ابتكر المواطن التونسي فوزي بن رمضان المعلاوي محركا بثلاث اسطوانات يختلف كليا عن الأنظمة المعروفة، ونجح في تشغيله وسهل له حرية العمل، وأطلق عليه المعلاوي اسم “قانا 2006” وذلك لتأثره بمذبحة قانا أثناء اختراعه المحرك وهو في الأراضي اللبنانية.
والمحرك يعتمد على نظام جديد لنقل الحركة بثلاث اسطوانات، تختلف كليا عن الأنظمة المعروفة، والمحرك في شكل سداسي الأضلاع، مع نظام غلق وفتح الهواء أطلق عليه (نظام صمامات القيادة)، ويعمل بالبنزين. ويدور المحرك ربع دوران المحرك العادي، بدلا من نصف دوران، وأعطى هذا النظام نجاحا في خلال الاختبار.
يولد النظام الجديد طاقة دوران أكثر مما هو معروف، يقول فوزي، مفسرا طريقة عمل المحرك بأنها تسير وفق نظام الاسطوانات السبع، لتولد قوة أحصنة أقوى بكثير من محرك على شكل حرف (V) بثماني اسطوانات من نفس الحجم.
باختصار نجح فوزي في اختراع محرك يعتمد على التروس في نقل الحركة داخله، ويتمتع بعدد من المزايا منها: تقليل نسبة الاحتكاك داخل المحرك، وتغيير شكل المحرك الخارجي ليتخذ شكلا دائريا، بالإمكان تغيير كل اسطوانة على حدة من دون الاضطرار إلى فك الهيكل، مرونة الحركة داخل المحرك وتقليل نسبة ضياع القوة الدافعة للمحرك.
هذا الجهد اعترضته مشاكل فنية عدة، أهمها ضيق الحال المادية لتأمين تصنيع القطع، فكان فوزي يعمل نهارا في احد المعامل، وفكره منصب على كيفية تأمين القطع، وتصنيعها. وليلا يشتغل على محركه، بعدما يؤمن ما يتيسر له من مال، حتى أنه كان ينام بالقرب من اختراعه. حتى وصل إلى مراحله الأخيرة، فعجز عن تأمين “دينامو” لتدوير المحرك، فاستعاض عنه بآخر مناسب له، خصوصا أنه يحتاج إلى قاعدة جديدة مع مقاسات تختلف عن المعروفة. وأيضا يحتاج إلى (كاربراتور) ليؤمن تدفق البنزين والهواء أسرع مما هو موجود حاليا، ليعطي دفعا أقوى.
المشاكل الفنية، يعتبرها فوزي غير ذات أهمية ميكانيكية، ولا تؤثر على عمل المحرك، وهي تحل عند توفر الأموال اللازمة. وشبه قوة محركه بالموجودة في محركات الطائرات الصغيرة، ذات المروحة الواحدة الأمامية. وعن مشاريعه المستقبلية، يأمل في تصميم أول سيارة عربية، ينافس فيها سيارة “هامر” الأميركية الصنع، من حيث القوة والمناورة والمرونة، في حال توفر فريق من المهندسين.