تسويق الاختراعات
تتيح التكنولوجيا الجديدة والاختراعات فرص تجارية عديدة لكنها لا تعطي نتائج الأبعد أن تتخذ الشكل المقبول والمطلوب في الأسواق وتؤدي أفضل الابتكارات إلى أعمال تجارية ناجحة على الصعيد الدولي .
ومنذ البداية ينبغي اعتبار الاختراع فرصة تجارية لإنشاء مؤسسة تجارية جديدة أو لفائدة مؤسسة تجارية قائمة ، وتنجز الاختراعات داخل المؤسسة أو على يد مخترع أو باحث جامعي يعرضها ( بعد إيداع طلبات البراءة ) على المؤسسة لتنتفع بها وقد تكون بداية انجاز الاختراعات داخل المؤسسة أكثر سلاسة ولكن من الحذر أن تقر المؤسسة أن الأفكار لفائدة المنتجات قد تأتي من خارج منظومتها وتكون بوجاهة أفكار المؤسسة أو أفضل منها .
ويمكن للشركات أن تحسن من عملياتها أيضاً بالتعاون مع جهات أخرى أو بالاعتماد على الاتصالات الشبكية من اجل الانتفاع بأفضل الخبرات التي تكتسبها مختلف الشركات أو الأشخاص في مجالات مثل البحث أو التجربة أو التسويق أو التدويل .
لئن كان الاختراع جيدا واجتاز إجراءات إصدار البراءة وتطوير المنتج ولئن كانت المؤسسة التجارية المعنية نشطة ومبدعة ، فان ذلك لا يكفي كي يكون للاختراع فائدة تنافسية أو يتوج بالنجاح فالتسويق ، وهو أصعب مرحلة في العملية لوحدة قادر على أن يحقق دخلاً لآن المشروع لا يتطلب إلى غاية تلك المرحلة إلا الوقت والمال ، ولذلك ينبغي اعتبار تلك التكاليف بمثابة استثمارات وليست مصروفات .
ويعود حق استغلال الاختراع تجارياً إلى صاحب الاختراع إذا لم يتم الاتفاق على خلاف ذلك ، وتشمل بدائل الاستغلال التجاري الأكثر شيوعاً ما يلي :
• الإنتاج داخل مؤسسة تجارية قائمة أو جديدة
• والترخيص لإحدى شركات الصناعة والتسويق او اكثر .
• واقتناء الاختراع
• وترتيبات الشراكة .
• والاتحادات .
ويجوز للمخترع أن يتولى إنتاج اختراعه وقد يكون المخترع صاحب مؤسسة قائمة أو قد ينشئ مؤسسة جديدة ، وتتولى تلك المؤسسة صناعة الاختراع وتسويقه بعد ذلك ، ويمكن لمراكز الابتكار أن تساعد المخترع على استهلال مشروعه الخاص فكثير من الأحيان وإذا تولى المخترع صاحب المشروع استغلال اختراعه شخصيا ليس من الضروري أن تكون البراءة بالصرامة المطبقة في حال ترخيص الاختراع لشخص آخر ، ولكن ليس من الحذر أيضا إنشاء شركة حول منتج واحد فضلا عن أن المخترع الجيد لا يكون دائماً صاحب مشروع جيد وغالباً ما يعطي الاتصال الشبكي نتائج جيدة بإتاحة النفاذ إلى افضل الابتكارات وفرص التمويل وخبرة الأشخاص أو الشركات الصغيرة في الصناعة والتسويق الموجودة على الشبكة وللبراءات قيمة مالية يجوز تحويلها إلى أسهم في شركة جديدة النشأة .
وأصبح اكتساب الترخيص وبيعها في الوقت الراهن احد الأسس الذي تقوم عليه استراتيجيات عمل شركات التصنيع والتكنولوجيا ، وعلى الصعيد التطبيقي ، يتطلب ذلك العمل تنسيق معقد بين الابتكار التقني ومجالات القانون والاقتصاد والإدارة ويفضل العديد من المخترعين وكذلك الشركات ترخيص الانتفاع باختراعاتهم لشركة تتولى تصنيع المنتج وتسويقه .
ولابد من اعتبار الاختراع فرصة تجارية ومشروعا تجارياً مريحاً للمؤسسة منذ البداية ، فالتحليل الذي يتم إعداده للبت في مسالة الإنتاج يكون نفسه سواء إنجاز الاختراع موظف في مقر عمله أو عرض على مؤسسة ليستغله مخترع خارجي ، وقد يكون إنجاز الاختراعات داخل المؤسسة أسهل عندما تتوافر الوسائل المناسبة للإنتاج ويكون للاختراع علاقة بعمليات سبق إنجازها ، ومن جهة أخرى ، تجدر الإشارة إلى أن من الممكن أن يقدم المخترع الخارجي أفكارا لفائدة المنتجات تكون بوجاهة أفكار المؤسسة أو أفضل منها ويتطلب ذلك إصدار البراءات لفائدة الاختراعات وتطويرها إلى حالة قابلة للتسويق بالاعتماد في اغلب الأحيان على النماذج الأولية والاستعراضات بالفيديو ومهارات خاصة في التسويق وعلى الموارد الضرورية .
وتملك المؤسسات التكنولوجية الصغيرة والمتوسطة موارد محددة في العادة وبالتالي تركز على ما هو أساسي أي الإنتاج والتسويق ولذلك ينبغي أن يكون تطوير المؤسسة والمنتج يعتمد على تحصيل الأفكار المتعلقة بالمنتجات والمعلومات المتصلة بالبحوث والدراية العملية التي تكون في متناول المؤسسة لتطبقها ويعتبر العديد من الشركات التكنولوجية الصغيرة والمتوسطة أن أسرع طريقة للحصول على منتجات أو تكنولوجيات جديدة هي اكتسابها عن طريق نوع من أنواع الاكتساب وهذه أمثلة على ذلك .
• إبرام اتفاق ترخيص يسمح للمؤسسة بتصنيع منتج أو تكنولوجيا معينة محمية بموجب براءة مثلا وبيعها مقابل عوض
• وترتيب الشراكة مع الشخص أو الشراكة التي تملك الدارية العملية أو البراءة
• واقتناء المؤسسة التي تشرف على المنتج أو التكنولوجيا المرغوب فيها
• والحصول على أجهزة أو نماذج أولية أو موظفين أو موارد أخرى
• وإبرام عقود ثانوية مع خبراء خارجيين أو مؤسسات البحث لتطوير المنتج والبحث عن معلومات وإنجاز مهام أخرى .
ويتم الاتفاق عادة عندما تستفيد جميع الأطراف من الصفقة .
وتشمل ترتيبات الشراكة اتفاقات التعاون التي تبرم بين المخترع والجهة المصنعة والتي تكون مهمة خاصة بالنسبة إلى الاختراعات التي إلى بحوث معمقة .
ويتم اللجوء إلى أسلوب الاتحادات المذكور أعلاه في بعض الاحيان ويمكن تصنيع المنتج الإبداعي وتسويق محليا عن طريق مؤسسة المخترع أو دوليا عن طريق شركات أخرى على أساس اتفاقيات الترخيص .
في حال نتائج البحوث التي تتوصل إليها الجامعة في مجال الاختراعات تتحول نتيجة البحث إلى اختراع عندما تصبح مؤهلة للبراءة ومن الضروري عدم نشر نتائج البحث قبل إيداع طلب البراءة ونظرا إلى أن الجامعات ومؤسسات البحث تعتبر مصادر لكمية هائلة من الابتكارات المحتملة من المهم تنظيم الأنشطة اللازمة لتوفير معلومات كافيه عن إصدار البراءة وتطوير الاختراع ، والجامعات وسط مهم بالنسبة إلى مراكز الابتكار ويمكن تطوير الاختراعات المنجزة في الجامعات وتسويقها كسائر الاختراعات علاوة على أن مهارات الباحثين الجامعيين ودرايتهم العملية تكون ضرورية في اغلب الأحيان خلال كامل عملية التطوير والتسويق .
