عباقرةمبدعون

زهاء حديد عبقرية معمارية مبتكرة لحد الخيال تتجاوز كل الحدود

(زها حديد).. عبقرية خاصة.. مبتكرة لحد الخيال.. كيف لا وهي أفضل مهندسة معمارية في العالم.. والسيدة الأولى في التاريخ الحديث التي قفز اسمها إلى مصاف عظماء العمارة العالمية. قال عنها (أندرياس روبي ) :” مشاريع زهاء حديد تشبه سفن الفضاء تسبح دون تأثير الجاذبية في فضاء مترامي الأطراف، لا فيها جزء عال ولا سفلي، ولا وجه ولا ظهر، فهي مباني في حركة انسيابية في الفضاء المحيط، ومن مرحلة الفكرة الأولية لمشاريع زهاء إلى مرحلة التنفيذ تقترب سفينة الفضاء إلى سطح الأرض، وفي استقرارها تعتبر أكبر عملية مناورة في مجال العمارة”.

ولدت في بغداد 31 أكتوبر1950، وأنهت الثانوية في الجامعة الأميركية في بيروت 1971 لها شهرة واسعة في الأوساط المعمارية الغربية ، وهي حاصلة على وسام التقدير من الملكة البريطانية ، تخرجت عام 1977 في الجمعية المعمارية “AA” أو “Architectural Association” بلندن ، عملت كمعيدة في كلية العمارة 1987، وانتظمت كأستاذة زائرة أو أستاذة كرسي في عدة جامعات في أوروبا وبأمريكا منها هارفرد وشيكاغو وهامبورغ وأوهايو وكولومبيا ونيويورك وييل وتسنى لها أن تحصل على شهادات تقديرية من أساطين العمارة مثل الياباني كانزو تانك، قفز اسمها الى مصاف فحول العمارة العالمية، ولا سيما بعد خفوت جذوة تيار ما بعد الحداثة بعد عقدين من الزمن.

عند معاينة أعمال زها نلاحظ للوهلة الأولى القلق وعدم الاستقرار صريحا على محيا تلك الأعمال، والاسترسال إلى الفضاءات الخارجية بشكل لا متناه مما يعكس حالة الخلفية الإسلامية لنشأتها بين الفضاءات الداخلية والخارجية للعمارة الإسلامية، وقد ربط البعض استرسال وانسيابية خطوط الخط العربي ناهيك من حالة التجريد الزخرفي. وثمة تشعيبات من التفكيكية تقوم باستعارة الأشكال التراثية التقليدية, ويمكن بهذا السياق اعتبار زها حديد لا تمت بصلة بشكل مباشر للعمارة التراثية التي تشكل خلفيتها العربية الإسلامية ، بقدر ما يمكن أن تكون إحدى جوانبها متأتية من المؤثرات للخلفية الثقافية. لا يمكن التشيع لتفكيكية زها لكونها عربية أو حتى الوقوف ضد تيارها يثير فينا التساؤل عن كم من الوقت ستستغرق هذه الشطحة. ومن أهم تلك التصاميم؛ نادي الذروة، كولون، هونغ كونغ 1982 ـ 83 مشروع مسابقة، وتنفيذها لنادي مونسون بار في سابورو اليابان 1988 ـ 89، وكذلك محطّة إطفاء فيترا ويل أم رين1991 ـ 93، أكثر مشاريعها الجديدة غرابة وإثارة للجدل مرسى السفن في باليرمو في صقلية 1999

في عام 2004 أعادت زهاء كتابة تاريخ العمارة، حين تم منحها كأول امرأة (وأصغر معماري عمرا وأقل بناءا .. المترجم) جائزة برتزكر أرفع جائزة معمارية في العالم، لتنضم إلى عمالقة تاريخ العمارة الحديثة مثل فرانك غيري (متحف غوغنهايم بلباو) رنزو بيانو (مركز بومبيدو باريس) يورن أتزن (أوبرا سدني).

تعد زهاء حديد الآن بمثابة النجمة العالمية. ويعتبر طريقها إلى النجومية درسا في قيمة التشبث بالفرادة والجرأة على الاختلاف. لقد أثبتت انه من المهم والمثمر أيضا الدفاع عما تؤمن به حقا. وان ما يعد ضربا من الخيال قد يمكن تحقيقه، إذا ما تمكن المرء من تحمل ومعالجة معارضيه واستمر في تطوير إمكاناته الإبداعية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى