استثمارأفكار مشاريع

مؤسسة صلتك “أمل العاطلين” أقامت 17 مشروعا في 4 دول عربية

مؤسسة صلتك “أمل العاطلين” أقامت 17 مشروعا في 4 دول عربية

مؤسسة صلتك, بالرغم من مرور نحو عام على انطلاق نشاط مؤسسة “صلتك” من داخل قطر لمحاربة البطالة في العالم العربي، فإنها تمكنت من إطلاق 17 مشروعا في 4 دول تمهيدا لتطبيق التجربة في كل الدول العربية لتحقيق هدفها في توفير 100 مليون فرصة عمل قبل عام 2030؛ الأمر الذي يجعل مشاريع المؤسسة بمثابة الأمل للعاطلين العرب.

وفيما ينشغل العالم بأسره بتداعيات الأزمة الاقتصادية العالمية وما نجم عنها من جيوش عاطلين عن العمل، تنهمك “صلتك” في دراسة السبل، وعقد الاتفاقات، وبناء الشراكات للقضاء على أزمة البطالة بشكل جذري حتى لا تتفاقم المشكلة مستقبلا.

وأوضح د.أحمد يونس مدير الشراكات الإستراتيجية والإعلام بـ”صلتك” أنه بحسب تقديرات الخبراء يجب توفير 100 مليون فرصة عمل في العالم العربي قبل عام 2030؛ وذلك للحفاظ على نسبة البطالة كما هي اليوم وهذا هو هدف “صلتك”.

وبين أن المبادرة تنبع من رؤية سمو الشيخة موزة بنت ناصر المسند حرم أمير قطر لمحاربة البطالة، ليس في العالم العربي فحسب بل والعالم أجمع، ولكنه تم البدء بالدول العربية لأنها تعاني من أكبر نسبة بطالة في العالم.

البطالة
البطالة

وعن مدى تأثير الأزمة المالية على برامج “صلتك” أوضح د.يونس أن تأثيرها كان محدودا، لكنها ضاعفت التحدي أمام “صلتك” للتغلب على مشكلة البطالة، مشيرا إلى نجاحها في إطلاق 17 مشروعا خلال عام من انطلاقها، وذلك في كل من اليمن وسوريا وقطر والمغرب، ضمن مرحلة أولى ستنضم إليها لاحقا كل من تونس والبحرين.

وتقوم هذه المشروعات على فكرة “Social Entrepreneurship” التي تتبناها “صلتك”، ومفادها أن مؤسسات لا ربحية تعمل مع مؤسسات ربحية في السوق وتبني معها شركات، وهذه الشركات توفر وظائف، وتحقق أرباحا تعود للشركاء لكي تمول المؤسسة نفسها بنفسها بدلا من الاعتماد على الدعم والمعونات فقط.

وأشار في هذا الصدد إلى أن إستراتيجية عمل المؤسسة تقوم على توحيد الجهود، وتنظيم العمل مع كل المؤسسات المعنية بحل مشكلة البطالة قد تكون هذه المؤسسات حكومية مثل وزارة العمل، أو شبه حكومية، أو قطاعا خاصا أو منظمات معنية بالتدريب والتطوير.

ثلاثة محاور

وبين مدير الشراكات الإستراتيجية بـ”صلتك” أنه قبل الحديث عن المشاريع التي يتم تنفيذها، يجب الحديث عن آليات وأهداف مؤسسة “صلتك” لمحاربة البطالة؛ لأنها ستعين بشكل أكبر على فهم مشاريعنا.

وتركز آليتنا على ثلاثة محاور هي: فهم عقلية الشباب والمجتمع، وخلق وسائل لتلبية احتياجات الشباب العربي لكي ينجح في مشروعه، ومن هذه الوسائل المال والسوق والتدريب على المهارات، والمحور الثالث يتعلق بالسياسات الموجودة في العالم العربي وفي الغرب، ومحاولة تغييرها لإزالة المعوقات أمام الشباب وتسهيل اندماجهم في الحياة الاقتصادية.

