تعد المهن الشعبية القديمة التي مازال كثير من الحرفيين يمارسونها حلقة من حلقات الوصل بين ماضي الأجداد العريق والحاضر المُشرِّف، إذ إنها تُجسد الأصالة العربية التي كان عليها الأجداد.
أم فهد من بين أولئك الأشخاص الذين احترفوا المهن الشعبية القديمة، ومن بين تلك المهن التي احترفتها “سف الخوص” تلك المهنة التي كادت تندثر جراء منافسة المنتج الحديث لها.
تقول أم فهد التي اكتسبت هذه الحرفة من والدتها وجدتها على حد قولها، “كانت جدتي حريصة كل الحرص على أن تكتسب والدتي منها هذه الصنعة، وكانت أمي قد نهجت ذاك الطريق في سبيل أن أكتسب أنا صناعة الخوص، وكنت قد بدأت مزاولتي لهذه الصنعة منذ أن كنت في الخامسة عشرة من عمري، وما زلت وإلى الآن أمارسها، وأنا حريصة أيضا على أن أكمل مشوار هذه الحرفة مع بناتي لإنتاج وتقديم المصنوعات الخوصية لمحبي الإنتاج التراثي”.
وعن الخوص وكيفية التعامل معه والمواد المستخدمة فيه قالت “الخوص يتألف من أوراق جريد النخيل وتسمى “قلب النخلة”، والذي ينتج عنه صناعات شعبية مختلفة منها الخوص، ومن بين المنتوجات الخوصية التي أقوم بصناعتها يدويا المروحة اليدوية والمهفة وسفرة الطعام والحصير والأواني الخوصية بمختلف أحجامها وأشكالها وألوانها كالمناخل وزبلان التمر وعرى الخلط والكفيفاة”.
وتشير أم فهد إلى أن المدة الزمنية التي تتم بها صناعة الخوص تعتمد على الحجم والكم المراد صنعه، فالمصنوعات الخوصية ذات الحجم الكبير قد تستغرق للمنتج الواحد يومين، أما ذات الحجم الصغير فتقوم بإنتاج من 5 إلى 7 أعمال منها في اليوم الواحد.
أما عن أسعار المنتجات الخوصية فتشير أم فهد أيضا إلى أن الحجم والشكل والمدة الزمنية المستغرقة في إنتاج الخوص تلعب دورا كبيرا في تحديد الأسعار، فهي تقوم ببيع المنتوجات الصغيرة بسعر خمسة ريالات للواحدة، أما المنتوجات الخوصية الكبيرة فيتراوح سعرها ما بين 60 إلى 70 ريالاً.
وترى أم فهد أن احتراف المهن الشعبية القديمة أمر ضروري وملح في هذا الزمان للأجيال القادمة، وحتى لا يندثر هذا التراث العريق، ترى ضرورة المحافظة عليه في تعليم أبنائنا وبناتنا للحرف اليدوية الشعبية القديمة والمأكولات الشعبية التي قد يكون لها الدور الفاعل في تعريف الأجيال القادمة بتراث الآباء والأجداد.