لن تتوقف المرأة العربية عن الإبداع والإنجاز فى شتى المجالات, وهي بذلك تؤكد دورها الكبير، وأنها جزء لا يتجزّأ من طموحات المجتمع العربي بصفة خاصة والإنساني بصفة عامة، من خلال حصولها على مراكز متقدمة في المسابقات العالمية. وتعتد “جنان الشهاب”، من المحطات المهمة التي جسّدت إنجازات المرأة العربية بصفة عامة والكويتية بصفة خاصة، فهي أول سفيرة كويتية وعربية لـ”شبكة المرأة العالمية للمخترعات والمبتكرات”، ونالت لقب أفضل مخترعة على مستوى العالم، لدى مشاركتها في معرض تورنتو الدولي للاختراعات في كندا، جراء اختراعها نظام نقل الطاقة اللاسلكي عن بعد، الذي نالت بسببه براءة اختراعه من مكتب براءات الاختراع الأميركي USPTO، وجرى تنفيذ الاختراع والوصول إلى المنتج النهائي، من خلال شركة ElectrodisTech الخاصة بالشهاب، وسيتم طرحه في الأسواق قريباً.
حرمتها ظروف “كورونا” السفر إلى كندا وتسلّم جائزة تورونتو للاختراعات مباشرة، حيث جرى عمل المقابلة عن بُعد، وحصدت الميدالية الذهبية في مقابلة لجنة التحكيم الأولى، وترشّحت للنهائيات، اختراعها يعد ثمرة لمؤسسة ElectrodisTech التي أنشأتها في الكويت عام 2016 لإنتاج الخلايا الكهرومغناطيسية والأجهزة الإلكترونية الذكية. أول اختراع لها كان جهاز تنبيه لاستخدامات خفر السواحل، حين كان عمرها 15 عاماً.
وترى الشهاب (وفقاً لجريدة القبس الكويتية) أن ثمة معوقات تواجه المخترعين، منها عدم وجود مركز في الكويت للمساعدة في تنفيذ وتجربة الاختراعات المتطورة، فضلاً عن صعوبة إيجاد تصنيف لاختراع مبتكر جديد في الهيئة العامة للصناعة ووزارة التجارة، للبدء في تصنيع الاختراع. وتشير الشهاب إلى أن وضع المرأة العربية عموماً، والخليجية خصوصاً، لم يكن مختلفاً عن قرينها الرجل، بل برعت في الكثير من المجالات، ونافست الرجال، كما أنه لا تمييز بين المرأة والرجل إلا في مجالات بسيطة.
وبينما أشادت الشهاب بدعم الدولة للمرأة الناجحة المبدعة وسعيها الدائم لتشجيع أبنائها، سواء الشباب أو البنات، بشكل خاص، فضلاً عن توفير ما تحتاجه المشاريع لتحقيق النجاح، تمنّت تيسير بعض الإجراءات الحكومية المعقّدة، لتتسنّى لهم تكملة المسيرة.
كما سبق للشهاب تمثيل دولة الكويت في أولمبياد الفيزياء الدولي في سنغافورة عام 2006، وأكملت برنامج تدريب رواد الفضاء، من وكالة الفضاء الأميركية (ناسا).
جائزة دافينشي العالمي للاختراع
ومن السيرة العلمية لجنان, حصدها للجائزة الذهبية في معرض دافينشي العالمي للاختراع, لاختراع الخلايا الكهرومغناطيسية من معرض All American Davinci Expo. بعد منافسة حامية في النهائيات بين 125 مخترع عالمي في ولاية أوتا جاء إنجاز المهندسة الكويتية بعد قرار لجنة التحكيم المكونة من 10 حكام دوليين من جامعة أوتا الجنوبية.
وكانت أولى الجوائز التي حصدتها المهندسة الكويتية الشابة على المستوى الدولي في معرض أرخميدس الدولي الذي أقيم في العاصمة الروسية موسكو. أما على الصعيد المحلي فكانت أولى الجوائز التي حصدتها هي جائزة الكويت للتميز والإبداع الشبابي في مجال العلوم والتكنولوجيا.
جنان الشهاب التي دفعها فضولها منذ أن كانت في الخامسة عشرة لاكتشاف كيفية عمل الأجهزة الكهربائية وإزاحة النقاب عن غموضها، اقتحمت عالم الاختراعات عندما كانت طالبة في الثانوية، فكان أول إنجازاتها جهازا للكشف عن تلوث البحر، قدم مساعدة مهمة لدوريات خفر السواحل، ليتوالى بعد ذلك نشاطها في هذا المجال. وفقا لصحيفة القبس الكويتية.
وتوجهت بعد تخرجها من الجامعة للعمل في إحدى الشركات الخاصة إلا أن الوظيفة لم تلب شغفها، فقدمت استقالتها، وبدأت العمل على اختراعها الخلايا الكهرومغناطيسية، وبعد عمل متواصل، نجحت في تسجيل اختراعها في مكتب براءات الاختراع الأمريكي، وحصلت على 6 ميداليات ذهبية عن ذلك الابتكار الذي يوفر تكنولوجيا جديدة “الكهرباء اللاسلكية” ووفر شحن التلفونات عن بعد، ويشغّل أي جهاز إلكتروني بلا أسلاك.
لم تقف عند تلك الخطوة، حيث أسست عام 2016 شركتها الخاصة “إلكترودس تك للصناعات الكهربائية” التي تصنع من خلالها اختراعها الذي رأى النور بشكله النهائي عام 2018.
فضولها الذي كان الدافع لدخولها عالم الاختراعات، نتج عنه حتى الآن تأسيسها ثلاث شركات، فإلى جانب “إلكترودس تك”، لديها مركز للغوص من منظمة padi العالمية وشركة movie adventures.
ونصحت الشباب بعدم التردد قائلة: “فشلت كثيراً في بداياتي، لكني لم أستسلم، فمثلاً، اختراعي احترق أكثر من 40 مرة، ولو كنت قد استسلمت من المرة الأولى لما وصلت إلى الاختراع النهائي”.
الانسحاب من معرض “إكسبو دبي 2020”
مؤخراً قررت جنان الشهاب إلغاء مشاركتها رسمياً في معرض “إكسبو دبي 2020“، بعد نشر إعلان على حساب المعرض يدعو للاحتفال بما يسمى “اليوم الوطني لإسرائيل”.!
وكان حساب “إكسبو دبي” قد وضع صورة عبر خاصية “الستوري” على موقع “إنستجرام” لجناح إسرائيل في المعرض مع عبارة “لنحتفل مع إسرائيل”، لترد شهاب عبر خاصية الستوري بالقول “And Unfollow”، وتابعت: “وأعلن انسحابي من الإكسبو”.
ولقي انسحاب الباحثة الكويتية من المعرض، الذي يمثل أحد أبرز أوجه التطبيع الإماراتي- الإسرائيلي، إعجاب كثير من رواد مواقع التواصل الاجتماعي، الذين عبروا عن فخرهم واعتزازهم بتمسك الكويت بمواقفها الثابتة الرافضة للتطبيع مع الاحتلال. كما جاء انسحابها، بعد أيام من انسحاب لاعب المنتخب الكويتي للتنس محمد العوضي، الذي انتشرت صوره في شوارع الكويت تقديراً وتثميناً لدوره في رفض التطبيع.