمنح هذه الرياضة لذوي الإعاقة فرصة للتعارف، بناء الصداقات، والمشاركة في البطولات والعروض.

التحديات التي واجهت الفكرة

ابتكار “الألفي سبورت” لم يكن طريقاً مفروشاً بالورود، بل واجه عدة صعوبات أبرزها:

  • غياب الدعم المادي لتجهيز صالات تدريب خاصة وتوفير الأدوات المساعدة.

  • قلة الوعي المجتمعي بأهمية الرياضة لذوي الإعاقة، واقتصار النظرة عليهم في إطار العطف لا التمكين.

  • الحاجة إلى اعتراف رسمي من المؤسسات الرياضية الكبرى لتبني اللعبة وتنظيم مسابقات على المستوى المحلي والدولي.

ومع ذلك، ظل محسن الألفي ثابتاً على موقفه، مؤمناً برسالته، مستنداً إلى إصرار المتدربين الذين وجدوا في فكرته بارقة أمل جديدة.

نحو مستقبل عالمي للألفي سبورت

يحلم “محسن الألفي” بأن تتحول رياضته من تجربة محلية إلى منهج عالمي يُدرّس في مراكز تدريب خاصة بذوي الإعاقة في مختلف الدول. بل إنه يطمح إلى أن تكون هناك بطولات دولية تحمل اسم “الألفي سبورت”، يتنافس فيها اللاعبون على نحو يعكس صورة مشرقة عن قدرتهم الفائقة على التحدي.

ولعل أبرز ما يميز هذه الرياضة أنها لا تحتاج تجهيزات معقدة أو صالات ضخمة، بل تعتمد على الإرادة والعزيمة، وهو ما يجعل انتشارها ممكناً في بيئات متعددة.

مصر مهد الإبداع

هذا الابتكار الجديد يضاف إلى قائمة طويلة من الإبداعات المصرية في شتى المجالات. فمنذ القدم ومصر تخرج للعالم مفكرين ومبتكرين وأصحاب رسالات إنسانية، و”محسن الألفي” هو امتداد لهذه السلسلة. رياضته ليست مجرد نشاط بدني، بل حركة وعي اجتماعي تضع مصر في موقع الريادة في مجال الرياضات المبتكرة الخاصة بذوي الإعاقة.

وقال “الألفي” الذي يعمل مدربا لرياضة “الكونج فو”: أسست الاتحاد المصري لهذه الرياضة وأطلقت عليها “الألفي سبورت”، حيث إنها تناسب جميع الأعمار من المعاقين ولا تحتاج لمجهود عضلي شاق، فهي خليط من مجموعة ألعاب أخري، ويستطيع أي إنسان تعلمها وممارستها بسهولة.

وتختلف طريقة التدريب في تلك اللعبة حسب الإعاقة، فإذا كان اللاعب معاقا في قدميه يتم تدريبه علي التصدي للاعتداء والهجمات بيديه والعكس، وأكد الألفي أن التدريب لا يقتصر علي النواحي النظرية، ويتضمن جانباً عملياً. كما أن هناك تدريبات خاصة للمكفوفين تعتمد علي حاسة السمع القوية لديهم، ولمس الحركات التي يؤديها المدرب.

وتساعد اللعبة علي دمج المعاقين في المجتمع وتقلل من إحساسهم بالإحباط، وناشد “الألفي” الجهات المعنية باعتماد اللعبة كرياضة رسمية، وأكد أنه أنفق 45 ألف جنيه لتسجيل براءة اختراع، وأكتفي بعقد دورات تدريبية فيها علي نطاق ضيق في بعض الأندية ومراكز الشباب.

خاتمة

“الألفي سبورت” ليست مجرد رياضة دفاع عن النفس، بل ثورة في المفاهيم، إذ تنقل ذوي الإعاقة من موقع الضعف إلى موقع القوة، وتمنحهم سلاحاً من نوع خاص: الثقة بالنفس والإصرار على الحياة. إنها رسالة تقول للعالم إن الإعاقة ليست عجزاً، بل قد تكون بداية لطريق جديد من العطاء والابتكار.

بهذا الابتكار، يثبت “محسن الألفي” أن الشباب المصري قادر على تقديم حلول إنسانية غير تقليدية، وأن الإرادة قادرة على كسر أي قيود. ومن المؤكد أن الأيام المقبلة ستشهد المزيد من الاهتمام بهذه الرياضة، حتى تتحول إلى مدرسة عالمية في التحدي والإرادة.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى