أكدت دراسة أمريكية حديثة أن الشوكولاته لا تشكل خطورة على المرأة ورشاقتها، بل على العكس، حيث تقول النتائج إنها تقدم للمرأة تحديدا طاقة إيجابية وتقلل من أخطار الإصابة بعدد من الأمراض الشائعة عندها.
وحول هذا الموضوع، تقول الأخصائية الأمريكية ديبري وترهاوس “إن أهمية الشوكولاته باتت واضحة”، مؤكدة ضرورتها الصحية والهامة لبناء الجسم, فهذه الحلويات لن تخزن في الخلايا الدهنية مسببه انسداد الأوردة أو الإصابة بالسرطان، بل لها فوائد جسمانية أخرى لا يمكن الاستغناء عنها.
وأشارت الباحثة “وترهاوس” إلى أنها أمضت سنوات عديدة في أبحاثها لتقديم البراهين العلمية حول مضار تقييد المرأة عن تناول الشوكولاته، لأنها تمنع الجسم من أخد حاجته منها, فتسبب اضطرابا في نموه وخللا في أدائه ويعرضها لخطر حقيقي.
وتستند الدراسة على نظرية بسيطة تعتمد على تلبية رغبات الجسم عند حاجته إليها، فعندما يحتاج الجسم للنوم يذهب الشخص للفراش، وعندما يرغب بالدفء يرتدي الملابس السميكة، وهكذا عندما ترغب المرأة بتناول الشوكولاته فيجب تلبية هذه الرغبة، وعند الإحجام عن ذلك ستدفعها رغبتها إلى تناول مأكولات أخرى لتعويض النقص مما يسبب إجهادا للجسم وارتباكا في فعالياته.
ومن الناحية البيولوجية، فإن جسم المرأة بحاجه إلى سعرات حرارية ومواد دهنية أكثر من الرجل, وذلك لاستخدامها في التخزين أو تغذية الجنين خلال فترة الحمل البالغة تسعة أشهر، وهذه الميزة الإلهية هي التي منحت المرأة الرغبة الشديدة لتناول الحلويات..
لا تستطيع كثير من النساء، التخلص من الحب الشديد للقطعة الصغيرة السوداء المنوعة الأشكال والأحجام، فالشيوكولاتة أصبحت إدمانا لدى عديد منهن، لأنها تشعرهن بالسعادة والنشوة، لكن الشيوكولاتة رغم فوائدها الصحية المتعددة وخاصة بالنسبة للقلب والأوعية الدموية فإنها تصبح خطرا على الجسم إذا ارتفع تناولها لدرجة الإدمان.
وللشيكولاتة فوائد صحية جمة أثبتتها عديد من الدراسات الطبية والعلمية التي أجريت مؤخرا في ألمانيا وأمريكا، وتنبع أهميتها الغذائية، من كونها تحتوي على 250 مادة طبيعية منشطة للجسم، مثل المواد التي تمنع الأكسدة، وذلك لحماية عضلات القلب، وتحتوي على معادن مفيدة للجسم والفوسفور والكالسيوم والمغنيسيوم والحديد وفيتامينات (أ) و(ب) و(سي).
ونظرا لإدمان كثيرين لها، اهتم علماء وأطباء من عدة دول بدراسة خصائصها الغذائية والطبية، مما أدي لوجود دراسات كثيرة تتحدث عنها، فبعض الدراسات أثبتت أن من يتناول الشوكولاتة أطول عمرا من غيرهم، فيما أثبتت أخرى تأثيرها الإيجابي على القلب والوقاية من ضغط الدم والكولسترول؛ حيث تحتوي على المادة السحرية “الفلوفونايد” التي تمنع ترسب الكولسترول الضار على شرايين القلب.
وفي ألمانيا، أكدت دراسات حديثة هذه الحقيقة؛ حيث أوضحت أن تناول كميات صغيرة من الشوكولاته السوداء وبصورة منتظمة تحمي من أمراض الشرايين وتعمل على خفض ضغط الدم، كما إنها تزيد من مرونة الأوعية الدموية.
وفي أمريكا، اهتمت بعد دراسات أخرى بتحديد الكمية الواجب تناولها يوميا من الشوكولاتا حيث أظهرت أن تناول 6 غرامات منها يخفض ضغط الدم الانبساطي والانقباضي بحوالي نقطتين.
وخلص باحثون من جامعة تافتس في بوسطن إلى أن جميع الأغذية الغنية بمادة “الفلافونايد” مثل الفواكه والخضروات والشاي والشوكولاتة لها تأثير إيجابي على الأوعية والحساسية للجلوكوز.
حول علاقة الشوكولاتة بالمرأة، لفتت دراسة حديثة إلى أن تناول الشوكولاتة يساعد على إنجاب أطفال أكثر سعادة وحيوية، كما إنها تؤثر ايجابيا على سلوكيات الأطفال بسبب المواد.
فإذا كنتِ من محبي الشوكولاته البيضاء فحاولي التقليل من تناولها قدر الإمكان لقلة نسبة الفلافونايد بها، كما أنها تحتوي على نسبة عالية من الدهون، مما يزيد من الوزن، كما أنها تزيد من نسبة الكولسترول في الدم وأمراض القلب وانسداد الشرايين.
وعوضا عن البيضاء، ينصح الأطباء بتناول الشوكولاته السوداء التي لا تحتوي على حليب وتساعد على الوقاية من أمراض القلب. كما أنها تحتوي على نسبة قليلة من الدهون وتحسن من استخدام الجسم للأنسولين وتقلل من الكولسترول الضار بنسبة 10% في المتوسط، كما إنها تمنع الإصابة بالقرحة.
ومن جانبه، يدعو الطبيب الألماني “بلومبرج” المرضى المصابين بارتفاع ضغط الدم أو من يرغبون بإنقاص الوزن إلى عدم الإفراط في تناول الشوكولاته السوداء، وترك الطرق الأخرى المهمة مثل تناول العلاج وممارسة التمارين الرياضية التي تساعد على حرق كمية كبيرة من الدهون وإنقاص الوزن بالإضافة إلى حمية غذائية مناسبة.
صلاح عبد الصبور