شخصيات علميةمبدعون

الطريقي .. عالم في خدمة الإنسانية

هو محمد بن حمود بن سليمان الطريقي من أشهر علماء العرب المعاصرين له العديد من الاختراعات والإسهامات العلمية والتي نالت اعترافا عالميا وتقديرا محليا وإقليميا لاسيما وان هذه الإسهامات تخدم فئة المعوقين بالإضافة إلي رعايته لهذه الفئة والدفاع عن حقوقها فاستحق عن جدارة لقب العالم الإنسان ..

المولد والنشأة

ولد الدكتور محمد الطريقي في مدينة الزلفى بالمملكة العربية السعودية في عام 1955م، وتلقى تعليمه الأولي (1961-1974م) بالزلفى حيث كان ترتيبه التاسع على مستوى المملكة في امتحان الشهادة الثانوية العامة (قسم علمي)، ثم سافر إلى المملكة المتحدة للدراسة حيث حصل على شهادة إتقان اللغة الإنجليزية وكذلك الشهادة العامة للتعليم (علوم GCE ) في كلية ساوث بورت للتكنولوجيا عام 1977م، ونال بعدها درجة البكالوريوس (مرتبة الشرف) في الهندسة الميكانيكية من جامعة لانكستر عام 1980م، ثم الدكتوراه في هندسة تقويم الأعضاء والتأهيل من جامعة سالفورد عام 1985م. ثم عاد إلى أرض الوطن فاتحاً ذراعيه لكل مسؤولية أو هم إنساني قد يوكل إليه.

تم تعيينه أستاذ بحث مساعد في إدارة البحث العلمي بمدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية ثم أستاذاً مساعداً لهندسة تقويم الأعضاء والتأهيل بكلية العلوم الطبية التطبيقية بجامعة الملك سعود بالرياض، حيث عمل عضواً لهيئة التدريس. حصل على درجة أستاذ مشارك ثم أستاذ، ورغم ارتباطه في عمله الأكاديمي فقد بادر بتأسيس المركز المشترك لبحوث الأطراف الاصطناعية والأجهزة التعويضية وبرامج تأهيل المعوقين بالرياض عام 1987م والذي مثل انطلاقة المراكز المشتركة لنشر ومراقبة التأهيل برعاية الأمير سلطان بن عبد العزيز آل سعود، وعمل فيه بصفته الباحث الرئيسي المشرف العام، ويعتبر هذا المركز مشروعاً رائداً في مجال الإعاقة والتأهيل ومنارة إرشاد للمعوقين والمحرومين.. ومن هنا وجد نفسه في الأداء التنموي الإنساني وحقوق الإنسان وبدأ العمل لأجل ذوي الاحتياجات الخاصة في كافة المجالات وهو ينادي بصوتٍ عالٍ لحقوقهم باعتبارها جزء أصيل من منظومة حقوق الإنسان وأداة فاعلة من أدوات النماء الإنساني.

شغل منصب الأستاذ الزائر بكلية طب جامعة نورث ويسترن بشيكاغو في ولاية إلينوي بالولايات المتحدة الأمريكية عام 1989-1990م، التي حصل منها على دبلوم الأطراف الاصطناعية ودبلوم الأجهزة التعويضية.

اختراعاته

أثمرت جهود الطريقي في إنجازه لاختراعين نالا براءتي اختراع واعترافاً عالمياً هما:
ـ مفصل كاحل دوار قابل للانغلاق لطرف اصطناعي متمفصل للبتر تحت الركبة (براءة اختراع أمريكية في عام 1989م).
ـ جهاز للتحليل الكمي لعدم وثاقة الركبة البشرية في الجسم الحي دون التعرض للأنسجة (براءة اختراع أوروبية في عام 1991م).

تقدير محلي وعالمي

ـ جائزة الميدالية الذهبية لأفضل ورقة بحثية لعام 1996م، قدمت في المؤتمر الرابع والعشرين للجمعية الهندية للطب الطبيعي والتأهيل، بحيدر أباد بالهند، والتي كانت بعنوان “التنبيه الكهربي الوظيفي لاستعادة القدرة على المشي لمرضى إصابات الحبل الشوكي” .

ـ جائزة القيادة من كلية طب الأطفال بجامعة تمبل بالولايات المتحدة الأمريكية عام 1998م لأعماله مع الأطفال ذوي التحديات الجسدية والعقلية. وقد تم تكريمه من قبل مؤسسة الملك عبد العزيز ورجاله لرعاية الموهوبين بالتعاون مع مكتب التربية لدول الخليج العربي في عام 2000م خلال الملتقى الأول لمؤسسة رعاية الموهوبين بمجلس تعاون دول الخليج العربي .

ـ منحته جامعة الجزيرة بالسودان درجة الدكتوراه الفخرية لتنظيمه ورئاسته للمؤتمر العالمي للإعاقة والتأهيل في 2001م.

ـ حصل في شهر إبريل 2004م على الميدالية البرونزية والميدالية الفضية وشهادتي إنجاز من المعرض الدولي (32) للمخترعين في جنيف – سويسرا.

ـ تم تكريم البروفيسور الطريقي من قبل أكثر من مؤسسة أكاديمية في العالم فضلاً عن المنظمات والهيئات غير الحكومية والجهات الطوعية ومراكز الأبحاث والدراسات التي تعنى بقضايا حقوق الإنسان وقضايا الإعاقة والتأهيل بشكل خاص.

ـ حاز البروفيسور الطريقي على وسام الملك عبد العزيز من الدرجة الأولى من يد خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود في شعبان 1427هـ ،سبتمبر 2006م تقديراً لإنجازاته العلمية والعملية والإنسانية وفي مقدمتها براءات الاختراع العالمية التي تحصل عليها.

ـ تم اختياره من قبل الفعاليات الرسمية والأهلية في مدينة الزلفى ( مسقط رأسه) شخصية العام 1427هـ وأقيم له حفل مهيب بهذه المناسبة.

ـ في 6/4/1428هـ الموافق 23/4/2007م تم تكريمه ومنحه شهادة وجائزة التميز من جامعة الملك سعود بالرياض بيد صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبد العزيز آل سعود، أمير منطقة الرياض تقديراً لعطائه المتميز وجهوده في مجال الإبداع والابتكار وتميزه في مجال البحث والتطوير على المستويين الإقليمي والعالمي

إسهاماته العلمية

للدكتور الطريقي إسهامات علمية في مجال الأطراف الاصطناعية والأجهزة التعويضية وتأهيل ورعاية المعوقين وتقنين حقوقهم، حيث نشر أكثر من (100) بحث في مجلات علمية ومؤتمرات عالمية وكتب وأشرف على إصدار ما يربو على (50) مرجعاً وكتاباً علمياً، وهو إذ يرأس تحرير عدد من المجلات العلمية والتوعوية باللغتين العربية والإنجليزية مثل: عالم الإعاقة – الصحة العربية – والعَالِم (باللغة العربية)، والمجلة السعودية للإعاقة والتأهيل ومجلة الصحة العربية (باللغة الإنجليزية)، فقد تبنّى الفكر التنموي الجاد الهادف الذي يعنى بقضايا الإنسان الغاية في الحساسية، ووقف في وجه الإرهاصات العديدة التي عاندت تجربته ليخرج منتصراً بفكر الكلمة.

يرأس البروفيسور الطريقي مجلس العالم الإسلامي للإعاقة والتأهيل، وشغل و يشغل عدداً من الوظائف الاستشارية منها مستشار ورئيس فريق العمل في مدينة الأمير سلطان بن عبد العزيز للخدمات الإنسانية ومركز الأمير محمد بن فهد لتكنولوجيا التأهيل ووزارة الصحة والمراكز المشتركة لنشر ومراقبة التأهيل وعدد من الجهات الحكومية والأهلية ذات العلاقة بالمنطقة وهو في مقدمة المشاركين بحيوية في المؤتمرات والندوات المحلية والعربية والعالمية في شتى الأقطار، ومنها نيوزيلندا وماليزيا وألمانيا والولايات المتحدة، والسويد، والنمسا والنرويج وسنغافورة واندونيسيا والمملكة المتحدة، الصين، اليابان، فنلندا والهند وغيرها.

هذا إضافة إلى العديد من الدول العربية التي تم فيها تنظيم العديد من الندوات واللقاءات والحملات الإنسانية في مجال خدمة الإنسان والعناية به منها سوريا والأردن واليمن وقطر ولبنان والإمارات العربية المتحدة والسودان وعُمان وتونس ومصر وغيرها، وهو الآن من خبراء الإعاقة العالميين المشاركين في صياغة حقوق وقوانين وتشريعات ذوي الاحتياجات الخاصة في الأمم المتحدة حيث تم ترشيحه مستشاراً لشؤون الإعاقة وتأهيل المعوقين لمنظمة الأمم المتحدة ومنظمة الصحة العالمية، وتم تزكيته ليقود انطلاقة تفعيل دور منظمات المجتمع المدني في قضايا التنمية الإنسانية وحقوق الإنسان عبر إنشاء مركز أبحاث الشرق الأوسط للتنمية الإنسانية وحقوق الإنسان على هامش اجتماع لجنة الأمم المتحدة الاقتصادية والاجتماعية لغربي آسيا في دمشق، ومن هذا المركز يقود الدكتور الطريقي استراتيجيات وبرامج هادفة أطّرها في عدة موضوعات وطرحها في كافة فعاليات الديمقراطية وحقوق الإنسان والأسرة والمرأة والطفولة والشباب وكافة قضايا التنمية الإنسانية، توجها بإصدار موسوعة البروفيسور محمد الطريقي للتنمية والديمقراطية وحقوق الإنسان التي صدرت في الرياض كأول موسوعة عربية تجريبية في المكتبة العربية .

زر الذهاب إلى الأعلى