وأوضح د.أحمد يونس أنه لتحقيق تلك الأهداف سعينا إلى بناء شراكات إستراتيجية مع المؤسسات المعنية بحل مشكلة البطالة، بحيث يكون هناك نوع من التكامل في الرؤية والعمل، فمثلا لفهم عقلية الشباب والمجتمع شكلنا تحالف كبار المؤسسات التي تركز على ما نحتاجه لكي نفهم المشكلة ووسائل حلها، ومنها مؤسسة جالوب في أمريكا.

وتابع: وبالتعاون مع جالوب ننشر كل 6 أشهر مؤشر “صلتك”، وهو يتكون من استطلاعات رأي للشباب والمجتمع في العالم العربي عن كل ما نقوم به، ويركز على وجهات نظرهم ووجهات نظر المجتمعات حول فرص العمل، والعوائق التي يرون أنها تعترض سبيل نجاحهم.

وأشار إلى أن هذا المؤشر سوف يُرشد قادة العالم حول كيفية التعامل الأمثل مع أكبر التحديات التي يشهدها العالم حاليا والمتعلق بخلق فرص العمل.

وأضاف: ولتحقيق الهدف الثاني أطلقنا 17 مشروعا تشمل أمورا مختلفة، منها: تطوير المهارات، وتنمية المشاريع، وتوفير الأسواق، وتوفير القروض، والتدريب، والدخول في مشاريع من شأنها توفير فرص عمل بشكل مباشر، ولكن هذه المشاريع تم الاتفاق بشأنها، وسينطلق العمل فيها خلال الفترة القادمة.

أما المحور الثالث الخاص بخلق السياسات -يكمل يونس- فهذا يتم تحقيقه من خلال الدخول في مشاريع بالتعاون مع الحكومات لكي نخلق سياسات تهدف إلى مساعدة الشاب العربي في أن يغير مجرى حياته من يوم ليوم.

وتابع: كما نحاول خلق رأي عام مؤيد لسياسات مقترحة بناء على نتائج الاستطلاعات التي نجريها، لذلك فلدينا فكرة “Silatech one thouthand”، وهذا ينبع من رؤيتنا أننا نستطيع تغيير أي شيء في العالم بألف شخص مؤمنين بالفكرة، فيقومون بخلق رأي عام مؤيد أو مناهض لسياسة معينة وذلك من خلال وسائل الإعلام أو الإنترنت وغيرها.

البطالة

مشروع “خديجة” باليمن

وعن المشاريع والشراكات التي تم تنفيذها خلال العام الماضي، أشار د.أحمد يونس أن تلك المشروعات والشراكات تختلف باختلاف ظروف كل دولة على حدة، فمثلا في بداية عملنا باليمن وجدنا افتقار كل من الخريجين والمؤسسات التعليمية وأرباب الأعمال لمعلومات عن سوق العمل، فأقمنا شراكة مع منظمة العمل الدولية وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي، بهدف تقديم دعم إستراتيجي إلى وزارة العمل لتحسين الأداء العام لسوق العمل في اليمن.

وأضاف: وبالتوازي مع هذا، شرعنا في القيام بعدد من المشاريع؛ حيث قامت “صلتك” بتوحيد القوى مع المنظمة اليمنية غير الحكومة الرائدة، مؤسسة تنمية القيادات الشابة لتطوير حلول شاملة لمؤسسات الأعمال للمتعهدات الشابات الطموحات، في ضوء مشروع تجريبي أطلقنا عليه اسم “خديجة” نسبة إلى زوجة الرسول صلى الله عليه وسلم، والتي كانت هي نفسها سيدة أعمال.

وتابع: كما شرعت “صلتك” في مبادرة مبتكرة لتقديم قرض شبابي لمساعدة الشباب على توسيع أنشطة أعمالهم، وذلك بالتعاون مع صندوق تمويل المنشآت الصغيرة الذي سيكون أول مؤسسة في اليمن تقدم لمؤسسات الأعمال الصغيرة والمتوسطة قروضا، ويتوقع أن توفر أكثر من 700 فرصة عمل للشباب اليمني.

