ابتكر المهندس المصري الدكتور محمد عبد المنعم علي جهاز تحلية المياه (desalination) وحصل على براءة اختراع لجهازه من مكتب براءات الاختراع بأكاديمية البحث العلمي، كما حصل المخترع على جائزة دولية عن اختراعه الذي يهدف لتحلية مياه الشرب، سواء كانت من البحر أو مياه جوفية أو استخراج مياه مقطرة عن طريق ترطيب وتكثيف الهواء.
والهدف من هذا الاختراع هو الاستفادة من الطاقة الجديدة والمتجددة، والمتمثلة في الشمس (Solar Energy) والرياح في تحلية مياه البحر أو المياه الجوفية للمناطق النائية، كبديل عن الطاقة التقليدية المتمثلة في مصادر البترول ومنتجاته والفحم، وبهذا يتم تطبيق إحدى الاستخدامات المثالية للطاقة المتجددة، خاصة في بلادنا وغيرها من البلاد العربية الغنية بالطاقة الشمسية، وتبدو أهمية هذا الاتجاه للأسباب الآتية:
ـ يعتبر استخدام الطاقة التقليدية في المناطق النائية من أجل تحلية المياه عالي التكلفة، خاصة إذا أخذنا في الاعتبار تكاليف نقل الوقود.
ـ أن استخدام الطاقة الجديدة والمتجددة في توفير المياه النقية وتلبية الحاجات المتزايدة منها يعتبر توسعًا مطلوبًا في استخدام هذا النوع من الطاقة.
ـ هناك تزايد في احتياجات مصر وغيرها من الدول العربية من المياه النقية، وخاصة المناطق الصحراوية النائية والساحلية والتجمعات السكانية المتزايدة بها، وخاصة مع توقع تناقص هذه المياه بمعدل يتراوح بين 4 و5 مليارات متر مكعب سنويًّا خلال السنوات الخمس القادمة، ومما لا شك فيه أن توفير المياه المطلوبة باستخدام الطاقة التقليدية في التحلية يتطلب أموالاً طائلة، كما أنه يضر بالبيئة ويلوّثها، وهذا مما يزيد من أهمية استخدام الطاقة الجديدة والمتجددة.
يتم إدخال المياه إلى جهاز التحلية، سواء كانت مياه مالحة من البحر أو مياه جوفية عن طريق مواسير يتم توصيلها بالجهاز، ثم تجري عملية تسخين للمياه سواء باستخدام السخانات الشمسية أو بتكثيف الهواء الساخن، ومن خلال دائرة مغلقة تتم عملية الترطيب، وذلك بالخلط المباشر لحركة الهواء مع الماء الساخن داخل هذه الدائرة المغلقة التي يطلق عليها المرطّب.
وبعد عملية الترطيب تجري عملية إزالة الرطوبة بتبريد المياه وتكثيف الرطوبة داخل مبرد الهواء، حيث يتم تجميع المياه المقطرة بعد ذلك وتصبح صالحة للشرب والطهي، والجهاز الواحد.