يمكن تسويق الاختراعات باعتماد وسائل مختلفة عديدة بحسب ما إذا كان الغرض هو إبرام صفقة ترخيص أو تسويق منتج مصنع وبيعه ، وتشمل تلك الوسائل ما يلي :
• الاتصالات الشخصية المباشرة أو عبر الهاتف مع شركات التصنيع والتسويق
• والإشعارات وعروض الترخيص المرسلة بالبريد الإلكتروني والفاكس والبريد والكتيبات
• والاستعراضات مثل النماذج الأولية ونتائج التجارب وعروض الفيديو .
• ومواقع الأسواق أل إلكترونية مثل WWW.innofin.com بالنسبة إلى الاختراعات الفنلندية
• واستشارة الخبراء في القانون والتسويق
• والاشتراك في الأسواق التجارية والمعارض وملتقيات الشراكة .
• والاتصال بالشبكة الدولية عبر نظامي ,, 7 و & % مثلا ؛
• الاشتراك في المؤتمرات والمحاضرات
• والاشتراك في مشروعات البحث والمنشورات التقنية والعلمية
• ومباشرة حملات إعلانية ؛
• والاعتماد على وسائل إعلامية أخرى بما فيها الإذاعة والتلفزيون
وفي حالة الترخيص من المفروض أن تؤول الاتصالات التمهيدية إلى مفاوضات ولذلك تكون الإجراءات التحضيرية أساسية ، ومن الممكن زيارة احتمال نجاح تلك المفاوضات بتكوين الفريق المفاوض اللائق بما في ذلك الخبراء والمشاركين والتأكد من أن المفاوضات تجري على المستوى التنظيمي المناسب وأن أعضاء الفريق على دراية جيدة بالموضوع وعلى علم بخلفية نظرائهم ويمكن أيجاد بديل جديد سريع التزايد لقنوات الخاصة بتسويق المنتجات المصنعة وبيعها على شبكة إنترنت وعن طريق التجارة الإلكترونية .
تكون خطة العمل التمهيدية أساسية في المرحلة المبكرة من تطوير الاختراع بالرغم من أن الكثير من تلك المعلومات تكون أولية ويجب مراجعة الخطة عند الحصول على مزيد من التفاصيل الواقعية مثل أسعار التصنيع ومنتجات المنافسين وتستخدم خطة العمل التمهيدية أيضا كوسيلة لتحديد شكل الاستغلال المعتمد عليه وبالإضافة إلى ذلك ، تطلب الجهات المالية بما فيها مركز الابتكار والشركات المالية والمصارف بخطة عمل وتهدف خطة العمل أساسا إلى عرض معلومات واقعية عن الشركة والاختراع والخطط المتعلقة بالتصنيع والتسويق وهي أساسية أيضا لأنها تبين التكاليف والدخل والتمويل والربح المحقق خلال الحقبة المبكرة من قيام المشروع أي لمدة 5 إلى 7 سنوات مثلاً
وتشمل البنود الرئيسية لخطة العمل ما يلي :
1- خلفية الأنشطة وملخصاً عنها
2- وحالة الأسواق وتطويرها
3- والأهداف المنشودة .
4- والإستراتيجية المعتمدة
5- وخطة التسويق
6- وخطة تطوير المنتج
7- وخطة الإنتاج
8- وأصحاب المشروع و أدارته وتنظيمه
9- وتقييم الأخطار
1.- والخطط المالية والميزانية والإدارة
11- واقتراح التمويل
12- ولواحق
ومن المهم تقييم الإمكانات والأخطار التجارية للاختراع أيضا وقد يشمل التقييم المراحل التالية :
* قابلية الاختراع للتسويق وإمكاناته وقدرته على التنافس في السوق
• وجدة الاختراع والجانب الابتكاري فيه وأهليته للبراءة
• والمستوى التكنولوجي المستخدم
• والاستدامة في مجال التصنيع
• والمسائل المتعلقة بالعمل
• والإمكانات والمحيط التجاري
• والتزامات المخترع وصاحب المشروع والإدارة ومهاراتهم .
أن حساب قيمة الاختراع والبراءة المتصلة به صعب جدا خاصة من حيث علاقته بالسوق فالبراءة لوحدها تنتج مصروفات فقط وكذلك الآمر بالنسبة إلى تطوير الاختراع إلى منتج قابل للتسويق وتتغير قيمة الاختراع والأخطار التقنية والتجارية الملازمة له بشكل كبير مع تقدم عملية تطوير المنتج وتسويقه وغالبا ما ترتفع قيمة الاختراع لكن جزء بسيط فقط من الاختراعات المنجزة في العالم يتحول إلى ابتكارات رئيسية وفي العديد من الحالات تنهار توقعات المخترع بنجاح اختراعه إذا لم تمنح له البراءة أو لم ينجح المنتج كما كان متوقعا او ارتفعت التكاليف إلى مستوى عال أو لم يحقق المنتج مبيعات جيدة أو دخل منافس إلى الأسواق بمنتج جديد أفضل جودة .
وتبرز الحاجة إلى حساب قيمة الاختراع أو البراءة عادة في سياق تسويق الاختراع ومن خلال الترخيص على وجه الخصوص ويكون ذلك التقييم ضروريا أيضا من اجل تحديد سعر البيع إلى شركة ما مثلا ويجوز الانتفاع بحقوق الملكية الفكرية أيضا كضمان إضافي للحصول على قرض أو كعوض لاقتناء اسهم في شركة وعلاوة على ذلك يصبح التقييم ضروريا عند لزوم تعويض الموظف المخترع على اختراعه أو في المنازعات القانونية أو حالات الإفلاس .
وينبغي حساب القيمة التجارية للاختراع عدة مرات خلال عملية تطوير المنتج لاتضاح المعلومات الضرورية للحساب وتكون القيمة التجارية للبراءة لوحدها محدودة في اغلب الأحيان إلا أن أهميتها التجارية القادمة وبالتالي فان اتخاذ القرارات بشأن تطوير المنتجات تحمل معها أخطارا تقنية واقتصادية والتقليل من تلك الأخطار هو جزء أساسي من التخطيط التجاري .
والى جانب تصنيع المنتج في مقر العمل قد تتحصل المؤسسة على فوائد إضافية من خلال الترخيص بالانتفاع بالمنتج في الخارج أو بالتراخيص الباطني أو المقايضة والمنتجات الجيدة تزيد من رونق الشركة والعاملات التجارية وعلى كل حال حتى لو وأنجزت الحسابات بعد عملية التطوير فقط ينبغي للدخل الإجمالي للمنتج أن يفوق مجموع الاستثمارات والمصروفات كي يكون المشروع ناجحاً اقتصادياً .
ترمي الأنشطة الابتكارية إلى انجاز ابتكارات ناجحة ومفيدة على الصعيد الدولي وبالتالي تحسين النشاط التنافسي وزيادة المشروعات وتوفير العمل ولا تتوقف إمكانات المؤسسات وطاقاتها الابتكارية على الموارد التقنية والمالية فقط لان النشاط الابتكاري يتطلب الدارية العملية في مجالات عديدة أيضا مثل الإدارة والتخطيط التجاري وحقوق الملكية الفكرية وعملية الاختراع والإنتاج ومهارات التسويق والتعاون وغالبا ما يكون الاتصال الشبكي مفيدا بالإضافة إلى أن فهم مختلف المراحل العملية أدارتها عامل أساسي لتأمين تطوير النشاط الابتكاري ومع أن القطاع العام يعمل على تعزيز النشاط الابتكاري بشتى الطرق فان المسؤولية والقدرة على نجاح ذلك النشاط تقع على عاتق المؤسسة التجارية نفسها . تسويق الاختراعات #موهوبون