مبدعوننابغوننقاط مضيئه

الفرغاني .. جامع علم النجوم

هو أبو العباس أحمد بن محمد بن كثير الفرغاني، ويعرف عند الأوربيين باسم Alfraganus. ويُعَدُّ من أعظم الفلكيين الذين عملوا مع المأمون وخلفائه، وهو من معاصري الخوارزمي وبني موسى وسند بن علي، ولد في فرغانة وعاش في بغداد أيام المأمون العباسي في القرن التاسع الميلادي.

درس الفرغاني علوم الرياضيات والفلك حتى برع فيها، ونال حظوة عند الخليفة العباسي المأمون فكان من المقربين عنده لعلمه وخلقه ونزاهته، وأسند المأمون إليه دراسات كثيرة تتعلق بعلم الهيئة فقام بها على أحسن وجه كما عينه رئيسا لمرصد الشماسية في بغداد الذي يعتبر أول مرصد في الإسلام.

إسهاماته العلمية

كان الفرغاني عالماً في الفلك وأحكام النجوم ومهندساً، من إسهاماته أنه حدد قطر الأرض بـ 6500 ميل، كما قدر أقطار الكواكب السيارة.

درس الفرغاني في مرصد الشماسية علم تسطيح الكرة عن قرب فكان له آراء ونظريات أصيلة، وعندما قرر المأمون التحقق من قيمة محيط الأرض التي ذكرها القدماء اليونانيون، كان الفرغاني ضمن الفريق الذي خرج إلى صحراء سنجار مع بني موسى بن شاكر، وكانت القياسات التي توصلوا إليها في غاية الدقة.

وقام الفرغاني بتطوير المزولة، وعمل عدة تطويرات لآلة الأسطرلاب الذي استخدمه في قياس المسافات بين الكواكب وإيجاد القيمة العددية لحجومها، وحدد الفرغاني أقطار بعض الكواكب مقارنة مع قطر الأرض فذكر أن حجم القمر (39 / 1 ) من حجم الأرض، والشمس (166) ضعفا للأرض، والمريخ (8 / 15) من حجم الأرض، والمشتري (95 ضعفا) للأرض، وزحل (90) ضعفا للأرض، وهي قياسات تختلف قليلا عما توصل إليه العلم الحديث.

وبقيت قياسات الفرغاني مستخدمة في جميع بقاع العالم حتى القرن التاسع الهجري/ الخامس عشر الميلادي، كما اعتمد علماء العرب والمسلمين في علم الفلك على نتائج الفرغاني.

يقول ألدو مييلي : والمقاييس التي ذكرها الفرغاني لمسافات الكواكب وحجمها عمل بها كثيرون، دون تغيير تقريباً، حتى كوبرنيكوس. وبذلك فقد كان لهذا العالم الفلكي المسلم تأثير كبير في نهضة علم الفلك في أوربا، وفي سنة 861 كلفه الخليفة المتوكل على الله بالإشراف على بناء قياس منسوب مياه نهر النيل في الفسطاط، فأشرف عليه وأنجز بناءه وكتب اسمه عليه.

مؤلفاته

ترك الفرغاني عدداً من المؤلفات القيمة، من أشهرها: كتاب “جوامع علم النجوم والحركات السماوية”، الذي ترجمه جيرار الكريموني إلى اللاتينية في القرن الثاني عشر للميلاد كما ترجم إلى العبرية، وكان له تأثير كبير على علم الفلك في أوربا قبل ريجيومونتانوس Regiomontanus الرياضي الفلكي الذي برز في القرن الخامس عشر الميلادي، وطبعت ونشرت ترجمات هذا الكتاب عدة مرات خلال القرنين الخامس عشر والسادس عشر الميلاديين.

وترك “الفرغاني” مختصر لكتاب “المجسي لبطليموس” الذي نال شهرة عالمية وترجم إلى اللاتينية، وكتاب الكامل الذي وضع فيه أرائه في علم تسطيح الارض، وكتاب “في الأسطرلاب” الذي ذكر فيه تعديلات على آلة الاسطرلاب ، و”كتاب الجمع والتفريق”.

وفاته

لم يحدد تاريخ وفاته بدقه ولكنه من المرجح أنه توفى بعد العام 861م.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى