البروفيسورة راكيل بيكسوتو: رائدة أبحاث صحة الشعاب المرجانية
راكيل بيكسوتو حامية الشعاب المرجانية
تُعد البروفيسورة راكيل بيكسوتو من الشخصيات المرموقة في مجال البحث العلمي والحفاظ على البيئة البحرية. تشغل حاليًا منصب أستاذة مشاركة في جامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية (كاوست). وقد أُلقي عليها الضوء بفضل جهودها المتميزة في مجال ترميم الشعاب المرجانية والمحافظة على التنوع البيولوجي في البيئة البحرية.
تمنحها مؤسسة “فرونتيرز للعلوم” جائزة “فرونتيرز بلانت” لعام ٢٠٢٤، وتُعتبر هذه المرة الأولى التي يحصل فيها باحث من دولة عربية على هذه الجائزة.
تم اختيار البروفيسورة بيكسوتو لبحثها المتميز حول استخدام المعززات الحيوية (البروبيوتيك) لدعم الشعاب المرجانية وتعزيز قدرتها على مقاومة تغير المناخ. تُعد هذه الجائزة تكريمًا للأبحاث التي تسهم في تحقيق أهداف التنمية المستدامة وحماية البيئة.
تجدر الإشارة إلى أن البروفيسورة بيكسوتو اشتهرت بلقب “حامية الشعاب المرجانية”، حيث تعمل على تطوير تقنيات ترميم الشعاب المرجانية باستخدام الميكروبيولوجيا والبروبيوتيك. تمثل أبحاثها إسهامًا كبيرًا في الحفاظ على هذه البيئة البحرية الهامة والتي تعد موطنًا للعديد من الكائنات البحرية وتسهم في الاقتصاد العالمي.
ويأتي توقيت حصول راكيل على هذه الجائزة في الوقت الذي أعلنت فيه الرابطة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي، التي تُعتبر الرأي الرائد في العلوم ذات الصلة، أننا نشهد رابع حدث عالمي لابيضاض الشعاب المرجانية على الإطلاق والثاني خلال العقد الماضي.
تأسست جائزة “فرونتيرز بلانت” لتكريم الأبحاث التي تتناول أهداف التنمية المستدامة السبعة عشر للأمم المتحدة بالإضافة إلى الأهداف التسعة لحماية كوكبنا والمنصوصة في الجائزة نفسها. ويصادف هذا العام تكريم الدفعة السنوية الثانية من الفائزين الذين يمثلون ٢٣ دولة، وكانت بيكسوتو الوحيدة التي مثلت المملكة العربية السعودية في هذه الجائزة.
يذكر أن مؤسسة “فرونتيرز للعلوم” ستعلن في يونيو عن ثلاثة أبطال دوليين من الفائزين بهذه الجائزة في دفعة هذا العام، وستتلقى المعاهد التي يعمل بها هؤلاء الأبطال تمويل بحثي يصل إلى مليون فرنك سويسري.
من هي البروفيسورة راكيل بيكسوتو ؟
هي أستاذة مشاركة في علم الأحياء البحرية في جامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية (كاوست) في المملكة العربية السعودية. تُعدّ بيكسوتو خبيرة بارزة في مجال علم الأحياء الدقيقة البحرية، وتشتهر بأبحاثها حول التكافل بين الشعاب المرجانية والكائنات الحية الدقيقة، ودورها في صحة ومرونة الشعاب المرجانية.
Table of Contents
إنجازات البروفيسورة بيكسوتو :
- اكتشاف دور البروبيوتيك في صحة الشعاب المرجانية: أظهرت أبحاث بيكسوتو دورًا هامًا للكائنات الحية الدقيقة المفيدة، أو ما يُعرف باسم “البروبيوتيك”، في تعزيز صحة الشعاب المرجانية وحمايتها من التلف الناتج عن العوامل البيئية المُجهدة، مثل ارتفاع درجات حرارة الماء.
- ابتكار مُعينات حيوية لتعزيز صحة الشعاب المرجانية: بالتعاون مع فريقها البحثي في كاوست، طورت بيكسوتو مُعينات حيوية قوية من مستخلصات الشعاب المرجانية نفسها، والتي تحتوي على مزيج من مياه البحر وأجزاء من المرجان والكائنات الحية الدقيقة المُفيدة. أظهرت الدراسات فعالية هذه المُعينات في تحسين صحة الشعاب المرجانية وزيادة قدرتها على مقاومة الضغوطات البيئية.
- نشر الوعي بأهمية صحة الشعاب المرجانية: تُشارك بيكسوتو بنشاط في نشر الوعي بأهمية صحة الشعاب المرجانية ودورها في النظم البيئية البحرية. وتُلقي المحاضرات وتُشارك في الفعاليات العامة، وتعمل مع صانعي السياسات لتعزيز جهود حماية الشعاب المرجانية.
جوائز وتكريمات البروفيسورة بيكسوتو :
حصلت البروفيسورة بيكسوتو على العديد من الجوائز والتكريمات تقديرًا لإنجازاتها البحثية، منها:
- جائزة “أفضل باحثة شابة” من جامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية (كاوست)
- جائزة “L’Oréal-UNESCO For Women in Science” لمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا
- جائزة “المرأة العربية الملهمة” في مجال العلوم والتكنولوجيا
لماذا تُعدّ البروفيسورة بيكسوتو نموذجًا ملهمًا؟
تُعدّ البروفيسورة بيكسوتو نموذجًا ملهمًا للعديد من الشباب، خاصةً النساء العربيات، اللواتي يسعين إلى تحقيق التميز في مجال العلوم. فهي تُجسد قدرة المرأة العربية على تحقيق الإنجازات العلمية المُهمة، وإحداث تأثير إيجابي على العالم.
مقتطفات من أقوال البروفيسورة بيكسوتو :
- “الشعاب المرجانية هي كنوز ثمينة يجب علينا حمايتها. فصحتها تُؤثّر على صحة كوكب الأرض بأكمله.“
- “العلم هو أداة قوية يمكننا استخدامها لحلّ مشاكل العالم. وأنا أؤمن بأنّ البحث العلمي هو مفتاح مستقبل أفضل.“
- “لا تدع أي شخص يُخبرك بأنّك لا تستطيع تحقيق أحلامك. فمع العمل الجاد والمثابرة، يمكنك تحقيق أي شيء تسعى إليه.“
أشادت راكيل بيكسوتو بالجهود الجبارة والاستثمار القوي الذي قامت به المملكة العربية السعودية في هذا المجال، وأدى إلى نجاح بحثها، وقالت “إستراتيجية كاوست الجديدة تتماشى بصورة كبيرة مع الأهداف المستدامة الطموحة لهيئة تنمية البحث والتطوير والابتكار في المملكة. وهذا هو أحد الأسباب وراء حصولنا على هذا الدعم القوي الذي مكننا من التفوق وتطوير حلول علمية غير مسبوقة لحماية الشعاب المرجانية”.
وأشارت بيكسوتو إلى تزامن حصولها على الجائزة في يوم الأرض والإعلان عن رابع حدث عالمي لابيضاض الشعاب المرجانية، وأن ذلك أمر لا ينبغي تجاهله، وقالت “إن الحصول على هذه الجائزة في يوم الأرض أمر مهم لتسليط الضوء على أن الشعاب المرجانية آخذة في النفوق وستتلاشى قريباً، وسيكون لذلك تأثيرات بيئية عميقة. وتستطرد “إن برامجنا البحثية في البحر الأحمر، بما في ذلك استراتيجية البروبيوتيك، لديها القدرة على إحداث تأثير غير عادي على البيئة، وعلى حياتنا أيضًا”.
ختامًا :
تُعدّ البروفيسورة راكيل بيكسوتو من رواد أبحاث صحة الشعاب المرجانية على مستوى العالم. وتُلهم أبحاثها وإنجازاتها الأجيال القادمة من العلماء والباحثين، وتُساهم في تعزيز مكانة المرأة العربية في مجال العلوم والتكنولوجيا.