وبين كذلك أنه تحقيقا لأحد الأهداف الرئيسية لـ”صلتك” المتمثل في زيادة فرص حصول الشباب على التدريب المهاري المرتبط بمتطلبات سوق العمل، أعلنت “صلتك” وشركة الديار القطرية، الذراع الاستثمارية لدولة قطر، وشبام القابضة، الشركة اليمنية الحكومية الرائدة في مجال تيسير الاستثمار، عن قيام تحالف إستراتيجي بينها لتدريب 4500 شاب وتوظيفهم في وظائف محددة سلفا في قطاع البناء والتشييد اليمني.

وأوضح مدير الشراكات أن هذه المشروعات سيتم تقييمها والتوسع فيها لتوفير المزيد من فرص العمل، وكذلك هناك العديد من المشروعات الأخرى في طور التنفيذ.

المغرب.. تكنولوجيا المعلومات

أما في المغرب فبين د.يونس أنهم ركزوا على قطاعي السياحة وتكنولوجيا المعلومات، وفي هذا السياق عقدت “صلتك” اتفاقية مع عدة جهات من بينها جامعة الحسن الثاني في كازابلانكا، ووزارة الصناعة لإنشاء مشروع أولي لتوظيف الشباب تابع لقطاع تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في المغرب.

وبين أن المشروع يتيح تدريب وتوفير فرص العمل لألف شاب وشابة في صناعة تكنولوجيا المعلومات والاتصالات.

وتابع: كما كونت “صلتك” مع المؤسسة الدولية للشباب تحالفا إستراتيجيا لإطلاق برنامج تجريبي لتدريب وتشغيل (1000) شاب في قطاع الضيافة والسياحة على مدى الـ22 شهرا القادمة؛ ليكون بمثابة أساس للتوسع من أجل الحصول على آلاف الوظائف في السنوات الخمس المقبلة.

وأوضح كذلك أنه تم تكوين تحالف مع جامعة الحسن الثاني بالدار البيضاء، وشركائها من المؤسسات المحلية لتدشين مرحلة التخطيط لمشروع المركز الجامعي المشترك للتدريب والتوظيف، والذي يطلق عليه مشروع “سايسف”.

سوريا.. توفير القروض

وعن طبيعة أعمال “صلتك” في سوريا، قال د.يونس: كان التركيز في سوريا على تنمية مشروعات الشباب من خلال منحهم قروضا، لذلك تم عقد اتفاقية مع وزارة العمل والشئون الاجتماعية لتأسيس “صندوق قروض الشباب” كجزء من مجموعة شاملة من المبادرات التي تركز على تشجيع توظيف الشباب وتنمية مشروعات الشباب.

وأوضح أنه في هذا الصدد ستدعم “صلتك” جهود وزارة العمل السورية في تأسيس أول مصرف وطني للتمويل الأصغر في سوريا، ومن شأن هذا المكتب تقديم قروض صغرى يسهل على الشباب السوري، الساعي إلى تأسيس مشروعات عمل حر وتوسيعها، التعامل معها.

قطر.. عمل من المنزل

أما فيما يتعلق بقطر، فأوضح مدير الشراكات الإستراتيجية أنه تم عقد اتفاقية تعاون مع شركة “مان باور” التي تعد من الشركات الرائدة في صناعة خدمات التشغيل على مستوى العالم، وبموجبها سيتم التعاون لخلق برامج مبتكرة، وأولى التجارب سوف تنطلق في الخريف بقطر؛ وذلك لتلبية احتياجات الأعمال المحلية والشباب.

وبين كذلك أن أحد مشاريع “صلتك” ومان باور سيعرض حلا تكنولوجيا للعاملين من المنزل ممن يمكن توظيفهم في شتى قطاعات الصناعة والقيام بمهامهم من المنزل أو المركز الاجتماعي.

وأوضح أنه إضافة لهذه المشاريع فقد تم عقد شراكات مع عدة جهات من بينها مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم، ومنظمة الخليج للاستشارات الصناعية، ووزارة التعاون الدولي بدولة قطر، وكلها بهدف المزيد من توفير فرص العمل بشكل مباشر أو غير مباشر.

جدير بالذكر أن الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني أمير قطر وحرمه الشيخة موزة بنت ناصر المسند قد تبرعوا بوقفية بمبلغ مائة مليون دولار لدعم مبادرة “صلتك” عند الإعلان عن انطلاقها في يناير 2008.

أحمد عبد السلام
نقلا عن إسلام أون لاين

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى